المؤتمر الوطني 16 لحقوق الطفل بمراكش: تعبئة وطنية لجعل الطفل أولوية في الأجندات العمومية

 

«الطفل أولوية»، تحت هذا الشعار اِلتأم بمراكش المؤتمر الوطني 16 لحقوق الطفل الذي انطلقت أشغاله يوم الأربعاء 20 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس والرئاسة الفعلية للأميرة للا مريم، تخليدا لليوم العالمي للطفل واحتفالا بمرور 30 سنة على اعتماد الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل من قبل الأمم المتحدة في 20 نونبر 1989.
المؤتمر الذي ينظمه المرصد الوطني لحقوق الطفل، استقطب حوالي 3000 مشارك من ممثلي السلطة التنفيذية ومسؤولين عموميين وشخصيات أممية وممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والأطفال بمن فيهم الأطفال البرلمانيون، انخرطوا جميعهم في جلسات تفاعلية حول الأسئلة التي تهم النهوض بوضعية الطفل، لتكون قاعدة إقلاع حقيقي ورافعة للتنمية على المستوى الوطني والقاري.
وأبرزت أشغال المؤتمر أهمية الحماية الاجتماعية باعتبارها مدخلا رئيسيا لتعزيز حقوق الطفل، التي تستدعي تكاثف جهود جميع الأطراف من أجل تمكين الأطفال بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية، من وضع جدير بطفولتهم، ويضمن لهم حقهم في الصحة والرعاية والتربية والتكوين ليكونوا فاعلين إيجابيين في مجتمعهم، ويشكلون النقلة الفعلية للتنمية والرخاء.
وأكدت المناقشات التي عرفها المؤتمر على حيوية اعتماد المقاربة الحقوقية كمرجعية لكل السياسات العمومية، لتمكن من تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية التي يكون الأطفال في الغالب أكبر ضحاياها، باعتماد البرامج الناجعة للحماية والكفالة وتسخير كل الإمكانيات التي تروم استفادة كل الأطفال من حقوقهم كاملة، ومواجهة المستجدات التكنولوجية التي تمس سلامتهم النفسية والجسدية.
المؤتمر تميز بإسماع صوت الأطفال وإيصال رؤيتهم للسياسات العمومية التي تمسهم، حيث قدم المشاركون منهم وجهات نظرهم حول مجموعة من القضايا، ليشكل منصة ترافعية من أجل المزيد من الفعل لصالح الطفولة بغاية الوصول إلى مجتمع حافل بالأمل والفرص المتكافئة التي تضمن لهم ولوجا آمنا للمستقبل.
السفير عمر هلال، رئيس المكتب التنفيذي لمنظمة اليونسيف، الذي حضر أشغال المؤتمر، أكد، في تصريح للصحافة، أن تجربة برلمان الطفل حقل حقيقي للتمرن على الديمقراطية ويمثل فضاء لخلق جيل جديد متشبع بمبادئ وقيم العيش المشترك في مجتمع مسالم ومنفتح وديمقراطي، يمنح للأطفال الأمل والثقة في أنفسهم وفي بلدهم. واعتبر أن المؤتمر الوطني لحقوق الطفل فرصة للإصغاء لصوت الأطفال ورؤيتهم وتطلعاتهم ومخاوفهم.
وأوضح هلال، في ذات السياق، أن إتاحة الفرصة للأطفال في الانخراط في بناء سياسة مغرب الغد، سيرفع من حس المسؤولية لديهم وسيجعل منهم مواطنين أكفاء يحبون بلدهم ملتزمين بمبادئ الديمقراطية ومدافعين عن حقوقهم ومهيئين لاحترام واجباتهم.
واعتبر وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في الكلمة التي ألقيت نيابة عنه في افتتاح المؤتمر، أن أحد مداخل النجاح الأساسية في المنظومة التربوية تكمن في تعزيز المشاركة الفعلية للأطفال أنفسهم في مختلف أنشطة وأندية المؤسسة التعليمية، وفي آليات تدبيرها التشاركي، وفي مشاريع تطويرها وتجديدها، مؤكدا أن الوزارة عملت معززة باتفاقية الشراكة التي تربطها بالمرصد الوطني لحقوق الطفل، على إعداد مشروع وطني مندمج من أجل إرساء «مدرسة المواطنة» لتعزيز قيام المدرسة بوظائفها الأساسية المرتبطة بالتنشئة الاجتماعية والتربية على القيم والتعليم والتأهيل للاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ومن جهتها، أكدت جميلة مصلي، وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، خلال مشاركتها في أشغال هذه التظاهرة، أن المؤتمر الوطني 16 لحقوق الطفل ينعقد على مشارف سنة جديدة تستعد فيها المملكة المغربية لمناقشة التقرير الدولي الخامس لاتفاقية حقوق الطفل التي تشكل مناسبة للوقوف على حصيلة منجزات المملكة في هذا المجال وتقييمها واستشراف آفاق العمل وفق المبادئ والقيم التي رسختها اتفاقية حقوق الطفل وعلى رأسها مبدأ المصلحة الفضلى للطفل ومبادئ الإنصاف وعدم التمييز والمساواة بين الجنسين.
وفي ذات السياق، اعتبرت لمياء بازير، المديرة التنفيذية للمرصد الوطني لحقوق الطفل، أن المؤتمر محطة للتعبئة الوطنية على كل المستويات لجعل الطفولة أولوية في الأجندات العمومية، مؤكدة أن هذه التظاهرة تشكل منبرا للأطفال للتعبير عن آرائهم واحتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
وشكل افتتاح المؤتمر لحظة متميزة للاحتفال واستعراض تجارب مجموعة من الشباب والشابات في مختلف الميادين، ويتعلق الأمر بالفنان حمزة الأبيض نجم «ذا فويس كيدز»، والتلميذة مريم أمجون التي توجت بلقب الدورة الثالثة من مسابقة تحدي القراءة العربي 2018، والتلميذة فاطمة الزهراء أخيار وتجربتها مع برنامج تحدي القراءة العربي 2019، والتلميذة إيناس البوزيدي، المتوجة بالميدالية الذهبية خلال الأولمبياد الإفريقية للرياضيات، والشاب عمر عرشان من ذوي الاحتياجات الخاصة وتجربته في فن الطبخ.
وعرف اليوم الثاني من هذه التظاهرة انعقاد دورة استثنائية لبرلمان الطفل بالمصادقة على مقترحات الأطفال البرلمانيين التي سترفع للمسؤولين ومناقشة الأطفال البرلمانيين مشروع القانون المتعلق بحماية المعطيات الشخصية.


الكاتب : مكتب مراكش: عبد الصمد الكباص

  

بتاريخ : 22/11/2019

أخبار مرتبطة

أكثر من 30 سوقا بلدية موزعة على تراب مقاطعات جماعة الدارالبيضاء لا تجني منها إلا الفتات بسبب سوء تدبيرها، وبحسب

أعلنت شركة “إكسلينكس فيرست”، أمس الثلاثاء، أن الشركة العالمية المتخصصة في الطاقة ” GE Vernova ” استثمرت 10.2 ملايين دولار

لا تزال أثمنة اللحوم الحمراء تسجل ارتفاعا ملحوظا وصل أرقاما قياسية أثرت بشكل كبير على جيوب الناس وأثقلت كاهلهم، ولم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *