اسرائيل وتركيا تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما

أياما فقط بعد يجون جيش الاحتلال علي غزة وقتل ازيد من 40 فلسطينيا

 

 

أعلنت إسرائيل وتركيا الأربعاء استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل وعودة السفراء إلى البلدين لكن أنقرة أكدت على الفور رغبتها في “مواصلة الدفاع” عن الفلسطينيين.
واعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن حكومته ستستأنف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا بعد سنوات من التوتر بين الدولتين. وقال في بيان “تقرر مرة أخرى رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الدبلوماسية الكاملة وإعادة السفراء والقناصل العامين من البلدين”.
واضاف البيان أن “إعادة العلاقات مع تركيا مكسب مهم للاستقرار الإقليمي ونبأ اقتصادي مهم جدا لمواطني اسرائيل”.
وفي أنقرة صرح وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الأربعاء إن تركيا “لن تتخلى عن القضية الفلسطينية” على الرغم من استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع إسرائيل.
وقال في مؤتمر صحافي “لن نتخلى عن القضية الفلسطينية”، بعد إعلان إسرائيل عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل بين البلدين وعودة السفيرين اللذين استدعيا عام 2018 بعد مقتل متظاهرين فلسطينيين في غزة.
وشهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تحولا في الآونة الاخيرة بعد زيارة الرئيس الاسرائيلي اسحق هرتسوغ لتركيا في مارس في أول زيارة لرئيس إسرائيلي إلى هذا البلد منذ 2007.
و أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تقيم بلاده علاقات وثيقة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة منذ 2007 أن اللقاء يمثل “نقطة تحول في علاقاتنا”.

حماس وتركيا ..طلاق؟

لكن عضو القيادة السياسية لحماس باسم نعيم قال لفرانس برس “نعبر عن استنكارنا لأي تطوير للعلاقة مع الاحتلال”. وأضاف “نحن كحركة مقاومة فلسطينية نرى أن اي تطبيع مع الاحتلال هو شرعنة لوجوده على ارضنا المحتلة وغطاء لما يقوم به من سياسات الاستيطان والتهويد والعدوان الوحشي في كافة اماكن تواجده في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس”.
وتابع “نتوقع من كل الدول العربية والإسلامية والصديقة ان تذهب نحو عزل هذا الاحتلال والضغط عليه من اجل الاستجابة لحقوقنا وطموحاتنا الفلسطينية المشروعة بالحرية والاستقلال والعودة الى ديارنا التي هجرنا منها”.
وربط وزير الدفاع الإسرائيلي مجددا تحسين الأوضاع الاقتصادية لقطاع غزة مع عودة الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قائلا إن “تعزيز الحركات المدنية في قطاع غزة مرهون بعودة الأسرى والمفقودين، هذا هو العائق بين تطوير القطاع وبقائه في الموقع الحالي”. وأضاف “نحن بحاجة إلى الاستفادة من الضغط على قطاع غزة والمصالح التي نشأت داخل قطاع غزة من أجل العمل من أجل عودة الأسرى، سوف نستمر في القيام بذلك من منظور استخباراتي وعملي وسياسي”. واعتبر غانتس أن عودة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس هي “قضية حاسمة، ويجب أن تكون جزءا من الحل من أجل رؤية طويلة المدى”. وشدد غانتس على أن حركة حماس “ليست شريكة لإسرائيل”، وطالما استمر الهدوء على الحدود الجنوبية بين إسرائيل وغزة فسوف تعمل إسرائيل على الرفاه الاقتصادي لسكان القطاع.
وقام وزير الخارجية التركي بزيارة نادرة إلى القدس في نهاية مايو في إطار تحسين العلاقات الدبلوماسية.
وقال البروفسور إفرايم عنبار مدير معهد القدس للاستراتيجية والأمن “لا ينبغي أن نتوهم أن العلاقة ستعود إلى ما كانت عليه في أيام تسعينات” القرن الماضي.

