على هامش احتجاجات الاسر بسبب ارتفاع تكاليف التعليم الخصوصي : هناك دخلاء على المهنة ويجب التمييز بين من يستثمر في المجال التربوي و بين من يحمل رسالة تربوية

مقدمة
مع بداية أي موسم دراسي جديد تتعالى احتجاجات و توجه انتقادات للمؤسسات التعلمية الخاصة من طرف أولياء التلاميذ الذي يجدون أنفسهم عاجزين عن مسايرة و مواكبة الرسوم الباهظة التي تفرضها هاته المؤسسات  التي تضرب البعد التربوي  لرسالتها التعليمية، كما أن هناك بعض المؤسسات الأخرى التي تفرض رسوما مرتفعة بالمقابل لا توفر على مستوى تعليمي جيد .
عبد الغني أبرو، مسؤول مؤسسة خاصة بتطوان  التي تصنف في خانة المؤسسات التعليمية الخصوصية الكبيرة على مستوى أكاديمية طنجة تطوان الحسيمة، يرى أن ما تم تراكمه من التجربة في مجال التربية و التعليم  لايسمح بالخروج  من عباءة المربي المعلم إلى عباءة المستثمر.في مايلي نص الحوار .

هناك انتقادات كثيرة توجه لمؤسسات التعليم الخصوصي،بخصوص عدم تقديمها لمستوى تعليمي جيد مقابل الرسوم و التكاليف الباهظة التي تفرضها على أولياء أمور التلاميذ، هل ينطبق ذلك على مؤسستكم أم أنكم تعلمون على تطبيق معادلة الجودة مقابل الثمن ؟

إن الاستثمار في الحقل التربوي لا يعتبر استثمارا ماديا فقط بقدر ما أنه رسالة نقدمها إلى هذا المجتمع. و بهذا فإننا نتحمل مسؤولية جسيمة هي بناء الإنسان و المواطن الصالح الذي سيساهم في بناء هذا الوطن، و بما راكمنا من تجربة في مجال التربية و التعليم بما أننا اشتغلنا في التعليم لأكثر من عقدين لا نستطيع الخروج من عباءة المربي المعلم إلى عباءة المستثمر؛ لأن الاستثمار في هذا المجال جاء عن شغف و اقتناع بمهنة المربي و المعلم بالرغم مما في هذا المجال من صعوبات و تحديات، أما عن تقديمنا لمستوى تعليمي جيد فإننا نطمح كل سنة أن نكون أفضل مما كنا عليه في السابق.

كيف تقيم أداء العنصر البشري داخل المؤسسات الخاصة و هل يخضع لتكوين علمي يؤهله للقيام بمهامه على أكمل وجه ؟

أستطيع أن أقول لكم بصدق أن أهم ما يميز مؤسستنا في اعتقادي هو العنصر البشري الذي راكم بدوره تجربة لابأس بها حيث فاقت نسبة الأطر القارة في المؤسسة 90 في المئة تقريبا من مجموع الأساتذة بجميع الأسلاك، و بالطبع هناك برنامج تكويني مستمر و مصاحبة و تتبع عن كثب لكل الأطر التربوية، و دائما ما نحرص على أن نكون سباقين لكل المستجدات التربوية.

الرهان على نسبة النجاح بالباكلوريا غالبا ما يكون هاجسا لدى المؤسسات التعليمية الخاصة بهدف الإستقطاب فقط عوض أن يشكل ذلك عاملا مهما لتطوير المنهجية التعليمية برأيك إلى مدى يعتبر ذلك صحيحا ؟

بالنسبة لنا النجاح في البكالوريا ما هو إلا حصيلة  مجهود سنوات من العمل، فالتركيز على سلك من الأسلاك أو على مستوى بعينه لن يأتي بالنتائج المرجوة، فالعمل يبدأ من القاعدة سواء في المستويات الدني أو في المستويات الختامية، لكن مع هذا يمكن اعتبار نسب النجاح في المستويات الإشهادية من بين المؤشرات العلمية لتقييم عمل مؤسسة ما، كما أن نسب النجاح في البكالوريا وحدها ليست كافية طبعا لتقييم أي مؤسسة و في اعتقادي المؤشر الأهم في هذا الجانب هو ولوج التلاميذ إلى معاهد و مدارس تخول لهم الولوج إلى سوق الشغل.

هناك توجه كبير لإقامة مؤسسات التعليم الخصوصي من طرف بعض المستثمرين هل في نظركم هل هي مشاريع ضرورية، أم أنها ترتدي عباءة التعليم لتحقيق الربح. هل يؤثر ذلك على المستوى العام للتعليم الخصوصي ؟

ما يمكنني أن أقول في هذا الصدد هو أن الاستثمار في الحقل التربوي هو حق مشروع لكل من أراد أن يستثمر فيه ، لكن يبقى في نظري من أهم مقومات النجاح في هذا المجال هو الشغف الذي يدفعك نحو الابداع و التميز، و ليس خفيا على أحد أن في كل المجالات دخلاء و هذا عادي و طبيعي و لكن و لله الحمد الأسر المغربية من الذكاء بمكان للتمييز بين من يستثمر في المجال التربوي من أجل الربح الصِّرف و بين من يحمل رسالة تربوية.

كرجل تعليم و صاحب مؤسسة تعليمية خاصة ماهي مساهمة التعليم الخصوصي في تطوير و النهوض بالمنظومة التعليمية بشكل عام ، أم أن مساهمته لم ترق إلى المستوى المطلوب؟

نحن نعتبر أنفسنا شريكا فعليا للنهوض بالتعليم في بلدنا و اليوم و بالأرقام أصبح التعليم الخصوصي يشكل رقما مهما و أصبح يشارك في الرفع بالتعليم عموما ، لكن في المقابل هناك صورة نمطية يحاول البعض ترسيخها و هي أن التعليم الخصوصي تعليم منافس للتعليم العمومي، بل الأمر على العكس من ذلك، فنحن لا نعتبر أنفسنا صنفا آخر من التعليم، بل نحن شريك و مساهم أساسي في الرفع من مردودية هذا التعليم، و خلال كل السنوات التي اشتغلنا فيها عقدنا مجموعة من الشراكات مع مجموعة من المؤسسات العمومية.


الكاتب : مكتب تطوان :  عبد المالك الحطري 

  

بتاريخ : 03/10/2019