أودِيسْيُوس في عينْ الذياب (البَحْرُ هَاجِسُ الشّعَراء)

 

عَلى إيثاكَا السّلام.

هَلْ تَعْلم الآلهَة
أنّنَا نُوَزّعُ السّلامَ مجّاناً
مُسْتَفرغا مِنَ الجَدْوَى
وبَالياً مِن فَرط الاسْتِعمال؟!

إنّهم يَتَغامزُون عَليك
يَا أوديسْيُوس
لَعَلّ في الأمر سِرْ!
سِرْ إلى آخِر الأسطورَة
واطلُلْ بِنَاصيتك
كُنْ طُعْماً
(لخطّاف الشّعر)
كُنْ لبناتِ الحَي
نَجْم أغنية (رَايْ).

الرّأيُ لكَ
بَعْدَ أن يعزّ القَوْلُ.

قال إِلَهٌ مَلَّ
التّحديقَ في سَفينة
تسبحُ في عينِ ذُبَابة:
– لا سَلام لبحْر لا يدفعُ فاتُورة الماء.

البحرُ غاضبٌ /هَذَا مَا يَبْدُو/
إلَهٌ حرّك بَالُوعَة مِرحَاض /هَذَا مَا لَيْسَ يَبْدُو/

ونساءُ قَرْيتنا تُزَيّنَّ
عَنْزَة
عندَ الغروبِ تزفُّ إلى سِيدي عَبْد الرّحمن.

السّفينة تَتَلاطمها الأمواجُ
أوديسيوس نجَا مِنْ غَضَبِ الآلهة.
أوديسيوس يرمّمُ مَا تهدّم من شاطئ عين الذياب.

تصرخُ امرأةٌ مِنْ دَاخِلِ قَنَاةٍ لِلْوادِي الحَار:
– شُدُّوا الوَتَر لِلْقَوسِ
العنزةُ لَيْست عَذراء
والموجة السّابعة لا رَغوة فيها.. !

يُلملم رَاعٍ وَجْهَه الكظِيم
وَيَتَوارى
داخِل قُبَّة.

إيثاكا الآنَ في قَبْضَة إِلَهٍ. وَيَشْهَدُ الوَافِدُونَ إِلَيْها، أنّ رَجُلا مِنْ آخِر الأسْطورةِ يُقدّمُ أطبَاقاً لَذِيذة مِنْ لَحْمِ الماعِز.


الكاتب : كمال الإدريسي

  

بتاريخ : 10/12/2021