المعرض الوطني للفخار والزليج بفاس

من أجل التعريف بموروث ثري
والحفاظ على الخصوصية الإبداعية للحرفيين

 

بمجرد افتتاح المعرض الوطني للفخار والزليج البلدي الذي انطلقت فعالياته يوم20 دجنبر الى غاية 29 منه، أخذت أفواج المواطنين والمواطنات بفاس وغيرها من المدن المغربية تهب لزيارة مختلف الأروقة التي أقيمت على مساحة 4000متر مربع بفضاء ملعب الخيل والتي عرض فيها العارضون والعارضات تحفا فنية متنوعة تشتمل على أوان فخارية وزهريات وصحون وقرميد وآجور وغيرها. وقد تم تسجيل إقبال ملحوظ على اقتناء المنتجات الفخارية المتنوعة من طرف الزوار، مع تنظيم زيارات لعدد من الأطفال الصغار الذين يتابعون دراستهم في المستوي الأول بالتعليم الخصوصي ليتعرفوا على هذا المنتوج الوطني حتى يترعرعوا متشبثين بأصالتنا المغربية وحضارتنا التليدة. ولعل ما يسترعي الاهتمام أيضا هي الأروقة المخصصة للزليج البلدي الفاسي الأزرق الذي استلهم منه عدد من التشكيليين المغاربة لوحاتهم الفنية والتي يعجز القلم عن التعبير عن جماليتها، ومن ضمنها رواق سعيد بن أديبة الذي يعتبر من كبار الحرفيين في مجال الزليج بفضل ماقام به من أعمال إعادة التأهيل الكبيرة و موهبته الإبداعية في هذا الفن الأنبل في الحضارة العربية الإسلامية والموريسكية ، وهو المغربي الوحيد الحاصل على العضوية في الرابطة الدولية للفسيفساء المعاصرة. في حوارنا مع المسؤول عن الرواق أكد أن المعلم سعيد ساهم في تزيين أكثر من 300 مسجد في المغرب وفرنسا وعدد من الدول العربية والقصر الملكي بفاس، والرباط ومسجد الحسن الثاني بالبيضاء بالفسيفساء ،وحاليا يشتغل بطوكيو في متحف تعده اليابان للتعريف بصناعة الفسيفساء المغربي. وسلط المتحدث الضوء على أسماء بعض أنواع اللوحات الفنية للفسيفساء منها مخبل العقول والخمسيني بالقطيب العمري، والسبعيني بالخمسيني والتوريق المولف . وحول أثمنة المتر المربع لهذه التحف أوضح بأنها تختلف حسب الجودة .
الجدير بالذكر أن عبد المالك البوطيين رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناسن قال في كلمته بمناسبة الافتتاح الرسمي للمعرض الذي ترأسه والي جهة فاس مكناس وعمالها والمنتخبون، “إن اختيار فاس لتنظيم هذه التظاهرة الهامة يعود للمكانة الاقتصادية والاجتماعية والحضارية لقطاع الزليج والفخار بالجهة ، إذ تتوفر هذه المنطقة على بنيات تحتية هامة من بينها الحي الحرفي بنجليق بفاس والحي الحرفي الرميقة بمكناس ومركب الصناعات الحرفية بجماعة البيبان ودار الصانعة للفخار النسوي بجماعة بني سنوس إقليم تاونات “، مضيفا “أن المعرض الحالي يدخل صمن المعارض الموضوعاتية التي نهجتها الغرفة للتعريف بموروثنا في مجال الصناعة التقليدية الذي يشغل أكثر من عشرة آلاف صانع وصانعة يساهمون في الحفاظ على الخصوصية الإبداعية والجمالية لمحترفي الزليج والفخار..”، متابعا في نفس الكلمة “ونحن ننظم هذه التظاهرة نستحضر روح الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله الذي كان حريصا على الحفاظ على الطابع المعماري للمآثر التاريخية وإبراز النمط التقليدي بمختلف القصور، كما نعتز بمواصلة جلالة الملك محمد السادس السير على نهج أسلافه المنعمين للحفاظ على هذا الموروث الأصيل “.
وعلى هامش المعرض نظمت مجموعة من الندوات والورشات أطرها أساتذة باحثون من بينها “دور القروض الصغرى في تنمية الوحدات الحرفية للصناعة التقليدية ” و”خصائص ومميزات حرفة الخزف والزليج والبنية التحتية لقطاع الزليج والفخار بفاس ومكناس” وورشة حول “التربية المالية ” وأخرى حول “العلاقة بين القياسي والحرفي” وغير ذلك من الندوات والأنشطة ، بالإضافة إلى سهرات وأمسيات فنية أحيتها مجموعات موسيقية من مكناس وفاس.


الكاتب : محمد بوهلال

  

بتاريخ : 27/12/2019