النظام الجزائري يصاب بجنون الخريطة

فاز المنتخب الوطني المغربي، أول أمس الثلاثاء، على المنتخب الجزائري (10 – 0) في الدورة السادسة للبطولة العربية لكرة اليد للشباب، التي تقام بقاعتي المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء والناصرية بجماعة أولاد صالح إلى غاية يوم 30 أبريل الجاري.
وجاء الفوز المغربي بعد انسحاب المنتخب الجزائري، ورفض دخول قاعة محمد الخامس لخوض المباراة، التي كانت مقررة برسم اليوم الثالث من البطولة، بعدما تأكد لعب المنتخب المغربي بقميصه المعتاد الذي تتوسطه الكاملة للمملكة.
والغريب أن رئيسة الاتحاد الجزائري لكرة اليد، كريمة طالبي، اتخذت قرار رفض المواجهة، وهي تعلم أن المنتخب المغربي اعتاد اللعب بالأقمصة التي تتوسطها خريطة المملكة المغربية بحدودها الكاملة، وسبق للمنتخب الجزائري الأول أن واجه الفريق الوطني في مناسبات عدة، وآخرها بطولة العالم التي جرت مطلع السنة الماضية ببولونيا والسويد، رغم أن الخريطة المغربية كانت تتوسط القميص الوطني المغربي، ورغم أن المغاربة حققوا الانتصار في لقاء الترتيب بحصة 28 – 27.
ومهدت طالبي لقرار الانسحاب بترويج مغالطات غير مبررة، من قَبيل التشويش على المنتخب الجزائري، وقطع النشيد الوطني قُبيل مواجهة المنتخب السعودي في اليوم الأول، وهي مزاعم لا أساس لها من الصحة، لأن المغرب اعتاد احترام ضيوفه، ومعاملتهم بكرم وحسن ضيافة.
وجاء هذه الاعتذار، بعد واقعة مصادرة أقمصة نهضة بركان بمطار هواري بومدين، حيث كان الفريق البركاني قد حل زوال يوم الجمعة الماضي من أجل مواجهة اتحاد العاصمة بملعب 05 جويلية، برسم ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم.
ومما يبعث على الاستغراب أن مصادرة الأقمصة تمت من طرف السلطات الجمركية بالمطار، التي تحدت الاتحاد الإفريقي، خاصة وأن لجنة الاستئناف رفضت طعن الاتحاد الجزائري في قرار لجنة المسابقات، التي رخصت للفريق البركاني باللعب بالأقمصة المعتادة، لأنها تستجيب لقوانين ولوائح الكاف.
وبعدما أيقن اتحاد العاصمة، ومن خلفه الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بأن موقف نهضة بركان قوي، وأن الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم تدعمه، بعث أول أمس الثلاثاء بمراسلة إلى الكاف يطالب فيها باعتباره منتصرا، وفي حالة العكس سيطعن في القرار لدى ثلاث هيئات دولية، دون أن يكشف عنها.
وكما يعلم الجميع فإن الطعون في قرارات الهيئات الكروية الدولية تكون أمام محكمة التحكيم الرياضي (طاس) فقط، ولا يسعنا إلا انتظار قرار الكاف لنعرف المدى الذي سيرفع إليه الطرف الجزائري تظلمه.
وفي سياق متصل، ودعما لموقف نهضة بركان، وتعبيرا عن التضامن والتآزر بحس جماعي دفاعا عن الراية الوطنية وعن المكتسبات والمقدسات المغربية، بادرت الجامعة الملكية المغربية للمصارعات المماثلة إلى وضع خريطة المغرب كاملة في صدر أقمصة المنتخبات الوطنية، واعتمادها رسميا للمشاركة في الاستحقاقات المقبلة.
وحسب بلاغ للجامعة، فإن هذا القرار “يتماشى مع ما صنعه فريق نهضة بركان من موقف تاريخي عند التشبث بالسيادة المغربية وبالأحقية في وضع الراية الوطنية معززة بالخريطة الوطنية الرسمية التي تشمل كل الأقاليم من طنجة إلى الكويرة”، مضيفا أنه تمت مكاتبة “الجهاز الدولي الوصي قصد اعتماد ذات الراية والخريطة في ألبستنا الرياضية خلال التباري سواء بواسطة مصارعنا المؤهل إلى أولمبياد باريس 2024 أو بطولة إفريقيا 2025 أو البطولات والمنافسات 2024 – 2028. وقد توصلنا برد من الاتحاد الدولي، يقر بالمصادقة على اعتماد الراية والخريطة المغربية في ألبستنا الرياضية كما هو معمول به في كل المنافسات وداخل القارات الخمس، وبذلك يصبح العمل بهاته الألبسة مستشهرة براية الوطن ومعززة بالخريطة المغربية خلال المنافسات القادمة وأي تحرش من أي كان للمساس بهذا الاختيار السيادي، لن نرضخ له مهما تكن الضغوطات.”


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 25/04/2024