اعتبروا الاختبارات غير منصفة واقصائية : نتائج هزيلة لطلبة أوكرانيا في امتحانات ولوج الكليات الخاصة

 

فشل عدد كبير من الطلبة المغاربة بأوكرانيا في اجتياز امتحان ولوج كليات الطب الخاصة، الذي نظمته الوزارة الوصية يوم السبت 24 شتنبر2022، وأرجع هؤلاء الطلبة أسباب رسوبهم في المباراة إلى عدم مراعاة الوزارة للنظام الدراسي الذي كان متبعا خلال فترة دراستهم بأوكرانيا مؤكدين عزمهم مواصلة دراستهم بجامعاتها.
الطلبة العائدون من أوكرانيا، الذين بلغ عدد المجتازين منهم لامتحانات ولوج كليات الطب الخاصة 393 طالبا، 150 طالبا امتحانات طب الأسنان، و83 في تخصص الصيدلة، و160 في الطب العام لم ينجح منهم حسب مصادر طلابية سوى 123 طالبا، منهم 10 تخصص صيدلة، و34 طب عام، فيما نجح 79 طالبا في اختبار ولوج كليات طب الأسنان.
وتعليقا على الموضوع اعتبرت تنسيقية طلبة أوكرانيا الاختبارات غير منصفة وإقصائية وفسرت نتائج الطلبة بضعف القدرة الاستيعابية للكليات الخاصة مبرزة ان اعتماد منهجية لم يعتد عليها الطلبة إضافة إلى اللغة الفرنسية في اجتياز الاختبارات لعبا دورا سلبيا في فشلهم في هذه المباريات.
ولا يزال مشكل الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا يرخي بظلاله على الجامعة المغربية رغم محاولات الوزارة الوصية إيجاد حلول لمشكلهم الذي استمر منذ قرابة 7 أشهر إثرعودتهم هربا من الحرب الدائرة بين أوكرانيا وروسيا. ومنذ عودتهم ارتفعت الأصوات الرافضة لإدماجهم في الجامعات المغربية العمومية خصوصا تلك الآتية من طلبة الطب الذي اعتبروا أن إدماجهم في نفس الجامعات سيؤثر سلبا على جودة التعليم بها، احتجاجاتهم التنديدية والرافضة تنضاف إلى احتجاجات الطلبة المهندسين الذين خاضوا طوال الأسبوع الماضي بـ26 مدرسة وطنية ومعهد عالي للتكوين الهندسي العمومي، إضرابا وطنيا شاملا احتجاجا على إغلاق وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، باب الحوار بخصوص إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا.  حيث استنكرت التنسيقية الوطنية للطلبة المهندسين بالمغرب، في بلاغ لها صدر على إثر اجتماعات مكاتب وجمعيات الطلبة المهندسين ب26 مؤسسة عمومية، إغلاق باب الحوار على الرغم من البيانات الصادرة عن مختلف مكاتب وجمعيات الطلبة الرافضة لقرار إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا.
واعتبرت التنسيقية أن قرار الإدماج، استهداف مباشر لمبدأ تكافؤ الفرص والمعايير البيداغوجية المؤطرة للتكوين الهندسي في تجاوز غير مسبوق في تاريخ التكوين الهندسي، مشددة على أن معركة الطلبة المهندسين ليست ضد الطلبة العائدين من أوكرانيا، وحثت التنسيقية الوزارة الوصية في ذات البلاع، على إنصافهم دون المساس بمبدأ تكافؤ الفرص، معلنة تنظيم وقفات احتجاجية وطنية أمام المؤسسات والجامعات ومقر البرلمان.
وكان قرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إدماج الطلبة العائدين من أوكرانيا بالمدارس والمعاهد الوطنية ذات الاستقطاب المحدود، قد قوبل بالرفض والاستنكار من طرف الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم العليا بمعاهد وكليات الطب والهندسة معتبرين ان قرارا مثل هذا يضرب مباشرة مبدأ تكافؤ الفرص ويزيد من أزمة الاكتظاظ في ظل غياب مشاريع لتطوير البنيات التحتية لهاته المؤسسات.
تنسيقية الطلبة المهندسين بالمغرب، وجهت في هذا الصدد مراسلة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حول الموضوع لفتح حوار مباشر ومستعجل، لكن طلبها بقي دون رد.
وفي ذات السياق واجهت الطلبة العائدين من أوكرانيا مشاكل عديدة أقلها مشكل اللغة الفرنسية الذي وقف سدا منيعا أمامهم خلال اجتيازهم مباريات كلية الطب وطب الأسنان والصيدلة، وهو ما خلق جدلا جديدا بين أولياء أمورهم والوزارة الوصية متهمين إياها أنها لم تحترم مبدأ تكافؤ الفرص.
وكما كان مقررا اجتاز طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة العائدون من اوكرانيا، يوم السبت 24 شتنبر2022 ، مباريات الولوج لجامعات الطب الخاصة رغم التسهيلات التي قدمتها لهم الجامعات الاوكرانية ومنها على الخصوص التعليم عن بعد، لكنهم فضلوا استكمال دراستهم بالمغرب رغم العراقيل والمشاكل التي تواجههم لكنهم أظهروا عدم رضاهم عن الظروف التي اجتازوا فيها الامتحانات. الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا تأسفت لكون البيداغوجية المتبعة في أوكرانيا و اللغة التي كان يتابع بها الطلبة دراستهم بهذا البلد لم يتم احترامها.
