يعتبر الموسيقار أحمد البيضاوي، الذي فقدته الساحة الفنية المغربية و العربية على السواء يوم 30 غشت سنة 1989، من بين أبرز رواد الأغنية المغربية، بصم تاريخ الأغنية بوطننا، و يعد من بين أمهر العازفين العرب على العود، شهد له بذلك فطاحلة الموسيقى العرب، كمحمد عبد الوهاب، فريد الأطرش.. ، و كيف لا و هو الذي أهداه الموسيقار العربي الكبير محمد القصبجي عوده، اعترافا بإمكانياته وقدراته الموسيقية الكبيرة..
المعروف عن الراحل أحمد البيضاوي ولعه بالموسيقى واتجاهه نحو القصيدة الفصحى والموشحات الأندلسية مع حفاظه على الهوية والروح المغربيتين، و هكدا غنى للشاعر الأندلسي ابن زيدون وشعراء مغاربة و كذا المشارقة، من بينهم الشاعر الكبير علي محمود طه، الذي غنى من شعره قصيدة « انتظار « التي تحتوي على 22 بيتا شعريا، أدى منها البيضاوي 12.

طال انتظارك في الظلام ولم تزل
عيناي ترقب كل طيف عابر
وترف روحي فوق أنفاس الربا
فلعلها نفس الحبيب الزائر
ليل من الأوهام طال سهاده
بين الجوى المضني وهجس الخاطر
حتى اذا هتفت بمقدمك المنى
وأصخت أسترعي انتباهة حائر
وسرى النسيم من الخمائل والربى
نشوان يعبق من شداك العاطر
وجرى شعاع البدر حولك راقصا
طربا على المرج النضير الزاهر
وتجلت الدنيا كأبهج ما رأت
عين وصورها خيال الشاعر
ومضت تكدبني الظنون فأنتني
متسمعا دقات قلبي الثائر
أقبلت بالبسمات تملأ خاطري
سحرا وأملأ من جمالك ناظري
وأظلنا الصمت الرهيب ونحن في شك من الدنيا وحلم ساحر
11 – حتى ادا حان الرحيل هتفت بي فوقفت واستبقت خطاك نواظري
12 – ونسيت أنت وما نسيت أنني لأعيش بالدكرى لعلك داكري.
الاسم الكامل للشاعر: علي محمود طه المهندس، يعد من رواد شعراء الرومانسية المصرية و العربية المعاصرين، و هو من أعلام مدرسة أبولو التي أرست الرومانسية في الشعر العربي المعاصر، نشأ و تربى بحي الخواجات الشهير بمدينة المنصورة ، أطلق اسمه على الشارع الذي كان يقيم به، انتقل الى القاهرة للدراسة طالبا بمدرسة الفنون التطبيقية التي تخرج منها مهندسا سنة 1924، و تدرج في وظائف حكومية مختلفة حتى انتهى به الأمر وكيلا لدار الكتب بالقاهرة .
يعرف بكونه شاعر الحب و الجمال.. وهذا أوضح سماته الشعرية.
شاعر ثائر على وحدة القافية ووحدة البحر في الشعر العربي العمودي مؤكدا على الوحدة النفسية للقصيدة، شاعر مؤثر ، ترك أثرا على من جاء بعده من الشعراء، وأبدع في جميع الأغراض : الغزل، الرثاء، المدح، الفلسفة والحكمة،،،،
وطنيته: قصائده الوطنية كثيرة تكشف عن عمق الثقافة وحبه لوطنه.
غنى له الموسيقار محمد عبد الوهاب قصائد الجندول، كيلوباترة، فلسطين.
له عدة دواوين أولها الملاح التائه عام 1934، بعدما قرر السفر للسياحة في أوربا مستمتعا بعشقه للجمال و الطبيعة أينما كانت، تم جمع دواوينه بعد وفاته في مجلد تحت اسم : الأعمال الكاملة، وفاته كانت يوم 17 نونبر 1949 عن 47 سنة، ودفن بمدينته المنصورة.