باتت تهاجم الصغار والكبار الكلاب الضالة .. خطر يتربص بسلامة الأفراد بالبوادي والحواضر؟

 

تعرض، مؤخرا، طفل بدوار المسدورة بواد أمليل، لهجوم شرس من قبل كلاب ضالة اعترضته وهو في طريق العودة من المدرسة، ولولا تدخل المارة الذين أنقذوه من بين أنيابها لكانت العواقب أوخم ولفقد إحدى عينيه. والده المكلوم، الذي كان تحت هول الصدمة، اشتكى وعيناه تذرفان الدموع جراء هذا «الهجوم الدامي» الذي تعرض له فلذة كبده، والذي كان سيفقد بسببه إحدى عينيه تاركا في نفسه جرحا غائرا لن يندمل.
كلاب مفترسة ضالة أصبحت تعج بها شوارع مدننا وقرانا، وتشكل خطرا محدقا يهدد سلامة المواطنين كبارا وصغارا، وخصوصا تلاميذ الدواوير الذين يتنقلون مسافات كبيرة للوصول إلى مدارسهم أو الرجوع منها، مع ما يعنيه ذلك من مخاطر وآفات قد تعترض سبيلهم، وأولها وأخطرها الكلاب الضالة الشرسة خصوصا في الفترة المسائية أو في الصباح الباكر في جنح ظلام الساعة المبكرة التي يغادرون فيها منازلهم للوصول إلى فصولهم الدراسية.
تنامي ظاهرة الكلاب الضالة بمدن المغرب وقراه، دق بشأنه العديد من المواطنين ناقوس الخطر وحذروا من مغبة استمرار غض الطرف عن تبعاتها وترك الظاهرة دون حل ينقذ أبناءهم من مشكل خطير يتربص بهم في الطرقات، وحادثة طفل واد امليل ليست الوحيدة، حيث تطالعنا الأخبار كل حين بخبر افتراس أو هجوم لكلاب على طفل أوشخص بالغ أو حتى سياح أجانب، مخلفة لهم جروحا غائرة أو عاهات مستديمة. بل وصل الأمر إلى الوفاة تحت أنياب كلاب مفترسة تمزق الجسد الغض لضحايا عزل دون رحمة او منقذ، في غياب أي تدخل ناجع للمصالح الجماعية المعنية، لمحاربة هذه الكلاب وإيجاد حلول لانتشارها، تاركة الخطر يهدد سلامة المواطنين ، علما بأن بعضها يكون مصابا بداء الكلب الذي ينقله إلى الضحية.
يذكر أن دورية أصدرتها وزارة الداخلية منذ ما يقارب السنتين، منعت قتل الكلاب باستعمال الرصاص أو السم، وحثت فيها رؤساء الجماعات الترابية على الاستعانة بوسائل بديلة لمحاربة الظاهرة، نظرا لخطورة هذه المواد، وذلك إثر انتقادات منظمات وطنية ودولية تنشط في مجال حماية الحيوانات.وفي سنة 2019، وقعت وزارة الداخلية اتفاقيات تعاون مع الهيئة الوطنية للأطباء البياطرة من أجل محاربة الكلاب الضالة، التي يقدرعددها  بحوالي 3 ملايين، حسب أرقام كشفت عنها جمعية «أدان» للدفاع عن الحيوانات والطبيعة. وكشف تقرير رسمي يعود لسنة 2019، أن أزيد من 140 ألف كلب تجمعها سنويا المكاتب الجماعية لحفظ الصحة.
الكلاب الضالة التي تتكاثر في الشوارع والأزقة والدروب بشكل عشوائي، أصبحت ظاهرة تؤرق بال المواطنين وتلاميذ المدارس والأساتذة والمدرسين في الدواوير البعيدة والجبال الذين ينتقلون سيرا على الأقدام في اتجاه مقرات عملهم البعيدة دون وجود أي حل ناجع يحارب الظاهرة ويقضي عليها ويجنبهم مغبة التواجد وجها لوجه مع حيوانات تتربص بهم وتهدد حياتهم وأمنهم. فإلى متى ستظل الكلاب الضالة خطرا متربصا يهدد سلامة الأفراد ويقضي على حقهم في التنقل آمنين مطمئنين في طرقات بلادهم؟


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 17/10/2022