وفي هذا الصدد صرح اليوسفي عبد القادر، رئيس الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا، أن «الكثير من المشاكل واجهت الطلبة العائدين من أوكرانيا بكلية الطب والصيدلة، حيث إن الامتحان كانت مدته ساعة ونصف، بالإضافة إلى أنه يحمل مئة سؤال بالطريقة الكندية QCM، كما اعترضت الطلبة عدة مشاكل من ضمنها أن أغلبية الأسئلة كانت تتخللها المصطلحات الطبية المختصرة، بدون الإشارة إلى المصطلح بأكمله، مما جعلهم يضيعون الأجوبة، علما أن هؤلاء الطلبة كانوا يدرسون باللغة الإنجليزية والأوكرانية والروسية والامتحان كان باللغة الفرنسية».
وهو الأمر الذي اعتبره رئيس الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا «مسألة تعجيزية لم يؤخذ فيها بعين الاعتبار، أن اللغة التي كانوا يدرسون بها هي الإنجليزية والأوكرانية والروسية، ما دفع أغلبية الطلبة إلى التوقيع على ورقة الحضور والخروج من الامتحان».
وقال ذات المتحدث إن الطلبة كانوا يفضلون اجتياز المباريات باللغة التي كانوا يدرسون بها لكن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اعتبرت أن هذه المباراة تدخل في إطار إدماجهم في النظام التعليمي المغربي. وهو ما يشكل عائقا جديدا أمام هؤلاء الطلبة حتى بعد إدماجهم في الجامعات المغربية وهو ما حدا بالمتحدث إلى دعوة مختلف المتدخلين إلى تقديم يد العون لهؤلاء الطلبة حتى يجتازوا هذا المشكل.
وبخصوص أعداد الطلبة الذين اجتازوا المباريات أكد المتحدث أن «اللوائح التي تم الإعلان عنها والتي تحمل 700 طالب غير حقيقية، حيث تواصل معنا العديد من الطلبة الذين قالوا إنهم لم يقوموا بالتسجيل في هذه المباراة، وأنهم لا يريدون الاندماج في الجامعة الخصوصية، إلا أنهم وجدوا أسماءهم في هاته اللوائح، ما يعني أنها غير حقيقية «.
المشاركة الخجولة للطلبة العائدين من أوكرانيا في هذه المباريات راجع حسب المتحدث لرفضهم للحل الذي قدمته وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار ورغبتهم في الانتساب الى التعليم العمومي كباقي الطلبة المغاربة.
بالنسبة لرئيس الجمعية الوطنية لأمهات وآباء الطلبة المغاربة بأوكرانيا فإن على المغرب الاستفادة من هؤلاء الطلبة باعتبار ما يعانيه من خصاص على مستوى الموارد البشرية العاملة بالمجال الطبي عن طريق تقوية الجسم الطبي ببلادنا وإعطائه دفعة جديدة وذلك بتدريبهم وتأطيرهم التأطير الجيد الذي سيخول لهم الاستجابة للحاجيات الملحة للجسم الطبي ببلادنا.
يذكر ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار كانت قد أعلنت انها توصلت بعد مسلسل تشاوري شمل جميع الشركاء بإشراف من الوزير إلى حلول عملية واتخذت مجموعة من الإجراءات والتدابير التي من شانها ضمان استمرارية مسار الطلبة العائدين من أوكرانيا والحصول على ديبلومات تسلمها مؤسسات التعليم العالي معترف بها من لدن الدولة .
وفي هذا الإطار أعلن الوزير أن طلبة الطب وطب الأسنان و الصيدلة سيدمجون في الجامعات المغربية الخاصة بعد اجتيازهم مباريات وهو الحل الذي تم رفضه من طرف فئة كبيرة منهم مطالبين بإدماجهم في الجامعات العمومية المغربية .
للإشارة فان عدد الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا يبلغ حسب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي المسجلين في المنصة الالكترونية التي أحدثتها الوزارة 800طالب واجهوا منذ عودتهم رفض طلباتهم في الإدماج بالجامعات العمومية خصوصا بكليات الطب والهندسة فرغم طموحهم في الانتساب إلى هذه المؤسسات العمومية معتبرين ذلك حقا مشروعا إلا ان طلبة الطب وغيرهم لم يتوقفوا عن التعبير عن الرفض المطلق لهذه المطالب معتبرين أن إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا في الجامعات المغربية العمومية سيؤثر بشكل سلبي على جودة التعليم بهذه المؤسسات، وأن المبدأ الدستوري في تكافؤ الفرص وجودة التعليم النظري والتطبيقي المقدمة في المؤسسات الجامعية التي تعرف اكتظاظا كبيراـ خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال .»
بعد سلسلة من المسارات والبلاغات والاحتجاجات والأخذ والرد بين الطلبة وأوليائهم من جهة والوزارة الوصية من جهة ثانية وكذا طلبة الطب والهندسة وباقي التخصصات بالكليات والمعاهد المغربية، يبدو أن مشكل الطلبة المغاربة بأوكرانيا والجدل الذي أثير حول إدماحهم لا يزال بعيدا عن الحل الذي من شأنه أن ينقذ هؤلاء الطلبة وأولياء أمورهم من ضبابية تخيم على مستقبلهم منذ رجوعهم إلى المغرب، الذي يتشبثون بحق الانتساب إلى معاهده وكلياته .


الكاتب : خديجة مشتري

  

بتاريخ : 06/10/2022