إنريكي يدفع ثمن لعنة الضربات الترجيحية و… اختيار المغرب!

بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من انتهاء المشوار عند الدور الأول نتيجة تقدم كوستاريكا على ألمانيا في الجولة الثالثة الأخيرة، اعتقد الإسبان أن الحظ أسعفهم بإنهائهم المجموعة الخامسة في الوصافة، لأنهم سيتجنبون بذلك كرواتيا والأرجنتين والبرازيل في طريقهم المأمول إلى نهائي مونديال قطر 2022.
وبعدما خسرت أمام اليابان 1 – 2 ، شكك العديد بجدية إسبانيا أمام اليابان واشتبهت تقارير بأن إنريكي درس مسار القرعة، وكان يفضل بالتالي أن يحل في وصافة المجموعة، على أن يكون المغرب بوابة عبور «لا روخا» إلى ربع النهائي، لكن الصاعقة المغربية حلت الثلاثاء في ملعب المدينة التعليمية، وانتهى مشوار أبطال جنوب إفريقيا 2010 عند ثمن النهائي للنسخة الثانية تواليا.
قد يكون إنريكي مدركا لتاريخ إسبانيا السيئ في ضربات الترجيح، ولذلك طلب من كل لاعب أن ينفذ ألف ركلة ترجيحية قبل الوصول إلى قطر، لكن يبدو أن لعنة ركلات «الحظ» لم تفارق «لا روخا» فسقطوا عبرها للمرة الرابعة من أصل خمس، بعد ربع نهائي مونديال 1986 ضد بلجيكا، ربع نهائي مونديال 2002 ضد كوريا الجنوبية، وثمن نهائي مونديال 2018 ضد روسيا والآن ضد المغرب.
هذه الهزيمة مؤلمة جدا لفريق بدأ مشواره القطري بانتصار تاريخي على كوستاريكا 7 – 0 جعل الجميع يرشحونه ليكون الرقم الصعب في النسخة الثانية والعشرين.
هزيمة من هذا النوع قد تدفع أكبر المدربين إلى التخلي عن منصبهم، لكن إنريكي يود «البقاء مدربا لإسبانيا طيلة حياتي، لكن يتوجب علي التفكير بالأمر»، وفق ما أفاد بعد صدمة خروج كتبيته الشابة بقيادة غافي وبيدري ومساندة من المخضرم سيرجيو بوسكيتس.
وردا على سؤال بشأن مستقبله، قال إنريكي «لا يمكنني الإجابة لأني لا أعلم. أمام المنتخب الوطني المتسع من الوقت. أنا سعيد (في تعامله) مع الاتحاد الإسباني، الرئيس»، مضيفا «لو كان الأمر يعود لي، لبقيت طيلة حياتي، لكن الأمر ليس كذلك».
وجاء إنريكي الى المنتخب من أجل محاولة إخراجه من خيبة الخروج من ثمن نهائي مونديال روسيا 2018 حين سقط أمام البلد المضيف بركلات الترجيح.
لكنه اضطر إلى ترك منصبه بعدما عجز عن إكمال مهمته بسبب مرض ابنته شانا التي توفيت في أواخر غشت 2019 عن تسعة أعوام، بعد صراع مع مرض سرطان العظام، فناب عنه مساعده روبرت مورينو ونجح في قيادة «لا روخا» إلى نهائيات كأس أوروبا 2020 قبل أن يعود ويترك المهمة للاعب الوسط السابق في نونبر 2019.
وانتقد في بعض الأحيان للتحيز ضد لاعبي ريال مدريد ومحاباته لبرشلونة، ولم يكن الأمر مختلفا في مونديال قطر بضمه ثمانية لاعبين من النادي الكاتالوني ولاعبين فقط من غريمه الملكي، ما سيعطي صحافة العاصمة سببا إضافيا لانتقاده غداة هذا الخروج المخيب الناجم عن اختياره من سينفذ أولا ركلات الترجيح وفق ما أفاد، قائلا «أنا اخترت من سينفذ، اعتقدت أنهم الأفضل من بين الموجودين على أرضية الملعب».
وتابع «اخترت المنفذين الثلاثة الأوائل وسأكرر الأمر ذاته» لو خير مجددا، مضيفا أنه لو منح خيار تبديل شيء ما «كنت سأخرج بونو (من المرمى المغربي) وأضع مكانه حارسا آخر».
وعلى الرغم من الآراء المتضاربة، وصلت إسبانيا إلى نهائيات قطر 2022 في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات في روسيا 2018، عندما أقيل مدربها خولين لوبيتيغي عشية البطولة بعد أن أعلن ريال مدريد أنه سيتولى منصب المدرب بعد كأس العالم، ليتولى فرناندو هييرو مهمة الإشراف على المنتخب خلال النهائيات.
ومقارنة مع الجدل الذي رافق مشاركة اسبانيا في السنوات السابقة، فإن المنتخب الحالي خاض غمار مونديال قطر بهدوء كبير ثم بثقة أكبر بعد الفوز التاريخي افتتاحا، لكن بدأ الشك يشق طريقه في الخسارة أمام اليابان قبل أن تنزل الصاعقة الثلاثاء على يد المغرب.


بتاريخ : 09/12/2022