‮ ‬وصلوا إلى قناعة أن الحرب لم تعد تجدي‮ .. ‮‬الليبيون متفائلون بمحادثات بوزنيقة‮ ‬والعالم‮ ‬يناصرها‮ …‬

‬صرح عضو مجلس النواب الليبي‮ ‬في‮ ‬طبرق،‮ ‬إبراهيم الدرسي،‮ ‬أن الشعب الليبي‮ ‬متفائل بما نتج عن حوار بوزنيقة بين ممثلين عن مجلس النواب وعن المجلس الأعلى للدولة،‮ ‬وأن هذا التفاؤل مرده الانخراط الجدي‮ ‬للمجتمع الدولي‮ ‬في‮ ‬الملف الليبي‮.‬
وقال الدرسي‮ ‬في‮ ‬حديث لوكالة‮ “‬سبوتنيك‮” : ” ‬الحقيقة نحن متفائلون منذ بداية الحوار[في‮ ‬بوزنيقة‮] ‬والسبب هو انخراط المجتمع الدولي‮ ‬بجدية في‮ ‬الملف الليبي‮ ‬والحركة الدؤوبة للدبلوماسية الأمريكية عن طريق السفير الأمريكي‮ ‬مع أطراف النزاع طرابلس وبنغازي‮ ‬وطبرق،‮ ‬وأيضا المجتمع الدولي‮ ‬خلال أجتماع مجلس الأمن الأخير‮”‬
وأشار النائب إلى أن‮ ” ‬الليبيين وصلوا إلى قناعة أن الحرب لم تعد تجدي‮ ‬وأن الانقسام السياسي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬يجدي،‮ ‬الدعم المحلي‮ ‬لهذه الحوارات لا محدود،‮ ‬المواطن الليبي‮ ‬كان‮ ‬يعاني‮ ‬وآخرها تلك المظاهرات التي‮ ‬خرجت بسبب تردي‮ ‬الأوضاع المعيشية‮” .‬
وأوضح الدرسي‮ ‬أن‮ ” ‬ليبيا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين دول‮ (‬قوى‮) ‬دولية وإقليمية ولم‮ ‬يعد هناك مجال للتوسع في‮ ‬الخلاف بين الأطراف الليبية،‮ ‬وكان لا بد لنا أن نجلس وأخيرا‮ ‬يجب أن تكون هناك تنازلات بين الطرفين أنا أؤيد الحوار وبشدة،‮ ‬ولكن أن تكون مرحلة انتقالية مقننة ومعلومة الملامح ولا تكون مراحل انتقالية ممددة إلى لا نهاية‭.‬‮ ‬يجب أن تكون مرحلة انتقالية لا تتجاوز عام أو عام ونصف‮ “.‬
واعتبر النائب في‮ ‬برلمان طبرق أن زيارة فائز السراج الأخيرة إلى تركيا،‮ ‬تخفي‮ ‬نوايا مبيتة لا تريد النجاح لمحادثات بوزنيقة،‮ ‬قائلا‮: ” ‬أود أن أشير إلى أن هناك أزمة ثقة بين جميع الأطراف،‮ ‬طرف‮ ‬يوقع وهو‮ ‬يجزم أن خصمه لن‮ ‬يفي‮ ‬بوعوده‮ ‬،‮ ‬أعتقد‭ ‬أن الجميع وجد بابا للعودة لكن ما‮ ‬يثبت ذلك،‮ ‬هو التزام هذه الأطراف‮ ‬،‮ ‬لكن هناك أطراف خارجية المتمثلة في‮ ‬الجانب التركي،‮ ‬وزيارة السراج لها،‮ ‬وتجدد دعم التركي‮ ‬للسراج وهم‮ ‬يعلمون أن هناك اتفاقا سياسيا جديدا ومجلسا رئاسيا وحكومة جديدة،‮ ‬هذا‮ ‬يدل أن هناك نية مبيتة لهذه الأطراف‮”.‬
وبين الدرسي‮ ‬أن‮ ” ‬المجلس الرئاسي‮ ‬ليس طرفا في‮ ‬الاتفاق السياسي‮ ‬الجديد،‮ ‬لأنه ولد من الاتفاق السياسي‮ ‬في‮ ‬الصخيرات‮ ‬،‮ ‬الاتفاق السياسي‮ ‬بين مجلس الدولة ومجلس النواب‮ .‬فائز السراج أرسل مستشاره إلى القاهرة وقدموا تنازلات شرط أن‮ ‬يتوقف حوار بوزنيقة في‮ ‬المغرب هكذا طالبوا وبالخط العريض،‮ ‬وهذا‮ ‬يدل أنه كانت هناك نية مبيتة من أجل استمرار المجلس الرئاسي‮ ‬والمستفيدين منه‮ .”‬
وبخصوص رأيه إلى أين تتجه الأوضاع في‮ ‬ليبيا أجاب الدرسي‮ ” ‬هذا كله في‮ ‬علم الغيب،‮ ‬ولكن الإشارات السليمة تبدأ من بداية إذا كان مقترح عقيلة صالح بنقل السلطة التنفيذية والحكومة إلى سرت،‮ ‬ستكون نسبة النجاح كبيرة جدا،‮ ‬لكن إذا كانت ستكون في‮ ‬طرابلس،‮ ‬أنا أعتقد أن نسبة النجاح ستكون ضئيلة وسنعود إلى المربع الأول،‮ ‬وسنضع المركزي‮ ‬ومؤسسة النفط والحكومة في‮ ‬يد المليشيات،‮ ‬وهي‮ ‬من ستحكم وستفرض أمرتها كما كانت سابقا‮”.‬

