بمناسبة رأس السنة الأمازيغية الجديدة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب يسائل رئيس الحكومة عن رؤية الحكومة لإقرار رأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة

منظمة النساء الاتحاديات تعلن عن دعمها اللامشروط لكل مطالب

ترسيم السنة الأمازيغية، مع ضرورة جعل يوم 13 يناير عطلة رسمية مؤدى عنها

 

 

بالرغم مما تحقق في ما يتعلق بالمسألة الأمازيغية من دسترة للغة الأمازيغية في دستور 2011، وكذا المجهودات المبذولة في مجال التعليم والقضاء والإدارات العمومية، إلا أن الأمر مازال يستدعي المزيد من الجهود لتفعيل الثقافة واللغة الأمازيغيتين على أرض الواقع.

لقد مر على دسترة الأمازيغية وإقرارها كلغة رسمية بالبلاد، أزيد من 11 سنة، ومازالت الفعاليات السياسية والجمعوية والثقافية تطالب بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وترسيخ الثقافة الأمازيغية في جميع مجالات الحياة.
وبمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، بادر الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، إلى توجيه سؤال كتابي لرئيس الحكومة حول إقرار رأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة.
هذا السؤال الكتابي، الذي تقدم به النائب م المهدي الفاطمي، عضو الفريق الاشتراكي، سجل فيه أنه على الرغم من تدشين المملكة لمسار المصالحة مع الأمازيغية، باعتبارها مكونا للهوية الوطنية منذ سنة 2001، بتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إلا أنها لم تحسم المطالب بجعل يوم رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة.
وأضاف النائب الفاطمي في ذات السياق، أنه بالرغم من مرور أزيد من عشر سنوات على دسترة اللغة الأمازيغية واعتمادها كلغة رسمية، إلا أن كل محاولات الفعاليات السياسية والمدنية، التي تطالب بإقرار رأس السنة الأمازيغية كيوم عطلة على غرار السنة الميلادية والسنة الهجرية، قد فشلت، مشيرا في نفس الوقت إلى أن ليس هناك أي مؤشرات لدى الحكومة تفيد بإقرار هذا اليوم كيوم عطلة.
وعلى اعتبار أن إقرار هذا المطلب التفاتة رمزية لتفعيل الثقافة الأمازيغية، ساءل النائب الاشتراكي رئيس الحكومة عن موقف الحكومة بخصوص هذا المطلب الملح، وهل لديها رؤية واضحة لتلبية هذا المطلب كالتفاتة رمزية تجاه هذا المكون الهوياتي الأصيل.
ومن جهتها أصدرت منظمة النساء الاتحاديات بيانا بمناسبة السنة الجديدة الأمازيغية، ضمنت فيه موقفها المبدئي إزاء ذلك.
وسجلت المنظمة على أن الشعب المغربي ومعه كافة الأمازيغ بعموم شمال إفريقيا وبلدان المهجر، يحتفلون بحلول السنة الأمازيغية الجديدة 2973.
وأشارت في نفس الوقت إلى أن التسميات تختلف ويظل جوهر الاحتفالات ب»إيض_يناير» أو «الحاكوزة» تعبيرا عن تشبث قل نظيره بالموروث الثقافي والحضاري والقيمي، الذي مكن هذه الرقعة الجغرافية من مقاومة الاقتلاع الهوياتي والثقافي رغم ما عرفته من حملات وعمليات نزوح وهجرات متتالية.
وأكدت المنظمة أن إحياء ليلة رأس السنة الأمازيغية، كان وسيظل مؤشرا من مؤشرات عديدة على مساهمة الحضارة الأمازيغية في تطور الثقافات والحضارات من بوابة ابتداع شكل متفرد من التقويم السنوي، خصوصا في ظل ربط هذا التقويم بالأرض باعتبارها مرجعا يحدد رؤية الإنسان الأمازيغي للكون، وتفاعله مع الطبيعة الحاملة للبعد الثقافي والمادي على حد سواء.
وعبرت منظمة النساء الاتحاديات من خلال نفس البيان، عن افتخارها بهذا التنوع الثقافي والحضاري، واستغلال المناسبة للوقوف وقفة إجلال واحترام للنساء المغربيات، سليلات هذه الثقافة التي أولت المرأة مكانة اعتبارية، وأعطت لمفهوم المساواة دلالة فعلية في الحقوق والواجبات، ولم تنظر للنساء يوما بدونية أو انتقاص.
ونحن على أبواب التعديلات على مدونة الأسرة تبعا للخطاب الملكي الأخير بمناسبة ثورة الملك والشعب، ننبه إلى ضرورة استحضار مقومات الهوية المغربية في الوثيقة المرتقبة، التي يجب أن تتضمن استدماجا للقيم والتجارب والممارسات الأمازيغية، الحافلة بمعاني المساواة، والكرامة، وتثمين دور النساء في خلق الثروة والمحافظة على التماسك الأسري والمجتمعي والوطني.
وشدد بيان المنظمة على أن لا يتم اختصار الهوية في بعد واحد، فبقدر الاعتزاز بالدين الإسلامي الحنيف، الذي لا نقبل بأن يكون محطة للمزايدات والتوظيف السياسيين، صونا لقدسيته، والذي نرى أنه مصدر فيه من الثراء الذي يمكننا من الانفتاح ومواكبة التطورات الكونية بالتفعيل الأمثل لآلية الاجتهاد الذي يراعي إكراهات الزمان والمكان المتغيرين، فإننا إلى جنب ذلك نرى وجوب تعضيد المدونة القانونية باستثمار إيجابي لعناصر الهوية المغربية، وألا يتم إهمال أبعاد الانتماء الأمازيغي بالغ الثراء، والذي يسمح بالمزاوجة الخلاقة بين الاجتهادات الدينية المنفتحة والمرجعيات الكونية لحقوق الإنسان.
وفي الأخير عبرت منظمة النساء الاتحاديات عن دعمها اللامشروط لكل مطالب ترسيم السنة الأمازيغية، مشددة على ضرورة جعل يوم 13 يناير عطلة رسمية مؤدى عنها، وتسجيل الاحتفالات والطقوس المرافقة له باعتبارها إرثا وطنيا لاماديا، وإقرار ميزانية خاصة من وزارة الثقافة والتواصل لدعم وصيانة والحفاظ على هذا الموروث الوطني، ودعوة وزارتي التربية الوطنية والتعليم العالي إلى حث المؤسسات التعليمية والجامعية للاحتفاء به.
كما باركت منظمة النساء الاتحاديات للشعب المغربي، ولكل الشعوب الأمازيغية، حلول السنة الأمازيغية الجديدة، وتتمنى أن تكون سنة سلم وأمن وتضامن، وتحيي كل النساء المكافحات من أجل العيش الكريم والمساواة، وتدعو للمزيد من النضال من أجل الإنصاف والكرامة على خطى الملكة ديهيا وزينب النفزاوية والسيدة الحرة وخناتة بنت بكار، وتترحم على أرواح كل اللواتي ساهمن في تعبيد طريق النضال النسائي وآخرهن الأم عائشة الشنا.


الكاتب : الرباط: عبدالحق الريحاني

  

بتاريخ : 13/01/2023