محمد باهي في ذكراه السابعة والعشرين.. إصدار الجزء السابع من ملحمة «يموت الحالم ولا يموت حلمه»

 

حلت منذ يومين الذكرى السابعة والعشرون لرحيل الصحافي الكبير أخينا محمد باهي حرمة الذي غادرنا يوم 4 يونيو من سنة 1996، وقد حرصت حلقة أصدقاء محمد باهي، التي تأسست بباريس عقب وفاته، على إحياء ذكراه سواء عبر تنظيم لقاء يجمع أصدقاءه من الصحفيين أو المثقفين والمبدعين أو السياسيين، أوعبر تنظيم ندوة كتلك التي نظمت بمراكش أو بمكناس حيث كانت تحرص الحلقة على أن يكون اللقاء أو الندوة ذا بعد يرتبط باهتمامات محمد باهي.
واستمرت اللقاءات وبدأ تراث محمد باهي يجد طريقه إلى النشر بفضل أصدقائه الخلص وفي مقدمتهم المناضل الأخ مبارك بودرقة (عباس)، فبعد صدور كتاب الصحراء وأشغال ندوتي مراكش ومكناس ضمن منشورات حلقة أصدقاء محمد باهي ثم بعد صدور كتاب اكتشاف باريس، الذي هو في الأصل مجموعة مقالات كانت قد صدرت في مجلة اليوم السابع، هاهو مبارك بودرقة يشرف على إصدار «رسالة باريس» حيث اختيرت الذكرى العشرون لرحيل باهي كي تصدر دفعة واحدة الأجزاء الخمسة من كتاب «رسائل باريس»، الكتاب الفذ الثري، الذي جمع كتابات باهي في صحيفتي «المحرر» و»الاتحاد الاشتراكي»، من زاويته الأسبوعية المطولة (رسالة باريس)، والتي كانت تشكل حدثا إعلاميا وسياسيا وثقافيا، حقا، إنه كتاب عبارة عن ورشة إعلامية لا يحق لأي إعلامي أو سياسي أو طالب صحافي مغاربي ألا يقرأه!
بعد كتاب «رسالة باريس»، صدر السنة الماضية، بمناسبة معرض الكتاب، الجزء السادس من هذه الملحمة الإعلامية وكنا حينذاك أشرنا إلى أن الجزأين السابع والثامن في طريقهما إلى النشر حتى يتمكن القراء الجدد من الاطلاع على ميراث إعلامي غني وظل منسيا تحت غبار السنين، ويعود إلى نهاية الخمسينيات وبدايات الستينيات من القرن الماضي.
والجزء السابع من ملحمة «يموت الحالم ولايموت الحلم»، الذي يصدر هذه السنة عن منشورات باب الحكمة ضمن فعاليات معرض الرباط الدولي للكتاب، هو عبارة عن نظرات عن السياسة الدولية التي تكلف بتجميعها والتعليق عليها الدكتور محمد الزهي، وأعدها للنشر الأخ مبارك بودرقة سيرا على عادته المحمودة، والذي أخذ على نفسه عهدا أن يعمل جاهدا من أجل تمكين الجيل الجديد من الشباب من كتابات محمد باهي.
كتاب الجزء السابع من هذه السلسلة في 412 صفحة من الحجم الكبير يضم 117 مقالة وحوارا حول السياسة الدولية أعدها المرحوم محمد باهي، ونشرت في جريدة التحرير ما بين 1959 و1962 بالإضافة إلى ثلاث شهادات لكل من عبد الرحيم المودن والمرحومين بلال الحسن وأحمد السطاتي. وفي شهادته التي زينت الصفحة الرابعة للغلاف نأخذ هذا المقتطف لأحمد السطاتي : .. أما الذين عرفوا باهي وعاشروه عن كتب منذ كان سلوكه الأخلاقي يثير فيهم المزيد من العطف والتعاطف والألفة والتآلف، سلوك يتميز بيقظة الضمير والتضحية ونكران الذات مع مرح وتفاؤل واستهانة بالصعاب واحتفاء بكل الأصدقاء. من القلائل وباعتراف الجميع الذين امتلكوا بجدارة ناصية العمل الصحافي خبرة وتقنية وبيانا وتبينا، لكنه أيضا من القلائل الذين رفعوه إلى مستوى النضال ورفضوا تسخيره للتزلف والتملق والارتزاق (انتهى كلام أحمد السطاتي).
كما قال عنه الصحفي خالد مشبال أثناء وفاته ” هذا الرجل النادر يجب أن يبقى منقوشا في ذاكرة الأجيال، كمادة أساسية ضمن مناهج التعليم العالي”.
أو كما قال عنه الشاعر والصحفي حسن نجمي في لقاء بمناسبة المعرض الدولي للكتاب كان أحد «أكبر الصحافيين العرب بامتياز وصاحب كتابات فذة»، حيث عرف عربيا ومغاربيا بكتاباته الصحفية الفذة وبعمق وصلابة مراجعه الصحافية والإخبارية، هو الذي لم يشغله قط هوس السبق بقدر ما كان صحافي التحليل والرؤية الذي لا يكتب إلا وقد اكتملت لديه.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أنه بمناسبة معرض الرباط الدولي للكتاب، تنظم منشورات باب الحكمة حفل توقيع للإصدار الأخير لمحمد باهي، يومه الثلاثاء 6 يونيو، من الساعة الرابعة إلى الساعة السادسة برواق منشورات باب الحكمة D29 .


الكاتب : عبد الرحيم الجلدي

  

بتاريخ : 06/06/2023