بعاصمة زمور: تدهور وضعية الفضاءات العامة والحدائق.. عنوان فاضح لتهميش المجال البيئي

 

تضم مدينة الخميسات مجموعة من الفضاءات العامة والحدائق المتواجدة بالأساس بأحيائها القديمة، إلا أن مجموعة منها تعرضت وتتعرض للإهمال وغياب العناية بها، فمنها التي تم تسويرها، وبالتالي لم تعد تؤدي دورها الترفيهي وتوفير الراحة للمواطنين،  وأخرى تحولت إلى أسواق عشوائية.  من بين هذه الفضاءات يوجد منتزه 3مارس، الذي سبق  أن تطرقنا لوضعه المتردي ، رداءة تزداد مع مرور السنين ، بعد فترة الجمالية خلال سنواته الأولى بعد أن رأى النور أواسط ثمانينيات القرن الماضي.  وضعيته هذه أشار إليها المجلس الجماعي للمدينة من خلال برنامج عمل الجماعة  ، برسم فترة 2027 – 2022، حيث تمت الإشارة   إلى «أن الفضاء  طاله النسيان، وتآكلت جدرانه ، وأهملت بناياته،  وأرجاؤه،  وضعيته تتردى، فلم تعد به الحيوانات والطيور، لتظل الأقفاص  فارغة، بنايات تخربت، ولم يعد وجود للمشتل النباتي وكذا البحيرة الاصطناعية، مسرح الهواء الطلق تتآكل جنباته، أجزاء من السياج تكسرت،  بعض الكراسي الإسمنتية تهالكت»…
وضعية جعلت الفضاء يتحول إلى «قفر مهجور»، ومرتع اللمتسكعين والكلاب الضالة. كما أن اللوحة المتواجدة بالباب الرئيسي والتي تحمل تصميم المنتزه انمحى وأزيل ما كتب عليها، كما أقيمت به بعض المرافق الإدارية، وبذلك يخشى أن يغزوه الإسمنت لاحقا.
من جانب آخر، هناك ضعف البنيات التحتية الترفيهية بالجماعات الترابية المجاورة، مما يخلق ضغطا على المدينة في هذا المجال .
وورد كذلك في البرنامج «إدماج المراقبة البيئية والتنمية المستدامة على المدى المتوسط في إعداد برامج العمل. القانون الإطار رقم 99.12، المتعلق بالميثاق الوطني للبيئة والتنمية  المستدامة. المادة 81 من القانون التنظيمي رقم113.14،ومن ضمن ما نصت عليه»، أخذ بعين الاعتبار البعد البيئي والتنمية المستدامة.» مشروع تصميم التهيئة لسنة 2015، تضمن مجموعة أوراش مبرمجة، من ضمنها إصلاح المناطق الخضراء وخلق أخرى جديدة…
إنها وضعية تستوجب التعجيل بالاهتمام بالفضاءات الخضراء والبيئية ،وتطبيق ما  جاءت به مختلف القوانين على أرض الواقع، وتحويل البرامج والمشاريع إلى حقيقة، وخلق فضاءات أخرى التي تعتبر بمثابة رأسمال طبيعي، حيث المدينة تتوسع  والعمران يزحف، ومجموعة أحياء حاليا تعرف إعادة الهيكلة.


الكاتب : علي أورارى

  

بتاريخ : 17/01/2023