الشعر العربي الْعُبُورُ مِنَ الْيَبَابِ إِلَى الْخُصُوبَةِ

(1) اَلْعُبُورُ وُجُوداً:

لم تكن القصيدة، وهي تؤثث صحراء العرب، تظنّ أن مسارها الإنشادي سيكون قريبا من اجتراح كينونة مجتمعة حول الأطلال المتعبّدة في الفراغ، والناقة تلوي عنق الكثبان والمعابر، والحبيبة/ الخليفة في انتظار أنفاس الشاعر اللاهثة، صورة تجعل القصيدة في حالة اختيال وانتشاء وتغنّج، لذا كثرت جنيّات الشعراء وهن يحملن هويات مختلفة وجينومات قادمة من أعماق الخرافات والأساطير، وفي هذا تأكيد على أن الشعر، في جوهره، يستقي وجوده من نسغ الوحي، إلا أنه ظل قرين الحيز الجغرافي المسيّج بنسق عقلي لايؤمن إلا بالثابت، والثبات سمة من سمات الاجترار والسبك على منوال صوت هذه الجغرافيا الممتدة في اللامحدود، فكان التيه سؤال الذات في مجابهة العالَم.
إن العبور وجودا يظل قاصرا وغير مكتمل؛ في ظل هذه الأنفاس الصاعدة من ثقوب الدّمن، التي تنفخ في ناي المكان البقاء، الذي ماهو إلا تجسيد لرهبة الفناء، وتسريح لعقال الذات كي تنصب العداء لما سيعترضها من منافٍ تؤثث الوجود، وتقود إلى العدمية. وهذا العبور لم يكن مجرد عبور بلا أثر بل كان عبورا مليئا وطافحا بالسؤال الوجودي، الذي قضّ ولايزال يقضُّ مضاجع البشرية، وقلَب موازين عديدة لمن يعتقد أنه قادر على مجابهة المصير بإرادة الغابة. وهذا ما مثلته الحروب التي اتّقدت حدّتها بين قبائل بني يعرب، بغية محو آثار العبور والتفرّد بعصمة الاستمرارية في متاهات الحياة. وهو عبور بالدم والحبر معا، وفي هذا انتصار للنشيد القريب من إيقاع الحياة.
في مناخ القلم والسيف تضيع المسافة بين الحياة والموت، بين الجمال والقبح، بين الوجدان والعنف، بين البوح والنوح، بين الوهج والرّهج، بين الحلم والحقيقة، فكانت القصيدة جسرا للمصالحة بينهما حيث اللغة تنتصر للكلام وتنبذ دم السيوف. فظلت القصيدة تبحث عن عبورها قرونا معدودة دون بلوغ رشدها في زمن تداخل الفكر والمنطق مع الشعر؛ لتتحول القصيدة إلى مرآة تجلّي وجودا ناقص المناعة، لا يمتلك القدرة على ترْك السّرب والتحليق منفردا ومتفردا في سماء الإبداع. فحفل بصوت الخارج مجرّدا من نداء اللحظة الحضارية. فتغيرت الرؤى لتكتب العالَم بصيغ أخرى تختلف باختلاف الزمان والمكان، وتوجّه الشعر إلى الانغماس في الحياة، راسما ملامح قصيدة تبتغي الانسلاخ من صوت الفيافي الذي أصبح مبحوحا، مخنوقا بهواء مغاير، ورياح تأتي من جهة يسار الحياة، حيث اللغة شفافة ونابضة بروح جديدة، روح تنبعث من عمق سؤال حضاري كامن في وجود يشهد حركية الكائن ورغبته في استفزاز الممكن؛ بالتمرّد عن السائد وارتياد أفق يشع بشمس الذات القادمة من جوهر الشعر ، من النداءات التي تعجّ بإشكالية التجربة كأفق يؤسس لمنظور يخالف صوت الصحراء.

(2) الْعُبُورُ إِلَى حَدَاثَةِ التَّجْرِبَةِ:

فاجتياز عتبة الصوت والدخول إلى مجاهل النداء كان يتطلب جرأة الاقتحام والذهاب بعيدا في مخالفة الكائن الشعري ذي الهوية الطللية، والانهمام بالأناشيد الصادحة بلسان آدم وهو يطرز الصحراء بلواعج الحقيقة وانفطار أجنة الخيال أمام عظمة الفراغ. مما جعل اليد مقيّدة غير متحررة من عتمة الموتى والراسخين في ملاذات الإنشاد، والذات أسيرة لا تستطيع فتح منافذ للعبور إلى التّيه المشبوب بالمخاطرة والمغامرة. لهذا ففي ظل الماضي كانت القصيدة ترسم كيانها المأسور ، من خلال، التشبث بخيوط القوالب الموضوعة سَلَفا والعيش في زمن خارج السؤال، وهي خيوط واهمة واهية حين تنشبك تسجن الذات وتقذف بها إلى مآزق التشابه والاحتذاء، لكن هذه الحال لم تدم طويلا، فبفعل مكر التاريخ وإبدالات الزمن ستسافر القصيدة بعيدا؛ لتحتفي بالحياة وتؤرخ جدلية الذات مع أسئلة جديدة تحتّمها صيرورة الإنسان والواقع…
نعبر الدهاليز المعتمة نطرق أبواب المجازات، نلج ما لم ندخله من قبلُ، نطلّ من نوافذ الاستعارات التي تؤسس لمتخيلات مشرعة على ذاكرة الحلم، حيث الشعراء يؤسسون مداخل جديدة للشعرية العربية، تاركين صوت القبيلة يكتب سيرة الفراغ، وغبار السيوف والخيول، لنعانق نداء المدينة وما تلاها من تحويلات، ونطارد فراشات الحياة الجديدة، ونحترق بمجرّد ضوء العالم يُهلّ علينا من خلف حجب الخلفاء، فجاء الصحو ليمحو صوت البعيد تاريخا في الشعر ،وينهج كتابة حداثة مازالت في حداثتها الأولى،فتم إعلان حروب على الضوء من فقهاء القديم، الذين تمترسوا خلْف قداسة اللغة بدعوى تخريبها بخيال يقوّض هذه المتاريس المفتعلة والكابحة؛ لإرادة الدواخل المفعمة بنَفَس جديد. هذا النّفس المتقد رغبة في نسج قصيدة تفتخر بصناعة الجمال وتحتفي بعوالم الجدّة والتجديد، إذ لم تبق القصيدة رهينة العتبات الحاجبة نداء الخلْق، والكتابة الجارحة بياض السكون والجمود، والشارعة بياض الإبدال والتحوّل، ورغم هذه الحروب الشعواء والشنيعة لم يزد الشعراء المارقين عن القدامة إلا إرادة في تأسيس لكتابة لا تؤرخ بقدر ما تراود الخيال الجامح والمتمرّد، وفي هذا عبور نحو الذات ليس بدلالاتها الضيّقة، ولكن بإيحاءاتها المشبوبة برحمة اللعنات . لعنات الشعر النابض بسكرات اللغة وهي في أوج يناعتها الخيالية.
لم يكن العبور إلى الحداثة يسيرا، في البدايات الأولى، بل محفوفا بمخاطر نسق ثقافي هويته رعاية الموتى والعناية بالأشكال المتحجرة، والشعر الخارق يأبى الإقامة في الكهوف، لكونه يعشق الضوء ويفتح أفق كتابة شعرية مقوّضة وبانية لشعرية عربية تذهب إلى ما لا ينحد.

