أكدت انخراطها بشكل كامل في المبادرات الملكية لفائدة غرب إفريقيا.. سيراليون تعبر عن دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة وتعتبر مبادرة الحكم الذاتي الحل الوحيد « ذا مصداقية والجاد والواقعي «لهذا النزاع

عبرت جمهورية سيراليون، الثلاثاء بالرباط، عن دعمها الكامل للوحدة الترابية للمملكة مؤكدة أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب هي الحل الوحيد « ذو مصداقية والجاد و الواقعي « للنزاع حول الصحراء المغربية.
تم التعبير عن هذا الموقف في بيان مشترك توج محادثات أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيراليوني تيموتي موسا كابا.
وجاء في البيان المشترك أن رئيس دبلوماسية سيراليون جدد دعم بلاده التام للوحدة الترابية للمملكة والذي تعزز في غشت 2021، بفتح قنصلية عامة لسيراليون بالداخلة ومشاركتها في 15 يناير 2021، في المؤتمر الوزاري لدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المغرب بدعوة من المملكة والولايات المتحدة الأمريكية.
وعبر في هذا الصدد، عن دعم بلاده الكامل أيضا للمسلسل الذي تقوده الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل واقعي، وعملي ، ودائم لقضية الصحراء المغربية.
وأعربت المملكة المغربية وجمهورية سيراليون، عن التزامهما التام من أجل توطيد وتعزيز دينامية نطاق تعاونهما وتوسيعه، معبرتين عن رغبتهما في بلورة خارطة طريق للتعاون من الجيل الجديد للفترة ما بين 2024 و2026.
وأوضح البيان المشترك أن سيراليون نوهت بمبادرات التعاون التي تمت في إطار خارطة طريق التعاون للفترة 2021-2023، في مجالات الفلاحة والصيد البحري والصحة والطاقات المتجددة والسياحة.
كما أعرب بوريطة وموسى كابا عن ارتياحهما لروابط الأخوة والتضامن المتينة، والدعم والتفاهم بين الشعبين المغربي والسيراليوني، والتقدير المتبادل بين جلالة الملك محمد السادس، وأخيه فخامة الرئيس جوليوس مادا بيو، وكذا للإرادة المشتركة لجعل الشراكة بين المغرب وسيراليون نموذجا استثنائيا للتعاون داخل إفريقيا، قائمة على قيم التضامن والتبادل والتقاسم.
وأبرز الطرفان، الإنجازات المحققة وأعربا عن ارتياحهما لنتائج الدورة الثالثة للجنة المشتركة، المنعقدة في 28 أبريل 2023 بالداخلة، والتي عززت طموح البلدين لتحقيق المزيد من التقدم وتقوية علاقات الصداقة والتضامن والتعاون.
وأعرب الوزيران أيضا عن التزامهما بتفعيل الاتفاقيات الثنائية الرامية إلى النهوض بشراكة رابح-رابح على المدى الطويل بين المملكة وسيراليون، بهدف فتح آفاق جديدة للمساعدة على تحرير الطاقات الهائلة، على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وأضاف البيان المشترك، أن الطرفين أعربا عن رغبتهما في توجيه العلاقات الثنائية نحو تحقيق رخاء مشترك، والتزما بتعزيز تعاونهما في المجالات ذات الأولوية بالنسبة للجانب السيراليوني، مثل التجارة والفلاحة والأسمدة والاستثمار، والماء، والصيد البحري، واستغلال المعادن، والتبادل الثقافي، وتعزيز القدرات، والسياحة، التي تشكل المحاور الاستراتيجية لسيراليون، وفق التوجيهات السامية لفخامة الرئيس جوليوس مادا بيو.
كما أكد الوزيران من جهة أخرى، على الطموحات والأهداف المشتركة للبلدين، من أجل الاستجابة لانتظارات ورؤية قائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس، وأخيه فخامة الرئيس جوليوس مادا بيو، الداعية إلى تعزيز عملهما لبلوغ شراكة فعالة، خدمة للتقدم والتنمية، والرفاهية وتحقيق التطلعات المشتركة للبلدين.
وفضلا عن ذلك، – يضيف البيان المشترك- اتفق الطرفان على عقد اجتماع لآلية التعاون الثنائي، برئاسة وزيري الشؤون الخارجية، خلال السنة الجارية، مشيرا إلى أنه سيتم الاتفاق على المواعيد باتفاق مشترك عبر السبل الدبلوماسية.
وبعد أن نوها بنجاح بعثة رجال الأعمال المغاربة إلى فريتاون في يناير 2024، أعرب الطرفان عن رغبتهما في إقامة شراكة اقتصادية متينة وخلق بيئة مواتية لإعطاء دينامية لمبادلاتهما الاقتصادية وتعزيزها، من أجل المساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المتبادلة.
وبعد أن أعرب بوريطة عن أطيب المتمنيات لسيراليون في ولايتها الجديدة كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2024-2025، أكد أن المغرب يظل ملتزما بالعمل، بتنسيق مع سيراليون، لتطوير رؤية مشتركة من أجل السلم والأمن الدوليين، معبرا عن ارتياحه لتعزيز التعاون من أجل التوصل إلى حلول سلمية للنزاعات الدولية والإقليمية.
وأشاد بوريطة، من جهة أخرى، بالتطور الملحوظ الذي عرفته جمهورية سيراليون خلال السنوات الأخيرة بقيادة الرئيس جيوليوس مادا بيو.
وجدد، في هذا الصدد، التأكيد على التزام المملكة المغربية بالمساهمة في الجهود المبذولة من قبل حكومة سيراليون من خلال العديد من المبادرات والسياسات الإيجابية الرامية إلى تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
كما أعربت جمهورية سيراليون في البيان المشترك عن عزمها على الانخراط بشكل كامل في المبادرات التي يطلقها جلالة الملك محمد السادس لصالح غرب إفريقيا.
وأشاد السيد كابا، بشكل خاص، في هذا البيان المشترك، بريادة جلالة الملك محمد السادس وبرؤيته المتبصرة الرامية إلى تعزيز التعاون والتضامن جنوب-جنوب لرفع التحديات وتشجيع المبادرات الإقليمية التي تدفع بعجلة الاستقرار والتنمية الاجتماعية-الاقتصادية لفائدة الشعوب الإفريقية.
كما أشاد بمساهمة المملكة المغربية الجديرة بالثناء في تعزيز السلام والتنمية المستدامة في المنطقة منذ إحداث اتحاد نهر مانو.
وفي السياق ذاته، نوه السيد كابا بـ «المبادرة النيرة» لجلالة الملك محمد السادس، في إطار مسار البلدان الإفريقية الأطلسية، الرامية إلى تعزيز التعاون من خلال جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي إطارا جيو-إستراتيجيا للتعاون الإفريقي وتعزيز الاستقرار والازدهار.
كما نوه بالفرصة التي تتيحها المبادرة الملكية الرامية إلى تعزيز ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، وهو ما سيسهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة وسيضمن الاستقرار والازدهار في إفريقيا.
من جهة أخرى، أبرز الوزيران دور مشروع خط أنبوب الغاز المغرب-نيجيريا، الذي من شأنه أن يعزز الاندماج الاقتصادي للمنطقة ويعود بالنفع على جميع البلدان المعنية – بما فيها سيراليون – من خلال إطلاق إمكاناتها الصناعية وخفض العجز الطاقي بها.


بتاريخ : 25/04/2024