الإنتاجات الرمضانية: تكرار وافتقار للجودة

 

يأتي شهر رمضان وتأتي معه الإنتاجات التلفزية التي تعرضها القنوات المغربية خلال هذا الشهر الفضيل، إذ يستقبل المشاهد المغربي كما وفيرا من الإنتاجات المختلفة من حيث الجنس الفرجوي (سيتكومات، أعمال درامية، مسلسلات كوميدية وغيرها…) تبث معظمها وقت الإفطار والتي لا ترقى لتطلعاته و ذوقه.
انتقد العديد من المتتبعين والنقاد بقوة جودة الإنتاجات لهذه السنة لا على مستوى الكتابة الدرامية ولا الأداء النمطي للشخصيات المجسدة.
وبعد التصفح بمنصات التواصل الاجتماعي، يرى بعض متتبعي الأعمال الدرامية لهذا الموسم، أنها تطرح ظواهر وقضايا المجتمع المغربي بشكل مبالغ فيه و مغلوط، تروم الى توجيه جيل كامل لتغيير رؤيته لهذه المشاكل. و كمثال للذكر “دار النسا” الذي يطرح مجموعة من قضايا الشارع كالإعتداءات والعلاقات الغير الشرعية والتجارة في المخدرات وتسلط الضوء على قوة النساء في المكر والخداع.
وفي مقارنة مع أعمال تعرض في مواقع التواصل الإجتماعي- منصة اليوتيوب- نجد إنتاجات احتلت المركز الأول من حيث نسب المشاهدة وتلقى شكر وانتقاد إيجابي واسع كسلسلة “السي الكالة” التي يعالج فيها الفنان الكوميدي باسو المشاكل الحقيقية في المجتمع كتدبير المرافق العمومية، وهذا لا نراه بالقنوات التلفزية المغربية. و بمسلسل “جوج وجوه” الذي يعالج ظاهرة التسول التي تؤرق الشارع المغربي، وقد علق الكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي على أهمية معالجة الظاهرة، بينما آخرون ينصحون بعدم الوثوق بطريقة معالجة القضية ،موضحين أنه يوجد العديد من المحتاجين المتسولين الممارسين للمهنة.
وعبر الجمهور المغربي كذلك عن رغبته بدمج مجموعة من الفنانين المتألقين في الأعمال الرمضانية سواء الدرامية أو الكوميدية وخلق تنوع ملحوظ في محتوى هذه الإنتاجات.
ومع كل هذه الإرتسامات والتطلعات، يبقى المشاهد المغربي يطرح الكثير من التساؤلات حول الأسباب المؤدية إلى إنتاج مثل هذه الأعمال التي تفتقر للجودة علما أن الساحة الفنية المغربية تحمل العديد من كتاب السيناريو والمخرجين والممثلين الأكفاء.


الكاتب : فدوى عديل

  

بتاريخ : 01/04/2024