38 ألف مريض «مقيّدون» بحصص «الدياليز» مع تسجيل ارتفاع متواصل في أعداد المرضى : التشخيص الطبي هو المحدد لأمراض الكلي التي «تجيز» الإفطار وتلك التي يمكن للمريض معها الصيام

 

أكدت البروفيسور آمال بورقية في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن أمراض الكلي هي أمراض صامتة بدون أعراض إلى حين ظهور المرض في مراحل جد متقدمة، مشددة على أنه ونظرا لهذه الوضعية فإنه يتعين على الشخص الذي قد يراوده شكّ بخصوص الوضعية الصحية لكليتيه، أو الذي فاق سن 45 سنة، أن يزور الطبيب المختص قبل شهر رمضان للتأكد من مرضه من عدمه، وأخذ الاستشارة الطبية المناسبة بخصوص الصيام، لأن الوضعية تختلف من حالة إلى أخرى، خاصة في ظل تعدد أمراض الكلي، كما هو الحال بالنسبة للحصى التي تتسبب في آلام مضاعفة خلال شهر رمضان لعدة أسباب.
وأبرزت الاختصاصية في أمراض الكلي أن المريض الذي يعاني من الحصى يجب أن يستشير الطبيب، لأنه في حالة كانت الحصى غير مستقرة، وهو ما يعني أن المريض يوجد في وضعية صحية صعبة بناء على نتائج التحاليل، فإنه ينصح بالإفطار خلافا للأشخاص الذي لديهم حصي من حجم صغير في وضعية استقرار، وغير مضرة بمنسوب أكبر، الذين يمكنهم الصيام لكن مع التقيد بالنصائح كشرب المياه وكيفية التعامل مع نوبات الآلام ومجموعة من الخطوات التي يجب أن يتداولها المريض مع طبيبه قبل شهر رمضان.
وأوضحت رئيسة جمعية كلي في تصريحها للجريدة بأن هناك أمراض أخرى كشرايين الكلي، التي يمكن أن تكون في مراحل حادة أو مزمنة، والتي يُنصح المريض الذي يعاني منها بالإفطار إلى حين العلاج أو استقرار المرض، لأنه حين يكون المرض مستقرا يمكن للمريض في هذه الحالة الصيام تحت المراقبة الطبية. وأضافت المتحدثة أنه بخصوص بعض الأمراض التي تتسبب في حريق البول أو ظهور دم فيه أو وجود بروتينات كثيرة أو أكياس، فيجب الحديث عنها، حالة بحالة، مع الطبيب لكي يقدم له النصائح الضرورية للتعامل معها خلال شهر رمضان.
وفي السياق ذاته، شددت البروفيسور بورقية على أن المرضى المصابين بالفشل الكلوي، في غالب الأحيان وفي جميع المراحل، ينصحهم الأطباء بعدم الصيام لأن في ذلك خطورة على حياتهم وعلى صحة الكلي، كما يُنصح المرضى الذي يعالجون بالتصفية بأن يحافظوا على أكل منتظم تفاديا لأية مشاكل، في حين أن الأشخاص الذين استفادوا من زراعة الكلي، فهم ينصحون خلال السنة الأولى بالإفطار، لكن بعد ذلك حين تعرف الكلية استقرارا وتسترجع وظيفتها الطبيعية يمكن للمريض الصيام، لكن مع ضبط كيفية التعامل مع الأدوية، وهنا يأتي دور الطبيب الذي يقدم لهم نصائح بهذا الخصوص، حول توقيت تناولها في فترة الإفطار أو السحور، حسب نوعية الدواء والحالة، كما هو الحال بالنسبة لأمراض أخرى كالتعفن البولي وارتفاع الضغط الدموي… ودعت الطبيبة بشكل عام الأشخاص إلى التقيد بعدد من الخطوات خلال شهر رمضان، التي تتوزع ما بين عدم الإكثار من تناول اللحوم والأملاح والسكريات، التي يجب أن يتخلص منها جسم الإنسان لأنها تضيع له قدرا كبيرا من الماء، وضرورة تناول الخضراوات والفواكه، وشرب الماء تحديدا وليس العصائر، والأكل عموما بصفة قليلة ومنتظمة وعدم الإسراف فيه.
من جهة أخرى، وعلاقة بتخليد اليوم العالمي للكلي الذي يتم تخليده في 14 مارس، أكدت جمعية كلي التي تترأسها البروفيسور بورقية بالمناسبة على أن مرض الكلي المزمن لا يعتبر من الأولويات بالنسبة للبرامج الصحية الحكومية، رغم أنه يشكل تهديدا عالميا للصحة، مشددة على أنه يجب أن يأخذ موقعا أساسيا في المشروع الوطني، خاصة أن هذا المرض هو مرض صامت ومتأخر التشخيص مما سيزيد الحاجة العالمية للعلاجات المكلفة والأساسية مثل غسيل الكلي وزراعة الكلي، مبرزة بأن ما يفاقم من حجم المشاكل المرتبطة بهذا الموضوع النقص في الاهتمام والمعرفة بمرض الكلي المزمن مما لا يساعد في الوقاية بل يؤدي إلى ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة به.
وأكدت الجمعية في بلاغ لها على أن هناك حاجة ملحة اليوم لتنفيذ مقاربة ومنهجية منظمة تجاه مرض الكلي المزمن، من أجل تحسين الوعي العام والوقاية الأولية والثانوية، والكشف المبكر، والفحص والتشخيص، وكذا الحصول على الرعاية والعلاج الأمثل، إضافة إلى ضرورة الاستثمار في علاجات أمراض الكلي المزمنة المبتكرة والواعدة والأكثر ملائمة للبيئة، الذي يعتبر من بين الأولويات بالإضافة إلى الاستخدام الأخلاقي الخاضع للرقابة للتكنولوجيا الرقمية، موضحة بأنه في المغرب يخضع حوالي 38 ألف مريض لغسيل الكلي المزمن مع تسجيل تزاد متواصل وارتفاع في أعداد المرضى، مما يشكل عبئا كبيرا على المستويين الاجتماعي والاقتصادي.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/03/2024