في فاس نخوض المعركة، ونربح أنفسنا!

عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr

تجري في فاس أطوار امتحان سياسي انتخابي يسائل المشرفين عن الانتخابات الجزئية، أفرادا وجماعات، من مؤسسات وأجهزة، كما يسائل المشاركين فيها، مساءلة قد تستحضر الذي فات كما قد تراقب المجريات العينية الحالية.
هي انتخابات جزئية لا تغير من الخارطة السياسية الشيء الكثير، ولا تقلب التوازنات التي أنتجتها الاستحقاقات السابقة، لكنها قد تعطينا فكرة عن تصرف الأغلبية المتحكمة في الهندسة التمثيلية من القمة التنفيذية إلى أبسط خلية جماعية.
والمعاينة لا تسر أحدا.كما سجلنا في جريدتنا، من سلوكات لا شك أنها هزت المعنيين بمجريات الانتخابات: حتى أننا نتساءل هل من المنطقي أن تكون الثلاثية الحكومية والجماعية والجهوية، في حاجة إلى أدوات جماعة فاس لتخوض المنافسات، بالرغم من كل وسائلها المادية والبشرية الحقيقية والمفترضة؟
تصرف يذكرني بقصة السيدة العجوز، التي اعترض طريقها شاب منحرف، طويل القامة عريض المنكبين وضخم البنية !
حقا، هل تشعر بأنها لن تفوز بالاحتكام إلى الشفافية وحدها ولا بد لها من طريق سيار. مفروش بالمال وبالاستيلاء على وسائل الدولة؟
المناسبة أيضا زاوية لمقاربة كيفية تصرف الأحزاب إزاء الدعوة الملكية لتخليق الحياة السياسية الوطنية ولا سيما الشق الاقتراعي، قبل الوصول إلى المؤسسة التشريعية التي وجه ملك البلاد إلى ممثليها الرسالة الخاصة بالدورة الستين ذات الصلة بتخليق الحياة الوطنية.
لا شك أن السلوك العملي والميداني قد سلط الضوء على الطبيعة التي تكيف بها الأغلبية المتفقة على واحد ( 3 في واحد ) الرسائل الملكية والإرادة السامية المعبر عنها.
ولن نبالغ إذا ما اعتبرنا أن الانتخابات الحالية، بالرغم من جزئيتها مناسبة لتفعيل الاتفاق الذي جرى بين مراقبة التراب الوطني وهيئة محاربة الرشوة والفساد، والتي نعتبرها خطوة جبارة ومنعطفا كبيرا في توسيع وظيفة الأمن في المغرب . كما نعتبر المحطة مناسبة لتقفي آثار الفساد الانتخابي، وهو فساد رهيب وجارف بدأ يرخي بظلال رهيبة على مؤسسات الديموقراطية في بلادنا.
ولنا في المتابعات التي تمت بفعل دخول بارونات انتخابية، أكبر مثال، منهم من ركب موجات المخدرات الصلبة للاستحواذ على الإرادة الشعبية وتسخيرها باسم الديموقراطية ..حتى بتنا نقول باستعمال »الديموقراطية لعرقلة الإصلاح«!! أو السطو على أصوات الشعب لحرمانه من ثمار الديموقراطية الإصلاحية التي يقودها ملك البلاد بقوة وعنفوان..لقيا التصفيق الدولي.
وقد اختارت قواعد الاتحاد ومؤسساته المناضل ياسر جوهر لدخول غمار هاته الانتخابات، التي اعتدنا أن نسميها معركة، تتطلب، من بين أشياء إجبارية كثيرة، روح الفروسية، وأخلاق الفرسان والاقتناع بقيم المنافسة الشريفة والاحترام الواجب للديموقراطية. وهي مقومات شخصية وجماعية في اتحاديي فاس، التي شكلت مدرسة في مسارنا الطويل. وكما أن مرشح الاتحاد، الذي رضع الالتزام بالدفاع عن المدينة وعن المغرب، هو أهل لها، ولا شك .. وكل الاتحاديات والاتحاديين، واعون بأن اسم جوهر يحمل في العاطفة الاتحادية الخاصة جوهرا نضاليا، تمتد أليافه إلى عمق شجرة الأنساب المناضلة..
احتضان ملموس وواضح للعيان للمرشح ياسر جوهر، يكشف عن رأسمال من الثقة يتوفر عليه كمناضل وابن مناضل وابن أسرة ومن سلالة اتحادية محضها الاتحاديون الكثير من التقدير.
ولن أبالغ لو قلت بأنني شخصيا ولعل معي الكثيرين، في حاجة إلى الحج إلى فاس، من أجل تجديد الثقة وتحفيز الروح على المقاومة واستنشاق هواء منقح .!. فاس الحاضنة التاريخية لما يعتمل في الروح من حلم ومن سمو ورفعة. والقادرة على تنقية الروح من شوائب كثيرة تطفح بها المرحلة…
فالعبد الفقير لرحمة ربه، من جيل اعتبر دوما أن فاس محظوظة بمناضليها وقياداتها، التي يتحقق من خلالها التفرد الاتحادي، ولن أكون الوحيد الذي يعتبر بأنه يشارك إلى جانب مناضلي فاس ووجوهها وشبابها الطري العود والصلب العزيمة في هذه المعركة وفي هذا الاعتزاز!
سنقول للمغاربة باستمرار : لا تخافوا من أخطائنا..
فنحن لا نغفرها لأنفسنا، ونُعاقبنا قبل غيرنا عليها، ولدينا جهاز أخلاقي حي يسهر عليه جيل من المناضلين والمناضلات الذين يسائلوننا باستمرار..
في فاس نربح أنفسنا، قبل ربح المقعد…

الكاتب : عبد الحميد جماهري hamidjmahri@yahoo.fr - بتاريخ : 19/04/2024

التعليقات مغلقة.