استمرار غياب آليات لحماية غير المدخّنين من التدخين القسري

 تلميذ من بين اثنين في السلك الثانوي يدخن سيجارة وأرقام الإدمان «الكلاسيكي» و«الرقمي» في تصاعد

 

أكد الدكتور مصدق مرابط في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن موجة التدخين تتسع رقعتها يوما عن يوم، خاصة في أوساط اليافعين والشباب، مؤكدا أن تلميذا من بين اثنين في السلك الثانوي يدخن سيجارة، وفقا لمعطيات سبق وأن كشفت عنها دراسة سابقة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي بيّنت كذلك أن تلميذا من بين 10 تلاميذ يدخن لفافات الشيرا، وبأن واحدا من بين ثلاثة من مجموع العيّنات التي استهدفتها الدراسة تعرفوا على المخدرات بمحيط المؤسسات التعليمية .
ونبّه الدكتور مرابط في تصريحه للجريدة إلى الأرقام المرتبطة بالتدخين والإدمان على حد سواء، مشيرا إلى أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أعلن بدوره عن أرقام جد مقلقة في هذا الصدد، التي تفيد بوجود أكثر من 6 ملايين من المدخنين، 500 ألف منهم أقل من 18 سنة، إضافة إلى أن حوالي 18500 شخص يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن. وأضاف مصدق أن المعطيات التي كشف عنها المجلس أشارت كذلك إلى أن أكثر من 9 في المئة من القاصرين في الوسط التعليمي استهلكوا مرة واحدة على الأقل مخدر القنب الهندي، مبرزا أن المرصد الوطني للمخدرات والإدمان كان بدوره قد نشر معطيات في هذا الصدد، أكد من خلالها أن عدد المدمنين على المخدرات في المغرب يصل إلى 800 ألف مدمن، وقدّر نسبة المدمنين في خمسة من بين كل 100 شخص، 95 في المئة منهم هم من مستهلكي القنب الهندي أو ما يعرف بالشيرا، في حين أن ما بين 50 و 70 ألف شخص، من الجنسين، هم من مستهلكي المشروبات الكحولية، وهي الأرقام التي أكد الدكتور مرابط أنها ستكون بالضرورة قد ارتفعت.
وحذّر الدكتور مصدق من تبعات التدخين صحيا، خاصة وأن طقوس هذه الخطوة تكون إما فردية أو جماعية، وتتوزع ما بين تدخين السيجارة العادية والنرجيلة لتمتد إلى لفافات الشيرا، فتساهم بذلك في نقل عدوى أمراض أخرى متعددة، لا تقتصر على أضرار النيكوتين والمواد السامة الموجودة في المواد التي يتم استنشاقها، وإنما تمتد لنقل جراثيم وفيروسات أخرى كالسل وغيره، مشددا على أن التداعيات لا تقف عند ما هو عضوي بل تمتد إلى ما هو نفسي كذلك، وتتسبب في دخول المعنيين في حالات من الاكتئاب والفصام وغيرهما.
ونبّه مرابط وهو طبيب عام في تصريحه للجريدة، إلى التأثيرات الخطيرة الناجمة عن التدخين والإدمان على حد سواء، مشددا على صعوبة الولوج إلى العلاج، الذي يفترض وجود إرادة شخصية للمريض، فضلا عن طول مراحله بحسب وضعية المدمن، داعيا الآباء والأمهات إلى الاهتمام أكثر بأبنائهم، وإلى اعتماد سياسات وقائية تقوم على التحسيس والتوعية في المؤسسات التعليمية وعبر مختلف وسائل التواصل، وسنّ تشريعات تعمل على حماية غير المدخنين من التدخين القسري في الفضاءات العمومية ومؤسسات العمل المختلفة، في القطاعين الخاص والعام. وشدد الدكتور مرابط على ضرورة تعبئة كل الجهود لحماية اليافعين والشباب من مخاطر الإدمان، التي تجاوزت الطرق الكلاسيكية إلى ما هو أصعب، مشيرا إلى ما يعرف بالمخدرات الرقمية التي باتت خطرا كبيرا يحدق بالناشئة بفضل التكنولوجيات التي باتت في متناول الجميع والبعيدة عن كل أشكال الرقابة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/11/2022