صيام المصابين بها يحتاج لترخيص ضروري من الطبيب : أمراض القلب والشرايين تتسبب في 14 في المئة من الوفيات في المغرب

 

أكد الدكتور مصطفى الشيباني أن أمراض القلب والشرايين تعدّ من الأمراض الشائعة في العالم، وتعتبر السبب الأول للوفيات عالميا بنسبة 30 في المئة، وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية، وهو ما يعادل وفاة حوالي 18 مليون شخص مريض سنويا. وأبرز الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين في لقاء بـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن هذه الأمراض تتسبب في بلادنا في حوالي 14 في المئة من الوفيات، مشيرا إلى أن هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بها، ومن بينها ما يتعلّق بالعادات الغذائية غير الصحية، كما هو الحال بالنسبة للإكثار من الملح، الدهون، السكريات، وكذا قلة تناول الخضراوات والفواكه.
وأوضح الخبير الطبي أن هناك عوامل أخرى تسرّع الإصابة بهذه الأمراض، والتي تتوزع ما بين التدخين بكافة أنواعه، والبدانة، والتوترات العصبية والقلق المستمر، ثم التلوث الجوي المتواصل، وارتفاع الضغط الدموي، هذا الأخير الذي يصيب قرابة 30 في المئة من الساكنة، إضافة إلى مرض السكري الذي يصيب حوالي 6 في المئة من مجموع الساكنة، وكذا أمراض الدهون لاسيما الكولسترول، التي تصيب هي الأخرى 28 في المئة من الساكنة، فضلا عن التقدم في السن، وكثرة الجلوس، والعمل الحضري، وعدم مزاولة الرياضة، ثم العامل الوراثي. وشدّد الدكتور مصطفى أن هذه العوامل المساعدة تلعب دورا كبيرا في انتشار أمراض القلب والشرايين، مؤكدا على أن الوقاية منها أو علاجها له دور أساسي في تجنبها.
وعلاقة بشهر رمضان، أبرز الاختصاصي في أمراض القلب والشرايين، أن الدراسات المتوفرة تؤكد على أن الصيام له منافع كثيرة على جسم الإنسان عامة، خاصة عند فئة المرضى المصابين بأمراض القلب والشرايين، لأنه يشكّل مناسبة لاجتناب الإكثار من الأكل، والدهون، والملح، والسكريات، مع مراعاة قواعد وأوقات الأكل والشرب، والامتناع والابتعاد عن التدخين، إضافة إلى الحفاظ على الساعات الكافية للنوم، ومزاولة تمارين رياضية خفيفة من ناحية الكمّ والوقت، مشددا في هذا الإطار على أن الطبيب الذي يتابع حالة المريض هو المكلف بإعطاء رخصة الصيام، لذلك من الضروري مراجعته قصد أخذ النصائح الضرورية لذلك، وفي حالة مخالفة رأي الطبيب فإن المريض قد يعرض نفسه إلى مخاطر من شأنها أن تغير مسار حياته أو تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان.
وشدّد الشيباني على أن الصيام في بعض الحالات هو أمر مرفوض، ويتعلق الأمر بحالات ضيق التنفس، والآلام في الصدر، وعند وجود خلل في نبضات القلب، ومباشرة بعد توسيع شرايين القلب، وكذا عقب إجراء عملية على القلب، وفي حالة الأمراض التي تسبب الإغماء أو الغثيان، وكذا الجلطة الدماغية، وعندما تكون هناك ضرورة لتناول الأدوية عدة مرات في اليوم والتقيّد بمواعيدها التي لا يمكن تغيرها. وبخصوص خطوة ممارسة الرياضة التي يقبل عليها العديد من الأشخاص، خاصة في شهر الصيام، أبرز المتحدث أنه يمكن للمصاب بأمراض القلب والشرايين مزاولة الرياضة وهو صائم، إذا كانت وضعيته مستقرة، بعد استشارة طبيبه المعالج، موضحا بأنه يجب أن تمارس الحصة الرياضية في جو غير حار، وأن تعتمد بالخصوص على المشي، وألا تكون متعبة، ولا تطول مدتها أكثر من ساعة، ومن الأفضل أن تكون بعض الإفطار أو قبله مباشرة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 12/03/2024