الوضع الصحي بالمناطق المتضررة من الزلزال طبيعي وأغلب التدخلات تعلّقت بالأمراض المزمنة

وفقا لتأكيدات أطباء بعد مشاركتهم في قوافل طبية ميدانية وخلافا لبعض التقارير «العابرة»

 

استنفرت فاجعة زلزال الحوز كل مهني الصحة الذين تواجدوا لحظات بعد وقوعها في الصفوف الأمامية مرّة أخرى، كما كان الحال خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، سواء تعلّق الأمر بالأطباء أو الممرضين وتقنيي الصحة أو الصيادلة وغيرهم. حضور ميداني وبقوة كان الهدف منه المساهمة في التخفيف من آلام ومعاناة المتضررين والأخذ بيدهم، من طرف مهنيين ينتمون إلى المجالين العسكري والمدني، في القطاعين العام والخاص، حيث تم التكفل بكل المصابين الذي نجوا وقدّمت لهم الإسعافات في عين المكان، وهي الخدمات الصحية والطبية التي تواصلت لأيام ثم لأسابيع، في حين تم منذ الساعات الأولى التي تلت وقوع الهزّة الأرضية نقل الحالات الخطيرة إلى المستعجلات ثم صوب مصالح الإنعاش والعناية المركزة، كما تم القيام بكل التدخلات وبكافة الإمكانيات التي تمت تعبئتها، البشرية والتقنية، من أجل انتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
مجهودات تعززت بإحداث مستشفيات ميدانية من طرف القوات المسلحة الملكية، وبحضور ميداني في مختلف الدواوير لقوافل وفرق مؤسسة محمد الخامس للتضامن، كما كان لافتا للانتباه كذلك تدخلات أطباء مكاتب حفظ الصحة لتطهير المواقع المتضررة من كل ما قد يشكل مصدرا للعدوى، وفي نفس السياق نزل الأطباء البياطرة المتطوعين هم أيضا للتكفل بالحيوانات ورؤوس الأغنام والأبقار الناجية ولعلاج المصابة منها، ليكون الكلّ ومن مختلف المواقع يدا واحدة في ظرفية كانت جد صعبة بسبب حجم الألم الذي تسبب فيه زلزال الحوز، إن على مستوى الوفيات أو الإصابات، فضلا عن الخسائر المادية الثقيلة.
ولم يحل التواجد المتواصل للمستشفيات الميدانية للقوات المسلحة الملكية دون القيام بمجموعة من المبادرات الصحية في مختلف المناطق، إذ واصلت جمعيات لفئات تمريضية تنقلها في مختلف الدواوير المتضررة، وحجّت إلى هذه الأماكن كذلك قوافل طبية، كما هو الحال بالنسبة لتلك التي نظمتها الجمعية المغربية للعلوم الطبية بشراكة مع الفيدرالية الوطنية للصحة والمجلس الجهوي لصيادلة الجنوب ومجموعة من المؤسسات كجامعة السلطان مولاي سليمان والجمعيات العالمية وغيرها، في منطقة ايت تمليل في إقليم أزيلال. قافلة شارك فيها الأطباء الشباب بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء بقوة إلى جانب أطباء القطاع الخاص، والذين بلغ عددهم الإجمالي 43 طبيبا من مختلف التخصصات الطبية دورا كبيرا، إذ قدّمت فحوصات طبية لحوالي 1700 مواطن ومواطنة من الجنسين ومن مختلف الأعمار، حيث أكد على إثر ذلك مجموعة من الأطباء في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن الاحتياجات الطبية التي تم الوقوف عليها لم تخرج عن نطاق تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة، وتبين على أن التدخلات التي تم القيام بها مباشرة بعد الزلزال كانت مهمة وكافية وساهمت في علاج المصابين من الجروح والكسور والإصابات المختلفة التي تعرضوا لها جراء انهيار وتداعي الجدران وسقوط الحجارة وغيرها.
تأكيدات مطمئنة، جاءت على ألسنة مجموعة من مهنيي الصحة في أنحاء متفرقة من الحوز ومراكش وتارودانت وغيرها من المناطق التي تضررت بسبب الزلزال، الذين أكد عدد منهم في شهادات متعددة لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن التعبئة القوية لمختلف الجهات والمؤسسات والمصالح، الرسمية منها والمدنية، والتدخلات التي تم القيام بها تنفيذا للتعليمات الملكية، كان لها أثر كبير في التخفيف من حدة الفاجعة، مشددين على أنه لا يوجد ما يدعو للقلق على المستوى الصحي والبيئي، إذ تم تسخير كل الوسائل للتدخل الميداني بهدف الإسعاف والإنقاذ ثم للنقل بغاية التكفل والعلاج، فالتطهير والتعقيم ولحماية الموارد المائية، وبالتالي ليس هناك ما يهدد الصحة العامة بأي شكل من الأشكال، خلافا لما قد يتم الترويج له من طرف بعض الجهات الخارجية المشككة في قدرات المغرب على تدبير الأزمات واحتوائها.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/10/2023