الدكتور سعيد عفيف لـ «الاتحاد الاشتراكي»: البرنامج الوطني للتمنيع منح لأطفال المغاربة مناعة صحية جد مهمة

خبراء يسلّطون الضوء في الأسبوع العالمي للتلقيح

على أهمية اللقاحات في مواجهة الأمراض الفتّاكة

 

أكد الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس أنفوفاك المغرب، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن البرنامج الوطني للتلقيح يتضمن 13 لقاحا، ساهمت كلّها في منح مناعة صحية جدّ مهمة للرضع والأطفال ومكنت من تحقيق تغطية تلقيحية تبلغ نسبة 95 في المئة، الأمر الذي أفضى وبشكل كبير إلى القضاء على العديد من الأمراض كشلل الأطفال والكزاز والدفتيريا، وعزّز من القدرة المناعية للملقّحين في مواجهة الأمراض الفتّاكة، مما انعكس إيجابا على تقليص نسب وفيات الأمهات والأطفال دون سن الخامسة.
وأوضح الخبير الصحي في تصريحه للجريدة بأن اللقاحات تقف سدّا منيعا في مواجهة الأمراض للحدّ من تداعياتها الصحية الوخيمة، مما يساهم في تقليص كلفة العلاجات الثقيلة، ويحول دون السقوط في نتائج التبعات المرضية الأخرى ذات الأثرين الاقتصادي والاجتماعي، وما يرافق ذلك من تعطيل دراسي أو تغيب عن العمل وغيرها من المظاهر الأخرى التي تكون الأمراض سببا فيها. وشدّد رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية على أنه بالرغم من كون البرنامج الوطني للتلقيح هو يضاهي برامج التلقيح في كبريات الدول فإن الجهود تتواصل من طرف كل المتدخلين والمعنيين، سواء تعلق الأمر بالمرصد الوطني لحقوق الطفل أو وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لتطويره أكثر بإدراج لقاحات جديدة، كما هو الحال بالنسبة للقاح المضاد لسرطان عنق الرحم، هذا المرض الذي له كلفة صحية واقتصادية واجتماعية جد ثقيلة.
وأبرز الدكتور عفيف، بمناسبة تنظيم أنفوفاك المغرب والجمعية المغربية للعلوم الطبية بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمرصد الوطني لحقوق الطفل والوكالة الوطنية للتأمين الصحي ومجموعة من الجمعيات العلمية المختصة في طب الرضع والأطفال والنساء، لفعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح، خلال الفترة ما بين 22 و 27 أبريل، أن الطفلات المغربيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 9 و 14 سنة يمكنهن الاستفادة من هذا اللقاح، الذي تكفي جرعة واحدة منه خلال هذه المرحلة العمرية، ووفقا لخلاصات الدراسات التي أجريت في أستراليا ونيوزلندا وغيرهما، لمنحهن مناعة كافية ضد سرطان عنق الرحم الذي يحتل المركز الثالث في قائمة السرطانات التي تصيب النساء بعد كل من سرطاني الثدي والغدة الدرقية، وهو ما من شأنه أن يحمي نساء الغد اللواتي هن عماد المجتمع وعموده الفقري.
ونبّه الدكتور عفيف في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى أن التراخي في الإقبال على التلقيح يؤدي إلى نتائج عكسية، مستدلا على ذلك بالبؤر الوبائية التي تتعلق بمرض الحصبة المعروف بـ «بوحمرون» التي ظهرت في بلادنا مؤخرا، مما دفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لإطلاق حملة وطنية استدراكية للتلقيح انخرطت فيها مكونات وزارة الداخلية لإنجاحها، والتي تعرف مساهمة الأطباء والممرضين وعموم الفاعلين الصحيين في القطاعين العام والخاص لبلوغ النتائج المتوخاة منها. وأكد المتحدث على أنه متى توفر لقاح ضد مرض معين فذلك يشكل مناسبة يجب اغتنامها من أجل تحصين الجسم منه ومن تداعياته، مشددا على أهمية تعزيز الجانب الوقائي واتخاذ ما يلزم من تدابير ليكون الولوج إلى اللقاحات في القطاعين العام والخاص في متناول جميع المواطنين بعيدا عن كل هاجس وإكراهات مادية قد تحول دون ذلك.

صحافي متدرب


الكاتب : سامي القلال

  

بتاريخ : 25/04/2024