(3) اَلْعُبُورُ إِلَى حَدَاثَةِ الْأَثَرِ :

الشعر جمرة تتوارى خلف رماد الوقت وسؤال الهاوية، تستوطن الجغرافيات البعيدة عن سطح المعنى، المدثرة بأسرارها الغامضة والقادرة على مراودة الرؤى والأحلام، وهي تقيم في منافي الرغبة والأهواء المدفونة في الداخل، والمنفصلة عن الخارج الذي يخنق هذه الجمرة ويُرديها خمودا وفتورا، لذا نجد الشعراء يحملون جمرتهم في جوانحهم وتأملاتهم الضاربة حدود اللانهائي، تقودهم تلك الغيوم السابحات على بياض الوجود إلى ما تخوم الوجود، حيث الأرض كانون اشتعال وتوقّد الجمرة اللعينة، ليطاردوا وجودهم بكتابة تتجرّد من الطابوهات، التي تقيّد الإرادات والرغبة في التّرحال صوب المناطق الملغومة بألغام الشّك والحيرة، وعدم الركون إلى الكائن النصّيّ في الشكل والمحتوى، لذا نجدهم يعبرون الحياة، مدججين ببساطة الأشياء وعمق الرؤية وطراوة اللغة.
إن جمرة الشعر تضيء الحدائق الشّعرية قبل حرائق الذات، وتشرع طرقا غير مسلوكة في الكتابة، لكونها تؤسس لحياة مشتعلة بديمومة الاختراع والابتكار ، فلا موانع تحدّ من توهج هذه الجمرة وتمدّدها مُكابدة، لتزيد الذات انعتاقا من القيود والمواضعات والذهنيات المتخلّفة عن الوعي بالحاضر وإبدالاته وبالمستقبل ومفاجآته، فالشعر الذي يقتفي الآثار بدون رؤية كالأعمى، والذي يوقّع وجوده بأنفاس الموتى لن يكون له وقْعٌ يذكر، بل عليه أن يختلق كيانه من متلاشيات الجمرة، وينفخ فيها لتزهر من جديد، فتتجدّد الكتابة الشعرية وتغير جلدها لتعلن وجودها كما يليق بالحياة.
من طبيعة الشعر اللعنة، لعنة التمرّد والانفلات من سلطة الماضي ليس رفضا، ولكن لتأسيس سلطة متحررة من أوامر هذا الماضي ومتعلّقة بالحاضر في ارتجاجاته وبالمستقبل في غوامضه ، لأن الشعر يأبى الخضوع لناموس الجمود والتّكلّس، مادام محتده العصيان وتحطيم قضبان الاتباع بعماء نظري وفعلي.
لعنة الشعر في قدرته على افتراع الغوامض وتفتيت الموحّد، وتوحيد المتعدّد، وبهذا يتمكن الشعر من تشييد هويته الخارقة والمفارقة للهويات القائمة التي تؤمن بالمحافظة على ثباثيتها وسكونيتها، فاللعنة خرق واختراق يؤسس لكتابة شعرية تعتمد على التحويل والتقويض.

