طلبة أوكرانيا: الدولة هي مخاطبنا وجهات وراء موقف اللجنة الوطنية للطلبة 

قررت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، تنظيم وقفات احتجاجية متزامنة على المستوى الوطني بكل كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان العمومية بالمغرب، وذلك يوم الثلاثاء 28 يونيو 2022، مع تنظيم إنزال وطني، على شاكلة وقفة احتجاجية وطنية بالعاصمة الإدارية الرباط، مرفوقة بإضراب وطني عن التداريب الاستشفائية، يوم الثلاثاء 05 يوليوز 2022.
هذه الخطوة التصعيدية، وفق بيان للجنة الوطنية، تأتي دفاعا عن مطالبها، ومن بينها رفض إدماج زملائهم العائدين من أوكرانيا لظروف قاهرة بسبب العملية العسكرية هناك، وقد عبر الطلبة وبالإجماع عن رفضهم المطلق لهذه الخطوة، التي اعتبروها مستحيلة التحقق نظرا للتهديد المباشر الذي تشكله بالنسبة لتكوين طلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة في الكليات العمومية في ظل عدد من الإشكالات المرتبطة بضعف التأطير ومحدوديته وعدم توفر أرضية تداريب استشفائية تتناسب مع الأعداد المتوقعة للطلبة.
وذهب البيان إلى عدم مشروعية هذه الخطوة من الأساس على المستويين القانوني والأكاديمي، إذ تضرب عرض الحائط المبدأ الدستوري الضامن لتكافؤ الفرص بين جميع أبناء المغاربة.
وأكد البيان أن كليات الطب والصيدلة وكليتي طب الأسنان العمومية عرفت تقرير الرفع من عدد الوافدين الجدد بنسب تفوق 20%، وهو ما اعتبره الطلبة غير ممكن التحقق في غياب توفير الظروف الملائمة والموارد اللازمة لمواكبة تكوين هؤلاء الطلبة الجدد، من رفع عدد الموظفين والأساتذة وتوسيع أراضي التداريب الاستشفائية، وتوفير المعدات وكراسي العلاج التي تخص تكوين طلبة طب الأسنان، بشكل يتلاءم والتوصيات المعمول بها دوليا، والتي لا تتوفر مطلقا في الوقت الحالي في جميع الكليات. كما أن الطلبة في الجموع العامة عبروا عن رفضهم القاطع – حفاظا على جودة التكوين – لأي محاولة لاستبدال التداريب الاستشفائية بالمستشفيات الجامعية بأي حل ترقيعي وهذا يشمل المستشفيات الجهوية والإقليمية والمستشفيات الخاصة، أو الاقتصار على المحاكاة الطبية وحدها لكونها تكميل للدروس النظرية فقط.
كما أن تخفيض مدة التكوين من سبع إلى ست سنوات، وفق ذات البيان، يثير مخاوف عديدة في جودة التكوين، أساسا في ما يخص جودة الدبلوم والاعتراف به دوليا، وكذا ظروف التكوين في السنة السادسة التي يجب تفصيلها، فلا يمكن بأي حال من الأحوال تخفيض سنوات التكوين دون الانتهاء من هيكلة السلك الثالث ووضع تصور واضح حول طب الأسرة.
وعبرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب، طب الأسنان والصيدلة بالمغرب عن استيائها الشديد وامتعاضها من الطريقة التي يتم بها التعامل مع الوضعية المادية والاجتماعية للطلبة، انطلاقا من عبثية صرف تعويضات الطلبة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان عن مهامهم، والتأخر الدائم الذي تعرفه هذه العملية، إضافة لهزالة قيمة التعويضات التي لا تتجاوز 21 درهما عن يوم كامل من العمل الجاد بما في ذلك المداومات والحراسات الليلية، والامتناع غير القانوني عن صرف منحة التعليم العالي – منحتي – للطلبة في السنة الختامية للتكوين، مسجلا غياب أي تجاوب من الحكومة مع التقرير الذي أصدرته اللجنة الوطنية حول الوضعية المادية الكارثية والمزرية، التي يعيشها أطباء وصيادلة الغد.
الموقف الذي تبنته اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة،جعل  الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا تتساءل عن مغزى التوقيت الذي جاء فيه هذا القرار، مشككة في أن يكون هذا الموقف سيادي  خاصا  بالطلبة أنفسهم، وفي هذا الإطار، أكد محمد أبطيو، منسق الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا بجهة مراكش-آسفي، في تصربح لجريدة الاتحاد الاشتراكي، أن  «سياسة  ضرب شي بشي معروفة»، وقد  تجلت صورها  منذ  عودة  أبنائنا  من أوكرانيا، والغاية من ذلك هو خلق صراع وهمي بين الطرفين.
وعبر محمد أبطيو عن أسفه لتوظيف الطلبة في قضايا هامشية وغير حقيقية، إذ أن القضايا الحقيقية  لا تطرح  معهم، فنحن واعون كل الوعي، يضيف في ذات التصريح، أن البعض يريد فتح هذه الجبهة، ويعمل  كل ما في وسعه  لتحقيق ذلك.
وشدد محمد أبطيو، منسق الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا بجهة مراكش -آسفي، على أن  المخاطب الوحيد بالنسبة لهم، هي الدولة المغربية، مضيفا أنهم لم يبعثوا بأبنائهم إلى العديد من الدول ومنها أوكرانيا، إلا بعد أن أغلقت في وجههم كل الآفاق، مذكرا بكونهم يتوفرون على معدلات عالية .
وأوضح محمد أبطيو، أن  بعض الأساتذة  وغيرهم هم من يحركون هؤلاء الطلبة، كل ذلك يأتي بشكل متزامن مع الجموعات العامة لهؤلاء الطلبة، ومن هنا يطرح السؤال عن ظرفية ذلك وسياقه، كل ذلك، يقول محمد أبطيو،   نستوعبه جيدا كآباء وأمهات طلبة المغرب بأوكرانيا.