الاتحاد الأوروبي‮ ‬يرحب‮‬

 

رحب الاتحاد الأوروبي،‮ ‬اليوم الخميس،‮ ‬بمبادرة المغرب الرامية إلى دعم عملية الوساطة التي‮ ‬تقودها الأمم المتحدة لحل النزاع الليبي‮.‬
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي‮ ‬للشؤون الخارجية،‮ ‬بيتر ستانو،‮ ‬في‮ ‬تصريح لوكالة المغرب العربي‮ ‬للأنباء،‮ ‬إن‮ “‬الاتحاد الأوروبي‮ ‬يتلقى بإيجابية أي‮ ‬مبادرة تهدف إلى دعم عملية الوساطة التي‮ ‬تقودها الأمم المتحدة،‮ ‬والمضي‮ ‬قدما في‮ ‬حل الصراع الليبي‮ ‬من خلال عملية سياسية‮”.‬
وأضاف أن‮ “‬الاتحاد الأوروبي‮ ‬سيواصل دعمه الفعال للشعب الليبي‮ ‬في‮ ‬تطلعاته لإقامة دولة سلمية،‮ ‬مستقرة ومزدهرة‮”.‬
ويأتي‮ ‬هذا التصريح الذي‮ ‬أدلى به المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي‮ ‬لتجديد التأكيد على الموقف المعبر عنه من قبل الممثل السامي‮ ‬للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي،‮ ‬جوزيب بوريل،‮ ‬في‮ ‬شتنبر الماضي،‮ ‬بمناسبة اتصال أجراه مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي‮ ‬والمغاربة المقيمين بالخارج،‮ ‬السيد ناصر بوريطة‮.‬
وكان بوريل قد‮ “‬رحب بهذه المبادرة المغربية وشجعها كمساهمة تأتي‮ ‬في‮ ‬الوقت المناسب في‮ ‬جهود الأمم المتحدة،‮ ‬من أجل التوصل إلى حل سياسي‮ ‬للأزمة في‮ ‬ليبيا،‮ ‬بما‮ ‬يمكن من ضمان تماسك البلاد وسلامة أراضيها وسيادتها‮”.‬
واتفق المسؤولان على‮ “‬مواصلة حوارهما وجهودهما في‮ ‬هذا الاتجاه،‮ ‬بروح التشاور الوثيق،‮ ‬من أجل تكثيف الدينامية السياسية الجارية بين الأطراف الليبية‮”.‬
وكان بوريل قد رحب سابقا في‮ ‬حسابه على موقع‮ “‬تويتر‮” ‬بالمبادرة المغربية التي‮ ‬تجمع أعضاء المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي‮ ‬ببوزنيقة،‮ ‬مشيرا إلى أن‮ “‬التزام الوفدين لصالح حل سلمي‮ ‬للصراع في‮ ‬ليبيا أمر مشجع‮”.‬
وقد تم تنظيم جولة ثانية من الحوار الليبي‮ ‬خلال الفترة ما بين‮ ‬2‮ ‬و6‮ ‬أكتوبر الجاري‮ ‬في‮ ‬بوزنيقة‮.‬
وضمن البيان الختامي،‮ ‬الذي‮ ‬توج هذا الاجتماع الذي‮ ‬عقد تحت رعاية الأمم المتحدة،‮ ‬أعلن وفدا المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي‮ ‬عن اتفاقات شاملة حول معايير وآليات التعيين في‮ ‬المناصب السيادية،‮ ‬المنصوص عليها ضمن المادة‮ ‬15‮ ‬من الاتفاق السياسي‮ ‬الليبي‮ ‬للصخيرات‮.‬
و أشادت مجموعة الخضر بالبرلمان الأوروبي،‮ ‬اليوم الخميس،‮ ‬بوساطة المغرب في‮ ‬الحوار الليبي‮.‬
وقال النائب منير ساتوري،‮ ‬في‮ ‬تغريدة له على‮ “‬تويتر‮” ‬باسم مجموعة الخضر بالبرلمان الأوروبي،‮ “‬نهنئ المغرب على وساطته،‮ ‬شريك أوروبا والفاعل الإقليمي‮ ‬الذي‮ ‬يظهر هنا مكانته الدبلوماسية‮”.‬
ورحب النائب البرلماني‮ ‬الأوروبي،‮ ‬المسؤول عن الملف الليبي‮ ‬ضمن مجموعته السياسية،‮ “‬أرحب بالاتفاق الذي‮ ‬توصل إليه وفد المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب خلال جولة الحوار الليبي‮ ‬في‮ ‬بوزنيقة‮ (‬2‭-‬6‮ ‬أكتوبر‮). ‬هذه الخطوة حاسمة‮”.‬
وأكد أن‮ “‬هذه الاتفاقات حاسمة في‮ ‬اختيار أصحاب المناصب السيادية،‮ ‬وذلك وفق المادة‮ ‬15‮ ‬من اتفاقية الصخيرات‮”‬،‮ ‬معربا عن استعداده بمعية زملائه في‮ ‬البرلمان الأوروبي‮ ‬لضمان دعم أوروبا لهذه المرحلة الحاسمة ببوزنيقة وجعلها تضطلع بدورها في‮ ‬الخروج من الأزمة‮.‬

 

الأمم المتحدة ترحب‮ ‬

 

‮ ‬رحبت الأمم المتحدة‮ ‬يوم‮ (‬الأربعاء‮)‬،‮ ‬بالاتفاق بين ممثلي‮ ‬الهيئتين التشريعيتين المتنافستين في‮ ‬ليبيا بشأن المناصب السيادية الذي‮ ‬تم التوصل إليه في‮ ‬بوزنيقة بالمغرب‮. ‬وقال ستيفان دوجاريك،‮ ‬المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش،‮ “‬نرحب بالتفاهمات التي‮ ‬تم التوصل إليها بين أعضاء مجلس النواب الليبي‮ ‬والمجلس الأعلى للدولة الليبي‮ ‬في‮ ‬بوزنيقة بالمغرب بشأن متطلبات وآلية التعيين في‮ ‬المناصب السيادية وفقا للاتفاق السياسي‮ ‬الليبي‮”. ‬وأضاف دوجاريك‮ “‬نقدر كل الجهود التي‮ ‬تهدف إلى جمع الليبيين معا لمعالجة القضايا الخلافية المحتملة،‮ ‬بما في‮ ‬ذلك هذه المحادثات في‮ ‬المغرب وكذلك المحادثات التي‮ ‬جرت في‮ ‬سويسرا‮ (‬في‮ ‬مونترو‮) ‬وفي‮ ‬مصر‮ (‬في‮ ‬القاهرة والغردقة‮)” . ‬وأشار المتحدث‭ ‬إلى أن الأمم المتحدة تعتقد أن كل هذه الجهود تمهد الطريق لعقد منتدى الحوار السياسي‮ ‬الليبي‮ ‬تحت رعاية الأمم المتحدة،‮ ‬والذي‮ ‬تخطط المنظمة العالمية لعقده في‮ ‬الأسابيع القليلة المقبلة‮.‬
‮ ‬أكد أعضاء بالكونغرس البيروفي،‮ ‬أعضاء في‮ ‬مجموعة الصداقة البرلمانية البيروفية المغربية،‮ ‬على أهمية الرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،‮ ‬وكذا‮ “‬الحوار البناء‮”‬،‮ ‬بمبادرة من جلالة الملك،‮ ‬من أجل التوصل إلى حل سياسي‮ ‬ومتفاوض بشأنه للأزمة الليبية‮.‬
وسلط هؤلاء البرلمانيون،‮ ‬في‮ ‬مقترح لهم،‮ ‬الضوء على جهود المملكة المغربية الرامية إلى الجمع بين ممثلي‮ ‬برلمان طبرق والمجلس الأعلى للدولة في‮ ‬ليبيا على طاولة الحوار،‮ ‬مشددين على انخراط الدبلوماسية المغربية في‮ ‬هذه القضية‮.‬
واعتبروا أن المملكة المغربية لعبت دورا استراتيجيا في‮ ‬الإسهام،‮ ‬منذ اندلاع الأزمة الليبية،‮ ‬في‮ ‬الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي‮ ‬مقبول من جميع الأطراف،‮ ‬مع إعادة إطلاق العملية السياسية وفقا لاتفاق الصخيرات‮.‬
وأكدا البرلمانيون البيروفيون بالمناسبة التزامهم بدعم عملية السلام هاته على الصعيدين الوطني‮ ‬والدولي،‮ ‬من أجل المساهمة في‮ ‬استقرار ليبيا وتنمية شعبها‮.‬
وكانت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالنياية،‮ ‬ستيفاني‮ ‬ويليامز قد أشادت بـ”الجهود الدؤوبة‮” ‬المبذولة على هامش الحوار الليبي‮-‬الليبي‮ ‬من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية،‮ ‬مؤكدة أن الأمر‮ ‬يتعلق بـ‮ “‬فرصة حقيقية‮” ‬لإنهاء هذا النزاع‮.‬
يشار إلى أن وفدي‮ ‬المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب الليبي،‮ ‬كانا قد أكدا،‮ ‬في‮ ‬البيان الختامي‮ ‬الذي‮ ‬توج أشغال الجولة الثانية لجلسات الحوار الليبي‮ ‬في‮ ‬بوزنيقة‮ (‬2‮ – ‬6‮ ‬أكتوبر‮ ‬2020‮)‬،‮ ‬أن هذه الجولة‮ “‬توجت بالتوصل إلى تفاهمات شاملة حول ضوابط وآليات ومعايير اختيار شاغلي‮ ‬المناصب القيادية للمؤسسات السيادية المنصوص عليها في‮ ‬المادة‮ ‬15‮ ‬من الاتفاق السياسي‮ ‬الليبي‮ ‬الموقع بالصخيرات‮”.‬
وأوضح الوفدان أن‮ “‬إنجازات جولات الحوار بالمملكة المغربية بين وفدي‮ ‬المجلسين،‮ ‬تشكل رصيدا‮ ‬يمكن البناء عليه للخروج بالبلاد إلى الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام المؤسساتي‮”.‬
كما عبر الطرفان عن‮ “‬عزمهما الاستمرار في‮ ‬لقاءاتهما التشاورية بالمملكة المغربية لتنسيق عمل المؤسسات السياسية والتنفيذية والرقابية بما‮ ‬يضمن إنهاء المرحلة الانتقالية‮”.‬‮ ‬

 

 


بتاريخ : 10/10/2020