(4) جُرْحُ الْعُبوربِاعْتِبَارِه خَرْق الْمَضَايِقِ:
.
الكتابة عبورٌ من الجلَبة إلى الصّمت،من الصّدى إلى الأثر، حيث البياض في حالة جذَلٍ داخليّ؛ وهو يتحوّل إلى فضاء لتشكّل اللّغة صوراً ولوحاتٍ رمزيةً مترعةً بالإيحاء والرموز والتشبيهات، المجازات والاستعارات، بل هي سيرة الذات المبدعة منذ الصرخة الأولى، التي أعلنها آدم؛ وهو يخطو أولى خطواته على الأرض كمقام لمحنة وجودية ولتيه أبديّ، مجال الشكّ والسؤال والتًيه هذا المثلث الوجودي هو المحدّد الأساس لتاريخ الجسد والذاكرة والتجربة، بدونه لا يمكن أن يتشكّل الوعي بالكينونة، لذا فالشاعر ، وهو يصغي للشعر مشيا، لايقف عند حدود الذات؛ وإنّما يفتح نوافذ أخرى، من خلالها، يُضيء الخارج لينخرط في سؤال الدّاخل، ولاغرابة في ذلك مادام منذوراً لجرح العبور، هذا العبور المفتون بالانخطاف تارة وأخرى بالانغماس في وهج النّار البروميثوسية ليقتبس منها حرارة الوجود والتجربة.
هكذا الكتابة تشرَعُ امتداد الوضوح والالتباس، الضوء والعتمة، الظاهر والباطن، العميق والسطحي لبلوغ الذي لا يُبْلَغُ، وهنا مكمن شعرية الكتابة باعتبارها التّجسدُن الأمثل بعدم العودة إلى استعارة الصحراء، بل بالبحث عن استعارة النهر، وبين الاستعارتين اختلاف وخلاف، حيث الأولى مرتبطة بالتخييل المرجعي في حين أنّ الثانية متعلّقة بالأفق الباطني/ الداخلي، أي المتخيّل الآتي من شقوق الذات وهذياناتها، على أساس أن الهذيان جسر معلّق بين الهوية والهاوية، فشاعر الاستعارة الأولى يؤمن بأنساق جماعية في حين أنّ شاعر الاستعارة الثانية جاحد بثقافة القبيلة، متشبّع بأنساق ذاتية/ فردية وكونية، فبها وفيها تتشابك السيرة والذاكرة والتجربة والمعرفة في نسيج الكتابة مولّدة أفقاً يتغنى بالغياب ويسهر على إنارة العتمات، ويمارس لعبة المواربة. إنها كتابة تترك اليباب منزويا في شراهته وعزلته لمطاردة النشيد وتهجد الرمال في شساعة الأطلال. فاستعارة الطلل ماهي إلا محاولة للوقوع في فخّ الصوت، ففيه تختلط النداءات الجمعية مما يغيّب نداء الذات، بينما استعارة النهر سفر من الينبوع إلى رحابة المدى ويقظة المجاهيل في كوامن التائهين في ملكوت المنافي، وذاك جرحٌ يُواشج بين المحنة واللعنة، فالمحنة مقترنة بالألم واللعنة بالمخاطرة و المغامرة، ومن رحمها تتولّد القصيدة يانعة الدهشة، يقودها المفاجئ إلى المتعة والغواية.

(5) الْعُبُورُ كَتَأْوِيلٍ لِلْعَالَمِ:

