حلّ انطلاقا من أول أمس الأربعاء عدد من الأطباء البياطرة المتطوعين بمجموعة من الدواوير في كل من إقليم الحوز وشيشاوة وتارودانت إلى جانب ورزازات، التي تعرضت للهزة الأرضية التي شهدتها بلادنا ليلة الجمعة – السبت الأخيرة، وذلك من أجل فحص الدواب والمواشي التي نجت من تبعات الزلزال، والتي تعتبر مورد عيش ووسيلة تنقل وعمل لساكنة هذه المناطق الوعرة.
وقطع الأطباء البياطرة العديد من الكيلومترات قبل أن يترجّلوا من مختلف وسائل النقل التي نقلتهم إلى هناك لمواصلة السير على الأقدام، وسط الحجارة والأتربة ومخلّفات الهزة الأرضية من أجل الوصول إلى بقايا إسطبلات للكشف عن الأغنام والأبقار وباقي الحيوانات، التي تعيش في هاته الدواوير، بهدف تقديم المساعدة إليها، في صورة ترسخ هي الأخرى لمظاهر الرحمة والإنسانية والتضامن التي حضرت بقوة بعد هذه الفاجعة.
وأكد الدكتور بدر طنشري الوزاني، رئيس المجلس الوطنية للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة في تصريح خصّ به «الاتحاد الاشتراكي»، أن الأطباء المتطوعين قاموا بتدخلات ذات طابع استعجالي لمجموعة مهمة من المواشي والدواب والحيوانات التي وجدوها حيّة، إما مصابة أو سليمة، وإن كانت تبدو على هذه الأخيرة علامات التعب والإرهاق وتبعات الجوع والعطش مما اُثر على وضعيتها الصحية. وأوضح المتحدث أنه تم تمكين الدواب والمواشي من لقاحات عبارة عن مضادات للطفيليات إلى جانب فيتامينات، مبرزا أنه تم الوقوف على تعرض خيول وبغال وغيرهما من الحيوانات المختلفة لكسور وإصابات مختلفة جراء الزلزال.
وشدد الدكتور بدر طنشري الوزاني في تصريحه للجريدة، على أن عدد الوحدات التي كان قد قرر المجلس الوطني إحداثها قد ارتفع، وذلك من أجل تغطية عدد أكبر من الدواوير، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية الني نوّهت بالمبادرة وأكدت على ضرورتها، مشيدا بالتدخلات التي تم القيام بها في هذا الصدد وبالدعم الدوائي الذي توصلت به الهيئة، إضافة إلى تخصيص المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية «أونسا» لعدد من المرافق التابعة له حتى تكون كنقط لتخزين الأدوية التي تم جلبها، وذلك في كل من تارودانت وشيشاوة وأمزميز.
وكان المجلس الوطني للهيئة الوطنية للأطباء البياطرة قد أعلن يوم الأحد الفارط عقب انعقاد هذا الجهاز التنظيمي عن تخصيص مساهمة مالية باسم المهنة البيطرية في الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال الذي عرفته المملكة المغربية، إلى جانب إحداث أربع وحدات صحية بيطرية ميدانية بكل من أقاليم الحوز، شيشاوة، ورزازات وتارودانت، وذلك بعد التنسيق مع السلطات المحلية، التي سرعان ما تم الرفع من عددها بناء على الاحتياجات الميدانية التي جرى رصدها، وذلك من أجل توفير الإسعافات الأولية للماشية و الدواب التي تضررت بسبب الزلزال.
