مثقفون وفنانون غربيون يكتبون عن الحرب بين إسرائيل وحماس

«نحن بحاجة إلى هجمة للسلام الحقيقي في الشرق الأوسط»

دعت مجموعة من الشخصيات الثقافية والمثقفين، بما في ذلك “تشارلز بيرلينغ” و”جاك لانغ” مدير معهد العالم العربي بباريس،” الفيلسوف مارك شميت، والناشرة «ديان دي سيلييه»، النائب البرلماني عن حزب الخضر بالبرلمان الاوربي دانيال كوهن بنيديت، الفنان جون كلود بنيتيي، الفيلسوفة أفيتال رونيل…الهيئات الدولية للضغط على الإسرائيليين والفلسطينيين (على حد سواء) لإيجاد حل للصراع، في مقال رأي لصحيفة «لوموند» الفرنسية .
واعتبر المثقفون أن «هجوم حماس في 7 من أكتوبر وما نتج عنه من عنف وضحايا هو مأساة، لكنه أيضا نقطة تحول تاريخية في حرب لا تنتهي أبدا. وبطبيعة الحال، نحن ندين فظائع الحرب والإرهاب الواقع فيها، ولكننا ندين أيضا الاحتلال والقمع والاستعمار والإذلال الذي يتم في الأراضي المحتلة منذ عقود، دون أن يبرر أي من الطرفين تحركاته للمجتمع الدولي».
وأعلن المثقفون أنهم يشعرون الأسى والحزن، «كلما شهدنا دموع الفلسطينيين على من فقدوهم والذين ماتوا تحت القصف الإسرائيلي المشين والعشوائي، والذي نتج عنه عشرات الآلاف من القتلى، متسائلين: «كم من آلاف أخرى حتى تنتهي الحرب؟ كم سنشهد غدا من الضحايا؟ كم نسبة الأطفال فيهم؟».. إننا جميعا نحزن على القتلى المدنيين بنفس المستوى ودون تحيزات، كما أننا نشعر بالألم يعتصر احشاءنا كلما شهدنا مناظر الجوع و الفقر، لكن لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بأن تطغى عواطفنا تماما على آرائنا، كما علينا أن نحاول الاستمرار في التفكير بعقولنا لا بجوارحنا.»
إن السلام ، كما جاء في المقال، «لا يمكن أن يكون إلا سياسيا. سيكون السلام أيضا، انتصارا للديمقراطية وهزيمة لجميع الأنظمة غير الليبرالية والشعبوية وحتى الديكتاتورية التي تحيط بنا بشكل متزايد. إننا نشعر، أن طرفي الحرب اليوم(حماس وإسرائيل) يعززان بعضهما البعض إلى ما لا نهاية، وأحيانا نشعر أنهما يعملان معا. إذ، في ظل هذه الظروف، يمكن أن تؤدي الأحداث المروعة التي تجري الآن إلى مأساة أكبر، إذا ما كانت الظروف مناسبة لذلك».
كما أن على إسرائيل كما القوى الدولية، أن «تفهم جيدا أن هذا البلد لن يحقق الأمن بالقوة أو التفوق العسكري. ولذلك، سيكون من الضروري أيضا استعادة وتعزيز شرعية السلطة الفلسطينية التي كثيرا ما تعرضت للخيانة. دعونا نتوقف عن إعطاء صوت للمتطرفين فقط..»
وأشار المقال إلى ما كان يدعو إليه المفكر الفلسطيني «إدوارد سعيد» من «الإرهاب والإيذاء لا يمكن أن يكونا استراتيجية سياسية، وأن السلام وحده هو الذي سيحقق حلا آمنا ودائما لهذين الشعبين»، لأن المسألة ليست مسألة سلام ملائكي وإنساني وأخلاقي. إنه بالفعل سلام سياسي، يتم التفاوض عليه – مع تنازلات من كلا الجانبين – ربما يصعب قبوله في بادئ الأمر، لكنه أحسن من الاستمرار في شن الحرب وقتل الناس لمائتي عام القادمة».
واعتبر المثقفون أن دعوتهم هاته، هي أكثر من مجرد دعوة للسلام، كما أنها ليست مجرد «عقيدة سلمية» وإنما هي مسعى لمحاولة منع هذه المنطقة (وربما معها العالم أيضا) من الوقوع في فوضى أسوأ وأكثر انتشارا بكثير.. «، معتبرين أن الشعبين» لن يصنعا السلام بمفردهما بعد الآن، حيث يجب أن نضغط على الهيئات الدولية (الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي وما إلى ذلك) وجميع الحكومات (مهما كانت) لفرض السلام على هذين الشعبين، ولضمان أمنهما في الوقت نفسه: نحن بحاجة إلى هجمة للسلام الحقيقي!. عبر الحل المعروف منذ فترة طويلة، أي: حل الدولتين، تفكيك المستوطنات – أو في بعض الحالات – تبادل الأراضي، ، أو جعل القدس «عاصمة موحدة» تحت سلطة مزدوجة، وقد أعلن عنه خلال المحاولات المختلفة للتوصل إلى اتفاقات لم يتم التوقيع عليها أو تنفيذها في نهاية المطاف، ليكون ما ينقصنا هو الإرادة السياسية».


الكاتب : ت: المقدمي المهدي

  

بتاريخ : 29/11/2023