إنّ جُرْح العبور من مضايق اللغة انتصار للإبداع الأثر، لأن العودة إلى هوية القصيدة انتقاص للرغبة في اقتحام المجهول واختراق الجغرافيات المنسية، وفتح مداخل جديدة للكتابة، بل عودة تقتل المشي في الطّرقات والشوارع الضاجّة بسؤال الفرد وكينونته، بمكابدات محنة الخلْق التي تتعرّض لكل أشكال النفي، مما يقيّد الذات بقيود الموتى وتغدو عاجزة عن المشي شعراً، ويحول دون بلوغ اللعنة باعتبارها الهاوية الحقيقية التي تؤسس لكتابة متخففة من سلطة الهوية كانتماء لليباب و شلل في تقويض الماضي وتشييد مستقبل الشعر، فتجربة اليباب تقتصر على الإقامة في المعلوم، في المقابل تجربة الخصوبة تتجاوز المعلوم إلى المجهول كمغامرة في السّفر والآن ذاته مغايرة، وبينهما توجد اللغة التي بإمكانها الاختراق، فبدونها لا يمكن الحديث عن الإبداع، ويمكن اعتبارها دالّاً نصيّاً ينسج مدلولاً ما، فلغة المعلوم تامّة الدلالة تحاكي العالم حرفيّا، ولغة المجهول غير مكتملة التأويل لا تسمّي بل تنهج المواربة والاختفاء، وكل لغة تكون محمّلة برؤية للعالم ومشحونة بنسق اجتماعي وثقافي معين. وهنا مكمن الاختلاف بين الموت والحياة، بين النور والنّار، بين المسمّي واللامسمّي، بين الهوية والهاوية، فالهوية إقامة على الأرض بينما الهاوية نزول إلى العوالم السفلى للكائن والكون.
والتجربة ترعى المضايق وتسعى إلى انتشال العالم من وحدانيته إلى تعدّدية أصلها المفارقة والمخاطرة، لأنهما السبيل للخروج من عقم اللغة والدخول إلى مضايقها، أخذا بعين الاعتبار الفروق القائمة بينهما، فعقمُ اللغة مثْلبةٌ بينما مضايق اللغة منْقبةٌ تلزم الشاعر لوحده؛ وبها يتميّز ويختلف، في الوقت الذي تؤسس التجربة عوالمها المتخيّلة ارتكازا على الإحالة المرجعية بتفرعاتها المعرفية والفكرية والحياتية، وبالإحالة الوظيفية ذات البعد الجمالي أي الشعرية بتمفصلاتها الكامنة في إضفاء سمة الهاوية على التجربة، إنها رحلة الذات في الوجود بالمعنى الأنطولوجي، وليس بالمعنى العابر. من هنا تشرع التجربة في الانتساب إلى المجهول والمدهش، ومطاردة المنفلت والغامض.
فلغة الهاوية لغة الأعماق تثير ارتباك السطحي بالعميق المقيم في اللانهائي، وتخلخل المواضعات سواء في الموضوعات والأشكال، وتخلُق الكتابة المشاكسة والمتمرّدة. الكتابة التي تقولُ العالَم تأويلاً لا تقليداً. كتابة تخرِقُ الحدود لإبداع علاقات جديدة في بنية اللغة ومضايقها، وتبتدع وجودها الدلالي من طين الهاوية. ذاك عبورٌ محفوفٌ باختبار ومخاطرة ومغامرة ومغايرة يراهن على الآتي، ويتخلى عن الهوية المستعادة التي تجعل المعنى محدوداً والعالَم أكثر ضيقاً ونقصاناً، ليعلن الهاوية تأويلاً جديدا لهذه الهوية بلبوسات الاختراق والخروج عن طاعة الأصنام. الأصنام الحارسون الموت والراعون لليباب المستشري في هوية القصيدة النائمة بين الأوتاد والأعمدة متناسية أن الريح تأتي هوجاء تحمل أركان الخيمة؛ لتترك عراء القصيدة تحت رحمة الجمود يطوّقها الموتى والاجتراريون، وهذا بيانٌ على أنّ العبور من اليباب إلى الخصوبة يطرح سؤال الكتابة المضني والقادر على الانتقال من الهوية إلى الهاوية.
فكتابة الهاوية متاهة تتيح القدرة على اختراق الكائن إلى الممكن الغامض والمثير لاشتهاء اللامحدود، ولعلّ في هذا العالم ما يحفّز على جعل الكتابة مطية للتّرحال في منافي الذات ومطاردة الوجود بأسئلة ذات غايات مثلى، تسعى إلى الوعي بقيمة الفرد داخل عالَم متحوّل، متغيّر، ومُربِك للعقل، خصوصا في ظلّ هذه الهزّات المباغتة والمقوّضة لكلّ الاحتمالات الممكنة، هذا الفرد الذي يدخل غابة الوجود، غير أن الدخول إلى فضاء يبقى في حكم الغموض والالتباس، يحتاج إلى ترسانة المغامرة. ومن تمّ تغدو الكتابة وسيلة من الوسائل، التي بإمكانها أن تأخذك إلى مغامرة ممزوجة بلذة الاكتشاف، اكتشاف مجرات الذات الحائرة والقلقة والمتوتّرة، ومجرات الكون المحيّر والمحفّز على مراودة المسارات المفضية إلى متاهات أكثر إثارة، لطرح استفهامات حول ما يزخر به من عوالم لامتناهية.


الكاتب : صالح لبريني

  

بتاريخ : 25/03/2022