في لقاء حصري مفتوح مع الجريدة … إسماعيل القباج، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع، يسلط الضوء على نجاحات المؤسسة

المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع بالدارالبيضاء، ( E N C G) من المؤسسات الجامعية التي يتهافت عليها التلميذات والتلاميذ الحاصلين على شهادة البكالوريا شعب العلوم، حتى أضحت حلما يراوض هذه الشريحة التي تسعى للتسجيل المبكر طمعا في التواجد باللوائح الأولى المؤدية إلى الترشيح للمباراة التي تخول للناجحين الالتحاق بهذه المدرسة.
إن هذا التهافت لم يأت من فراغ، بل هو نابع من اختيار سليم وواقعي مبني على جودة التعلمات لمسالك وشعب تتلاءم والأحلام المستقبلية لبناء مستقبل متطور وفق ما يتطلبه العالم، من خلال تنمية الاقتصاد، وتطوير مجالات التجارة والتسيير، والتي أصبحت أهم الركائز في تطوير الاقتصاد العالمي، تحت إشراف طاقم إداري وتربوي جمع ما بين الخبرة والتجربة والمهنية .
ولتسليط الضوء على هذه المؤسسة الجامعية وما تمتاز به من شعب ومسالك، جعلتها تحظى بكل هذا الاهتمام والإقبال، ولتقريب جميع المهتمين بمستقبل التعليم الجامعي المتميز انتقلت الجريدة إلى المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع لمحاورة مديرها والمشرف على تدبير شؤونها، الدكتور إسماعيل القباج، الذي رحب بالجريدة مبديا استعدادا كبيرا للانفتاح على وسائل إعلام وطنية من حجم جريدتنا، فمن هو الدكتور إسماعيل القباج، مدير هذه المؤسسة ؟
هو أحد خريجي المدرسة العمومية، حصل على الدكتوراه وأصبح( أستاذا قارا ) في سن 24 سنة بجامعة الحسن الثاني،كلية العلوم الاقتصادية بالمحمدية، انطلاقا من سنة 1995، والتحق بالمجلس الأعلى للحسابات كمستشار سنة 1998، ثم أصبح نائب مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير المكلف بالبحث العلمي، حاصل على الدكتوراه في الاقتصاد والمالية والمحاسبة، وحاصل على دبلوم جامعي للتحضير ودراسة الدكتوراه بالقانون العام بفرنسا، بالإضافة إلى شواهد عليا وديبلومات أخرى مارس العمل النقابي من بابه الواسع حيث كان كاتبا محليا سنة 2014، والنائب الأول للكاتب الجهوي، تحمل مسؤولية إدارة المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع بالدارالبيضاء سنة 2018 .
وعن سبب تهافت الطلبة حاملي شهادة البكالوريا على المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع، أكد المدير إسماعيل القباج: أن هناك عملا ممنهجا، هو عبارة عن مشروع لتطوير هذه المؤسسة على المستوى البيداغوجي والتعاون الدولي، والاقتصاد، بحيث يعتمد ذلك على السرعة في الأداء والتأهيل على مستوى البنية التحتية، فهي اليوم من بين المؤسسات الجامعية الرائدة لاستقطاب التلاميذ والطلبة في التكوين العام وتسيير الشركات. إذ تمتاز بتكوين مجموعة من الكفاءات، ومتابعتها، وبالتالي فهي رائدة في تكوين أطر الاقتصاد الوطني التي تتوفر على الدكتوراه في التسيير، مع التأكيد أنه خلال ثلاث سنوات تخرج ما يقارب 200 دكتور ودكتورة. وهو بدون شك ما أغنى الساحة الوطنية. هذا بالإضافة إلى كون المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع، تعتبر أول مؤسسة رقمية مجهزة بتقنية عالية. فالقاعات مجهزة بتكنولوجيا السبورة التقنية، ومنذ تعييننا على رأس هذه المؤسسة الجامعية، يضيف الدكتور إسماعيل القباج، عملنا على تطويرها مع مجموعة من الأطر، من أجل وضع برنامج مدقق لتطوير الأداء والموارد البشرية والمالية، وهو ما أصبح اليوم معتمدا من طرف الجامعات. نحن نعمل على الرفع من الجودة ، وهو الأمر الذي جعلها تعرف تطورا كبيرا في العمل البيداغوجي، علما يضيف المتحدث، أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع تضم 75 أستاذا قارا و30 أستاذا عرضيا، بالإضافة إلى 25 إداريا، هذا الطاقم يشرف على قطبي التجارة والتسيير، وكل قطب يضم 4 مسالك .
