مع الدكتور بدر طنشري الوزاني: كل ما تجب معرفته عن تربية الحيوانات الأليفة 6- سلالات خيول المغرب

الكلاب، القطط، الخيول وغيرها من الحيوانات، علاقتها بالإنسان ليست وليدة اليوم، تتعدّد دوافع وغايات والارتباط بها، إما بغاية الحراسة أو الخدمة أو الألفة والمؤانسة ومواجهة الوحدة أو غيرها من الأهداف، التي وإن اختلفت المقاصد من وراءها إلا أنها تؤكد على أن الرابطة بين البشر وبعض هذه الحيوانات تكون أكثر متانة وقوة وأشدّ وفاء.
وإذا كانت الرغبة في الحصول على أحد هذه الحيوانات وترتبيها قوية بالنسبة للبعض، فإن الاعتناء بها وتوفير كل الشروط لها يجب أن يكون أقوى، فهذا الأمر يعتبر شرطا أساسيا، للحفاظ على حقوقها، وحماية صحتها وصون سلامتها وعدم تعريضها للخطر، وهو ما يتطلب الإلمام بالعديد من “التفاصيل الحياتية” منذ الولادة، كما هو الحال بالنسبة للتلقيح، التعامل مع الأمراض، التغذية، العلاقة بالمحيط، النظافة، التزاوج وغيرها من المعطيات لتفادي الإضرار بها وفقدانها في لحظة من اللحظات بسبب تقصير أو سوء تقدير.
“الاتحاد الاشتراكي” ومن أجل الاطلاع أكثر على كيفية التعامل مع “ الحيوانات الأليفة “، اختارت أن تخصص للقراء سلسلة من الحلقات لأجل تقريب كل المعلومات المتعلقة بتربية عدد منها، مستضيفة في هذا الإطار الدكتور بدر طنشري الوزاني، الطبيب البيطري، ورئيس المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، للوقوف عند التفاصيل المختلفة من أجل تربية سليمة للكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات الأخرى …

 

الخيول عنوان على الخير والقوة والشهامة والشموخ، والارتباط بها ليس وليد اليوم، فهي كانت ولا تزال تاريخيا وفي مختلف بقاع العالم رفيقة للإنسان ومساعدة بل وعونا له في العديد من المجالات، استعملت في الحرب كما في السلم، وفي مختلف مناحي الحياة اليومية للعيش، وإن تغيرت دوافع تربيتها في زمننا الحاضر التي لم تعد مقتصرة على أدوارها التقليدية، بالنظر لأن دائرة عشقها اتسعت، مما أهّلها لتكون بطلة سباقات خاصة بها، وجعل الأنظار تشدّ إليها في مسابقات الجمال، وفي مواسم التبوريدة وغيرها من المحافل المختلفة.
خيول نسج أصحابها معها علاقات وجدانية، بتفاصيل عبّر عنها الشعراء في أبيات قصائدهم التي تغنّت بها، وترجمها كل صاحب حصان أو فرس في سلوكه مع أحصنته، ولعلّ التراث المغربي غني بكمّ كبير من الإرث الذي يكشف طبيعة العلاقة التي جمعت المغاربة بالخيل. خيول تتوزع السلالات الرئيسية التي تتم تربيتها والتشجيع عليها في المرابط الوطنية المغربية ما بين السلالة العربية الأصيلة والسلالة الإنجليزية الأصيلة والسلالة العربية الإنجليزية ثم السلالة البربرية وأخيرا السلالة العربية البربرية. وتعتمد الشركة الملكية لتشجيع الفرس في هذا الصدد على تقنيات حديثة وإمكانيات بشرية ولوجستيكية جد مهمة لتطوير تربية الفرس في بلادنا التمكن من إنتاج خيول أصيلة وكذا لتحسين سلالات أخرى بالاعتماد على آخر التقنيات المستجدة في مجالي الوراثة والبيولوجيا الحيوانية.
إن تربية الخيول لها عدة أهداف التي تختلف بحسب ميولات واهتمامات المربّين، والتي كما أشرنا قد تكون دوافعها المشاركة في التبوريدة التي باتت تستهوي وتغري عددا كبيرا من عشاقها، ذكورا وإناثا، والتي تعرف حضور السلالة البربرية أو العربية البربرية، أو بغاية خوض السباقات سواء القصيرة التي تشارك فيها الخيول من السلالة الإنجليزية، أو الطويلة التي تعرف بالماراطون والتي تتراوح مسافتها ما بين 40 و 60 كيلومترا، التي تعرف حضور السلالة البربرية، ثم سباقات القفز على الحواجز التي تتميز فيها الخيول الفرنسية بالأساس التي تتميز بالطول الذي يمكّنها من القفز، فضلا عن تربية الخيول في الضيعات من أجل مختلف مناحي الحياة، وهنا يجب التنزيه والإشادة بالصنف المغربي الأصيل وهو الصنف البربري، الذي حارب به أجدادنا الاستعمال، ومارسوا به تجارتهم، وتنقلوا به في سفرهم وهو صنف يتميز بالقوة والمقاومة والجلَد.
وتنقسم تربية الخيول إلى شقّين اثنين، الأول يهمّ كل ما يتعلق بالجانب الصحي، سواء تعلّق الأمر بالتلقيحات أو معالجة الطفيليات، وهو ما يسري على الخيول بأجمعها مهما اختلفت الغايات من تربيتها، ذكورا وإناثا، ثم الشق الثاني ويشمل ما يخص تربية المهر منذ صغره وتتبع نموه وكيفية الاهتمام به من اجل حصان قوي قادر على التعامل مع كل ما تشتمل على بيئته، خاصة بالنسبة للخيول التي تشارك في مختلف السباقات والتظاهرات.


الكاتب : إعداد : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/03/2023