بروفايلات قصيرة

فريدة كاهلو

ربطت ميلادها بلحظة بزوغ شعب
وظلت ترسم ذاتها بكبرياء النبتة الوحيدة في مشتل الفن رغم وعكة «الدهر».
ظلت تنفلت مثل قطعة صابون «دوف» أو حمامة، من زحمة الوقت..
والأمل في عينيها هر يحملق في العتمة.

جاك بريل

لص بارع في سرقة الانتباه من «الوردة السوداء».
صوت معجون بالطمي، فيه تزغرد الريح..
ثمة حزن شفيف ينام على شفتيه، به أثر للضباب وبحة ارتطام
المطر بالإسفلت..
حين يصدح تخجل العصافير من التغريد.

امرؤ القيس

شاعر بالقراح والجراح.. هو ابن حجر الذي لم يجزع لحضور الموت،
لم يستعجل الثأر..
لا لجبن، بل لأنه آثر الحياة، فاليوم خمر وغدا أمر.
خبأ إنسانيته في شعره، وماء شهوة الحياة في ظلال أرحام النساء،
دفن حقده في دن خمر، وجسده في بذلة رومية مسمومة.

بابلو نيرودا

أعياه تساقط شلال الزمن وعبث الحلم، وقصائد الحب المائة.. فاعتقلته شرطة المعارضة في أقبيتها.
لم يحرره سوى شعره من ذلك «الحب القاسي».
«قيثارة للحلم» كانت ساعده لإذابة النسيان..
صوته الذي زرع الأغاني في أسرة مصابة بورم المحل..
كان يحمل «الشمس في عينيه» وفي عمقه ظل «جاثيا، طفل حزين».
دفع عن سمائنا غيوما كثيرة لنرى وجهنا على صفحة الكون، وننام كفراشة على صدر نبتة.
أشفق على الجمل الناقصة، فتدرج في مراقي الكمال.

عبد الجبار السحيمي

عاشق المستحيل الذي أسقطه مكر الممكن، فأضاع صواب أدبه في تصحيح خطأ الصحافة.
هو الحكمة مثل سفينة تضيع في موانئ منسية لكنها تظل تشع مثل منارات قديمة..
تعلم بحكمة صوفي أن يقيم وحدة الأضداد..
في كتاباته وحدها، يشمر الضحك على ساعد الجد وتقوم الدموع على قدم وساق..
بخط يده كان عاصفة.. كان عاطفة،
بدا ممتلئا بصليل الحروب وأنين الناي..
بحيرة من نجوم متعانقة تدندن بقربها البلابل.


الكاتب : عبد العزيز كوكاس

  

بتاريخ : 31/01/2020