المناضل الصلب المحفوظ كرينة والد الشهيد محمد كرينة يغادرنا في صمت

ودعنا المناضل الصلب، المحفوظ كرينة، والد الشهيد محمد كرينة، يوم الخميس الماضي، وقد ووري الثرى بعد صلاة الظهر بمسجد عمر بن الخطاب حي المسيرة، بمقبرة تليلا بأكادير يوم الجمعة 12 أبريل 2024.
وتحمل المرحوم المحفوظ كرينة ، بصبر وكبرياء، استشهاد ابنه الشهيد محمد كرينة بتاريخ 24 أبريل 1979، وهو لا يزال في عفوان شبابه ، إذ لم يتجاوز 20 سنة وهو المزداد سنة 1959. واستشهد في ذكرى يوم الأرض.
ولد الشهيد محمد كرينة سنة 1959 بمدينة أكادير. تابع دراسته بأنزا العمالية ثم بأكادير. التحق في ما بعد بمدينة الدار البيضاء. شارك في ذكرى يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس).
اعتقل في 17 أبريل 1979 من داخل ثانوية الخوارزمي بالدار البيضاء، حيث كان يتابع دراسته، إثر تدخل همجي للقوى القمعية وانتهاك سافر لحرمة المؤسسة، بتهمة «التضامن مع الشعب الفلسطيني»!!
قدم للمحاكمة في 23 أبريل 1979 رغم ظروفه الصحية الصعبة جراء التعذيب الوحشي الذي تعرض له. علما أن النيابة العامة رفضت طلب الدفاع بعرض الشهيد على الخبرة الطبية. وفي 24 أبريل لفظ الشهيد محمد كرينة أنفاسه الأخيرة.
شيع جثمان الشهيد محمد كرينة، يوم السبت 28 أبريل 1979، انطلاقا من مستشفى الحسن الثاني بأكادير، حيث أقيمت صلاة الغائب بمسجد لبنان في الساعة الواحدة زوالا بحضور الكاتب الأول عبد الرحيم بوعبيد ، وسط حشد هائل من الجماهير الشعبية والتنظيمات الحزبية والشبيبة وثلة من أصدقائه بالثانوية من الدار البيضاء والنعش ملفوف بالعلمين الفلسطيني والمغربي ودفن الشهيد بمقبرة احشاش أقديم بأكادير.
في كلمة التأبين التي ألقاها الكاتب الأول عبد الرحيم بوعبيد ورد في الشهيد :» كنت موضع إعجاب من طرف إخوانك وزملائك وأساتذتك الذين يشهدون بأخلاقك الكريمة وسلوكك المستقيم . كنت أمثولة في الجد والنشاط والوطنية والدفاع عن الطبقات المضطهدة . هذا هو ذنبك، أما ما أريد إلصاقه بك من تهم ملفقة يريدون إلصاقها بمنظمتك». وأضاف : « إن الدرس الذي يجب أن نتعلمه من هذا الشاب البطل هو الصمود والثبات والتحلي بروح المسؤولية».
وقام وفد نيابة عن المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية والكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات وأعضاء من مكتبي فرعي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأكادير وأنزا، وأعضاء من الشبيبة الاتحادية بتزنيت، بزيارة تأبين وتقديم تعازيهم الحارة لعائلة الشهيد محمد كَرينة شهيد الشبيبة الاتحادية في وفاة والدهم المشمول برحمته العم المحفوظ كَرينة ولد أهل المعلوم، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي الله «إنا لله وإنا إليه راجعون». تخللتها كلمات باسم الشبيبة الاتحادية قدمها الكاتب الجهوي الأخ الهادي أنور ومنظمة النساء الاتحاديات قدمتها الأخت فدوى الرجواني وكلمة الحزب قدمها الأخ الإمام دجيمي باسم الاتحاديات والاتحاديين، وتناوبت الأخت ربيعة والأخ خالد كرينة باسم عائلة الشهيد، على شكر حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على تعزيتهم ومؤازرتهم للعائلة في هذا المصاب الجلل، مع دعوتهم لكافة الاتحاديات والاتحاديين بالالتزام بخط الحزب والصبر على مواصلة النضال من أجل الوطن والتوجه التقدمي للحزب.. واختتم اللقاء بقراءة الفاتحة على روح العم المحفوظ كَرينة والمرحومة مِّي زهرة، وشهيد الشبيبة الاتحادية محمد كَرينة.

وداعا أيها الشهم …إنا لله وإنا إليه راجعون


بتاريخ : 16/04/2024