من العاصمة..معرض «الشابيطوات»

محمد الطالبي

تستعد الرباط لاحتضان نسخة أخرى من المعرض الدولي للكتاب بعد تنقيله «المؤقت» من حوض الحوت بالدار البيضاء، حيث عمر عشرات السنين، ومنذ النسخة الماضية أعلن الوزير الوصي عن تثبيت المعرض بالرباط حيث يتوفر أو تلقى الدعم المالي السخي من عدد من    المؤسسات المنتخبة وغير المنتخبة، ومن عدد من المؤسسات الرسمية ناهيك عن بعض المساهمات القليلة من القطاع الخاص.
وكما أسلفت في مقالات سابقة، فأمر عودته إلى موطنه الأصلي رهين بوجود منافسين من المؤسسات البيضاوية من جهة وجماعة الدار البيضاء والولاية وغيرها من المؤتمنين على الشأن الثقافي بالجهة من أجل تقديم منتوج ثقافي جيد، ولكنه يوجد خارج أولويات جميع هذه المؤسسات، وبلغة الأرقام والاعتمادات، وهذا له علاقة بالمنافسة بين الجهات، لكن بعض مسؤولي البيضاء اعتبروها فرصة للتخلص من مؤسسة نمت وترعرعت بالصدفة في حوض السمك، ويبدو أن الأسماك في شخص الكتاب والكتب تركوا دون ماء، متعرضين للقتل الرحيم .
لقد ظلت الأصوات الثقافية من الكتاب والكاتبات تطرح سؤال المعرض الدولي للكتاب دون أن يلتفت إليها أحد .
الآن، والمعرض صار بالرباط، ولأن لا تمييز بين مناطق الوطن، بل هو دفاع عن تكريس تعددية ثقافية في شتى المجالات، ومراعاة للجانب الجهوي، فالمعرض الدولي لا يجب أن يظل مقيما داخل خيم بلاستيكية تكلف ما يربو عن أربعة ملايير  سنويا ثمن «شابيطوات»، وبلغة مغايرة «كياطن «، حيث لم تتوفر الرباط إلى اليوم عن معرض متعدد الاختصاصات يليق بها، ويمكن أن يكون منتجا ومفيدا ماديا وربما حجم المصاريف التي تذهب هباء منثورا، وفي غضون أيام  عشرة  لا غير، قد يتقلص، بالإضافة إلى ذلك ما يعرفه من تفاوتات كبيرة بين دور النشر الحقيقية والكتاب وبين مؤسسات رسمية تخصص كثيرا من المال العام لأغراض بعيدة كل البعد عن الكتابة والكتاب، تسخر لذلك إمكانيات تبدو معها وكأنها صاحبته ومالكته الأصلية؟!

الكاتب : محمد الطالبي - بتاريخ : 20/04/2024

التعليقات مغلقة.