خطوة يتبعها الحذر؟

وصرح لوكالة فرانس برس “طالما بقي اردوغان في السلطة سيكون هناك بعض العداء من جانب تركيا تجاه اسرائيل بسبب علاقاتها الاسلامية، وسيواصل دعم حماس على سبيل المثال”.
لكن عنبار أكد أن تركيا دولة إسلامية مهمة ولديها طموح لقيادة العالم الإسلامي هي دولة يمكن أن تكون موازية لإيران، لذلك هي دولة إستراتيجية للغاية”. واضاف “لا يمكننا تجاهل ذلك لذا نحن نولي أهمية كبيرة لعلاقاتنا مع تركيا”.
بدأت العلاقات الثنائية التدهور في 2008 بعد عملية عسكرية إسرائيلية في غزة.
جمدت العلاقات بين البلدين بعد أزمة العام 2010 عندما قتل عشرة مدنيين أتراك في هجوم إسرائيلي استهدف السفينة “مافي مرمرة” التي كانت في طريقها لخرق الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأبرم اتفاق مصالحة في 2016 الذي شهد عودة السفراء لكنه انهار تقريبا في 2018-2019 بعد مقتل أكثر من مئتي فلسطيني من قطاع غزة برصاص القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاجات الحدودية.
وبدأت المصالحة بعد أن تولى اسحق هرتسوغ منصبه في يوليو 2021.
و قال الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ لأربعاء إن التجديد الكامل للعلاقات “سيشجع علاقات اقتصادية أكبر وسياحة متبادلة ، وصداقة بين الشعبين الإسرائيلي والتركي”.
وعلى الرغم من الخلافات الدبلوماسية في السنوات الأخيرة استمرت التجارة وظلت تركيا وجهة مفضلة للسياح الإسرائيليين.
أعرب إردوغان عن استعداده “للتعاون (مع إسرائيل) في مجال الطاقة ومشاريع أمن الطاقة” مع احتمال نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر تركيا في وقت تثير الحرب في أوكرانيا مخاوف بشأن الإمدادات.
ومن جهتها قالت الباحثة غاليلا ليندنشتراوس من معهد دراسات الأمن القومي لفرانس برس “نرى أن هناك أزمة اقتصادية كبيرة جدا في تركيا. التضخم فيها مرتفع جدا وانخفضت قيمة الليرة التركية، وهذا يعني أن تركيا بحاجة إلى تحسين وضعها الاقتصادي لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر”.
واضافت “إذا كان لدى تركيا مشروع لمزيد من الاعتدال في علاقاتها الدولية فإنها يمكن أن تشجع الاستثمار الأجنبي المباشر اذ كانت إحدى مشاكل السيطرة على الاستثمار الأجنبي المباشر هي أن تركيا كانت تعتبر غير مستقرة وكانت أيض ا صارمة في سياستها الخارجية”.
وتابعت أن “تركيا هي بالفعل أحد أهم شركاء التصدير لإسرائيل إذ تبلغ قيمة التجارة بينهما 7،7 مليارات دولار”.
وقالت الرئاسة الإسرائيلية في بيان إن الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ ” شكر الرئيس إردوغان على جهوده لتحييد الأنشطة الإرهابية على أراضيه”. لكنه أضاف أن “التهديد لم يزل بعد ويجب الاستمرار في بذل الجهود لمكافحة الإرهاب”.
وذكرت الرئاسة الإسرائيلية أن هذا التعاون الأمني “يعزز الثقة بين الحكومتين والشعبين”.

بعد حرب غزة الاخيرة
بأيام قليلة

وتأتي هده الخطوة بعد أيام قليلة من المواجهات العنيفة التي وقعت في غزة و خلفت عشرات القتلى.
كما تأتي والوضع متأزم. وما زالت الهدنة بين الجهاد واسرائيل هشة للغاية..
ومن علامات ذلك، أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس اليوم حذر من أن خرق الهدوء الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بعد ثلاثة أيام من التصعيد الأمني في قطاع غزة، سيقابله رد إسرائيلي قوي. وقال غانتس في لقاءات مع وسائل إعلام إسرائيلية هي الإذاعة العبرية العامة وصحيفة ((يديعوتأحرونوت)) اليومية والقناتان ((12)) و((13)) وموقع ((والا)) الإخباري، إنه “إذا تم انتهاك الهدوء فإن إسرائيل ستستخدم قوتها بقدر ما هو ضروري”. ووجه غانتس تهديدا لقادة الجهاد الإسلامي قائلا إن الأمين العام للحركة زياد النخالة “ليس لديه حصانة في أي مكان يوجد فيه”، مضيفا “يجب أن يقلق كل قادة المنظمات الإرهابية”. ووصف غانتس عملية “الفجر الصادق” التي أطلقتها إسرائيل ضد الجهاد الإسلامي بأنها كانت عملية “ناجحة” وتم تنفيذها بطريقة ممتازة. وبدأت جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي عقب قيام الجيش الإسرائيلي في أول غشت الجاري باعتقال القيادي في الحركة بسام السعدي. وبعد ذلك، رفعت إسرائيل مستوى التأهب الأمني تحسبا لعملية انتقامية للجهاد الإسلامي، ولكن مضت أربعة أيام ولم تقم الحركة بأى هجمات، فبادرت الطائرات الحربية الإسرائيلية بشن غارات جوية على قطاع غزة في 5 غشت، حيث ضربت أهدافا متعددة للجهاد الإسلامي، مما أسفر عن مقتل العديد من الفلسطينيين، بمن فيهم قائد بارز في الجهاد. وردت الحركة بعد ذلك بإطلاق عدد كبير من الصواريخ على إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل والجهاد الإسلامي التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية. وحول اتفاق وقف إطلاق النار، قال غانتس إن إسرائيل لم تتعهد بالإفراج عن سراح سجينين فلسطينيين محتجزين لديها وهما بسام السعدي وخليل العواودة. واعتقل الجيش الإسرائيلي السعدي من منزله في مخيم جنين بالضفة الغربية، أما عواودة فهو سجين لدى إسرائيل منذ عام 2021 ومضرب عن الطعام منذ أكثر من أربعة أشهر داخل السجن.


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 19/08/2022