صدر حديثا عن منشورات منية بمراكش، كتاب جديد يحمل عنوان «عبد الحق بوعيون .. صنعة الملحون» يرصد للمسيرة الفنية لهذا المنشد ومختلف إصداراته في مجال الملحون.
ويسعى هذا المؤلف، المنشور في ثلاث لغات (عربية وفرنسية وإنجليزية) تحت إشراف الباحث والمتخصص في الصوفية، جعفر الكنسوسي، إلى تقريب القارئ والجمهور من هذه القامة الفنية الكبيرة بالمغرب، التي كرست حياتها لإشعاع وصون هذا الصنف الموسيقي الأصيل. وتندرج هذه الخطوة في إطار مساعي جمعية منية بمراكش الرامية إلى إطلاع الجمهور والقراء بالفنانين الكبار الذين تركوا بصمتهم بالساحة الفنية الوطنية والمحلية وساهموا في الإشعاع الثقافي للمدينة الحمراء. ويتخلل هذا الإصدار صور فوتوغرافية للفنان المهدي السميج وخطوط عربية من إبداع يوسف جغنان الإدريسي، إلى جانب توثيقه للحظات قوية لمسار هذا الفنان المغربي ومساهمته في الحفاظ على هذا الصنف الموسيقية المتجذر بالمغرب. وفي تقديمه لهذا الكتاب قال الباحث محمد آيت لعميم إن «لعبد الحق بوعيون قدرة هائلة على تحبيب الملحون للمستمعين، ذلك أنه يتمتع بقوة الحضور، وملء المكان واستجلاب الانتباه، فهو يقدم قصيدة الملحون محفورة بمفاتيح تجعلك تلج عالم القصيدة وما حف بها من حكايات ونوادر».
وخلص إلى أن «بوعيون جمع بين الرواية والدراية والإبداع، وتأثر بالشاعر الكبير أحمد سهوم الذي يعتبر من كبار شعراء الملحون المعاصرين، ولازمه واستفاد منه الكثير في ضبط النصوص، وفي الذهاب بعيدا بهذا الفن إلى إمكانيات الإبداع والإتيان بالجديد في ميدان التطوير الشعري والتحاور مع النصوص»،08