فقطب التجارة، ويضم : 1)- مسلك الماركتينك — والتسيير التجاري — 2 )- مسلك التجارة الدولية – 3)- مسلك الإشهار – 4)- مسلك العلاقة مع الزبون.
قطب التسيير، ويضم : 1)- المسلك المالي والمحاسباتي– 2)- مسلك الافتحاص ومراقبة الشركات – 3)- المسلك اللوجستيكي – 4)- مسلك الموارد البشرية.
المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع، يضيف الدكتور إسماعيل القباج مدير هذه المؤسسة، تضم 4400 طالب وطالبة، 3000 طالب وطالبة بالسلك الأساسي. مدة الدراسة خمس سنوات. و400 طالب وطالبة في سلك الماستر المتخصص ومدة الدراسة به سنتين، فيما 1000 طالب وطالبة بالتكوين المستمر المؤدى عنه .
ولأول مرة في المغرب تخصص المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع بالدارالبيضاء مسلك تكوين حكام في مجال الرياضة تخصص كرة القدم، لإعطاء المغرب حكاما في المستوى القانوني، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو تكوين أكاديمي محض، أما عدد المتخرجين سنويا فقد بلغ 500 طالب وطالبة.
هذه الإنجازات والنجاحات جعلت الإقبال على هذه المؤسسة في تزايد مستمر، الشيء الذي فرض علينا التفكير مليا في توسيعها، فتم اقتراح ذلك على الوزارة المعنية بتكلفة مالية تبلغ مليار و 600 مليون سنتيم، مساهمة من المؤسسة، كما تم تشييد مركب رياضي بمواصفات دولية، لمجموعة من الألعاب الجماعية، تكلفة هذا المركب المالية من موارد المؤسسة الخاصة ومساهمة وزارة الشباب والرياضة سابقا بمبلغ 150 مليون سنتيم، وهو اليوم في مراحله الأخيرة.
من خلال الحديث مع مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع اتضح أن هذا الأخير له طموحات وأفكار للسير قدما بهذه المؤسسة، وهو ما فسره إسماعيل القباج بأن المسؤول اليوم مطالب بأن يكون مسؤولا ميدانيا لا أن يكتفي بالتسيير من داخل مكتبه. بل أصبح لزاما عليه القيام بخرجات عملية فاعلة وهادفة وتنظيم لقاءات والبحث عن تنويع المداخيل اعتمادا على المحيط السوسيو اقتصادي..وهكذا استطعنا ونحن نسلك هذا المنحى الضروري الاقتصادي ربط علاقات وشراكات مع مجموعة من الشركات، تتعدى اليوم ألف شركة . ونجاحنا أصبح لا يقتصر على ما نقوم به داخل الوطن بل حتى البعثات الطلابية التي تمثل مؤسستنا خارج الوطن تكون متميزة، فخلال تجمع طلابي عالمي بالولايات المتحدة الأمريكية، كان عميد هؤلاء الطلبة طالب مغربي من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع، أما عدد الطلبة خريجي هذه المؤسسة الملتحقين بالمعاهد العليا في أوروبا وأمريكا وباقي دول العالم فقد انتقل من 40 طالبا إلى 238 كلهم التحقوا بجامعات أجنبية .
ويبقى الملفت للانتباه بهذه المؤسسة هو توحيد الزي واللباس لكل الطلبة والطالبات، وهو الأمر الذي لم تستطع المؤسسات التعليمية فرضه على التلاميذ خصوصا بالإعدادي والثانوي التأهيلي، والسر في ذلك، حسب ما جاء على لسان إسماعيل القباج، هو تعمد إشراك الطلبة في هذه الفكرة، وهو ما سمح لهم بالتوسع فيها وابتكار النموذج واللون والتصميم، بل أكثر من ذلك، يوضح مدير المدرسة، أن الطلبة تكلفوا بكل شيء بما في ذلك المقاولة التي ستنتج هذا اللباس الموحد ، فهي لأحد طلبة هذه المؤسسة الجامعية، كما تم تحديد ثمن كل بذلة الذي لا يتجاوز 450درهما، يدفع كل طالب مبلغ 200درهم وتدفع جمعية الطلبة مبلغ 150 درهما عن كل طالب في ما تدفع المؤسسة 100درهم عن كل طالب، وأضاف إسماعيل القباج أن المؤسسة مستعدة لتأدية واجب البذلة كاملا لكل طالب وطالبة من الأسر المعوزة.
وعند حديثه عن جمعية الطلبة، أشاد المدير بالدور الفعال الذي تقوم به لصالح الطلبة من جهة ولصالح المؤسسة من خلال القيام بالعديد من الأنشطة الموازية للخط التربوي والتكويني للمؤسسة، من جهة أخرى . مضيفا في نفس الوقت أنها تتوفر على 17 مجالا جمع ما بين الثقافة والفن بجميع أشكاله والرياضة بتنوع مجالاتها دون نسيان المجال الاجتماعي والإنساني، فأصبحت هذه المؤسسة بفضل ذلك تبدع فنيا في مجال الرسم والموسيقى والمسرح وأقامت معارض كبيرة كما أنها شاركت في أخرى خارج أسوار المؤسسة من خلال توفرها على طلبة مبدعين في فن الرسم، نفس الشيء بالنسبة للموسيقى والمسرح، حيث أبهروا العديد من المتابعين للفن السابع وكذا أبو الفنون، وذلك لتوفرهم داخل المؤسسة على مرسم ومسرح وقاعة للموسيقى، وتتوفر جمعية الطلبة على سيولة مالية مهمة من خلال انخراطات الطلبة وإيمانهم بالدور الفاعل والفعال لجمعيتهم وأيضا بالعلاقات والشراكات التي تجمعها مع فعاليات اقتصادية واجتماعية، إنها بكل صدق تعطي صورة مطمئنة عن مستقبل بلادنا، من خلال هذا الجيل وحماسه المتزايد ، والذي لا يدع أي فرصة لإبراز موهبته وثقافته وحبه لوطنه وتمسكه بوحدة بلده الترابية في كل المناسبات .
وصرح الدكتور إسماعيل القباج خلال لقائه بالجريدة أن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع بالدارالبيضاء هي مؤسسة جامعية متطورة لأبناء هذا الشعب، تساهم في تكوين وتأطير الشباب المغربي الذي اختار هذه المسالك، (التجارة والتسيير )، من أجل حمل مشعل تدبير الاقتصاد الوطني، سواء في التجارة أو التسيير، والرقي بهما. مضيفا أن ما يميز المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع هو انفرادها ببعض المسالك غير المتوفرة في زميلاتها عبر التراب الوطني، مما يجعلها وجهة مفضلة لشريحة مهمة من حاملي شهادة البكالوريا في الشعب العلمية. ونسعى جاهدين، يؤكد إسماعيل القباج، بأن نكون عند حسن ظن قائد نهضة الأمة المغربية جلالة الملك، وطلابنا .
في ختام هذا اللقاء، تأسف الدكتور إسماعيل القباج على ما ألت إليه الأوضاع في بعض المؤسسات الجامعية المغربية، حين غزتها سلوكات غير أخلاقية وغير إنسانية تسيء كلها إلى حرمة الجامعة وإلى الشأن التربوي، ولأنها نقط سوداء، يقول المتحدث، فلا نقبل بها جملة وتفصيلا في مؤسساتنا، والتي تصدر عن بعض الضمائر الميتة والجامدة، فخاطئ من لا يعامل التلاميذ والطلبة كما يعامل أبناءه….


الكاتب : محمد تامر

  

بتاريخ : 13/01/2022