بوح قاتل يكسر صمت حي الإعدام .. جيمس روبرتسن سجين تحول إلى قاتل في السجن ليحضى بالعيش في حي الإعدام 2/1 1/2

يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين

يقضي اليوم أكثر من عشرين ألف مواطن أمريكي وأجنبي حياتهم في أحياء الإعدام بسجون مختلفة على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ويمتاز النظام القضائي الأمريكي بهيئة المحلفين التي تكون في احيان كثيرة معرضة للخطأ وتحث تأثير الرأي العام في إصدار قراراتها في القضايا الخطيرة والتي غالبا ماتكون نتائجها الحكم بالإعدام، وغالبا ماتطول المدة التي يقضيها المحكوم بالإعدام في ممرات الموت قبل مراجعة الحكم أو تنفيذ الإعدام
واذا كانت الجريمة الموسومة بالإعدام تكتبي خطورة كبيرة ، فإنها تترك في الآن نفسه نذبا كبيرا في نفسية المتهم وعائلته ،كما عائلة الضحية ، مما يقود المدان في احيان كثيرة إلى ابداء علامات الندم بعد قضائه مدة طويلة أو عندما يتم تحويل عقوبة الإعدام إلى المؤبد مع عدم إمكانية الاستفادة من السراح المشروط لخطورة المدان على المجتمع وايضا لخطورة الجريمة ٠
الاتحاد الاشتراكي تسبر أغوار بعضا من هاته الجرائم وتسافر رفقة القارئ مع بعض من هؤلاء لتستمع إليهم وإلى عائلاتهم وعائلات الضحايا وأحيانا إلى الذين تركوا بصماتهم على ملفاتهم من المحققين والمدعين العامين والمحامين والمحللين النفسيين والاعلاميين
مصطفى الناسي
يبلغ اليوم جيمس روبرتسن 54 سنة، وقضى أكثر من 37 سنة منها بالسجن ، كان قد أنهى حكمه الأصلي في أواخر الثمانينات لأنه يقضي عقوبة مجموعة أخرى من الاحكام لايعرف مجموع مددها ولكن تصل إلى حوالي 100 سنة ،
وفي سنة 2008 قام بخنق رفيقه فرانك هارت حتى الموت والتي مازالت دوافع هاته الجريمة غامضة حتى اليوم ، ومحطة جدال ٠
قضى جيمس طفولة هادئة في الجهة الشرقية لاورلندو 12 سنة في جهة كانت تعتبر ريفية بحكم انها تقع خارج المدينة ، وكانت عائلته تنتمي إلى الطبقة المتوسطة ، حيث عاش في أحياء نسبة البيض فيها تتجاوز 90 % كما ولج مدارس بها البيض فقط ، كما ولج مدارس أخرى نسبة السود تصل إلى 100% ، لكن جيمس لم يداوم على المدرسة خاصة في المرحلة الاعدادية بحكم انه كان عاشقا للتسكع في الطرقات ، يتعاطى مع رفاقه المخدرات والاحتفال مع الأصدقاء ٠
تعاطي جيمس كل أنواع المخدرات من حبوب الهلوسة والنشوة إلى الكوالود والكوكايين وأشياء مشابهة ، بدأ دخول السجن في سن 12 سنة ، كان اساسا يسرق الدراجات النارية واغراض الأطفال ٠
في سن 16 سنة كان يتسكع في الطرقات ، ويبحث عن مكان يستطيع السطو عليه ليحصل على بعض النقود لشراء المخدرات ، كان ثمة متجر في الجهة المقابلة لمنزله، كان قد سطا عليه بالفعل ، وسرق منه آلة تسجيل استبدلها مع تاجر مخدرات ببعض القطع من المخدرات وعاد مرة أخرى لسرقة مكبرات الصوت لكن أمسك به رجال الأمن خاض معهم عراكا بسيطا حاول من خلاله إخراج سكين من جيبه ليطعن أحدهم الا انه لم يتمكن ، لهذا السبب دخل السجن بعد عيد ميلاده 17 بتهمة السطو والاعتداء العنيف والفرار ، حكم عليه بعشر سنوات ، تم طرأ تغيير في مؤسسة كروس سيتي الإصلاحية، قتل رجل لم تكن له يد في هذه الجريمة وحكم عليه بالسجن 15 سنة جراء ذلك ، حاول الفرار من المحكمة ، ركل أحد رجال الأمن وحاول الاستيلاء على مسدسه ، فشلت فحكم ب 8 سنوات عند هذه المرحلة تحول جيمس من إنسان هادئ إلى آخر عدواني ،كان يطعن المعتقلين ويعتدي عليهم ، يشارك في أعمال الشغب، يتمرد على نظام السجن مما قاده عدة مرات إلى الحبس الانفرادي وحجز أغراضه الخاصة من ثياب واطعمة وتلفاز وهو ما اعتبره تعذيبا.
السجن المشدد هلى حد تعبير جيمس هو عدم مغادرة الزنزانة الا مرة او مرتين في اليوم يقضي ساعتين فقط في قفص صغير كالكلب، لن يتعرض للشمس، حقا عليه العيش في ذل، يهينه الحراس طيلة الوقت ويعاملونه كالحثالة، يظنون أنه حشرة
كانت إدارة السجن تذكره كلما حدث تمرد داخل السجن بأن هذا ما فعلته في الثمانينات والتسعينات وعندما يتساءل ما علاقة هذا بذاك يقولون له هذا سجلك ، ولهذا يدعى السجل ، يستخدمون ذلك في مواجهته ليظل في السجن المشدد ، رغم أن كل السجناء لايعاملون بنفس الطريقة فمنهم من تصدر في حقهم عقوبات ويظلون في المجمع السجني وليس في الحبس المشدد ٠
كان جيمس يعتقد أن إدارة السجن تستخدم اي عذر ممكن من أجل أبقاءه داخل السجن ليجن ، إلا أنه فكر في طريمة للتخلص من هذا الكابوس ، ويرتكب مايمكن أن يحكم به بالإعدام، في عام 2008 تم نقله الى زنزانة مشتركة مع السجين فرانك هارت ، وهكذا فكر في قتل رفيقه في الزنزانة من أجل أن يحكم بالإعدام، كان هارت محكوما من أجل جناية التحرش بالأطفال ولم يرغب جيمس في أن يرافقه في رحلته السجنية متحرش بالأطفال، انتظر اول فرصة وما أن أنهى الحارس جولته حتى انقض عليه واحكم قبضته حول عنقه وخنقه لم يستغرق الأمر أكثر من خمس او ست دقائق ، لم يحسب جيمس الأمر غريبا فقد وصل إلى مرحلة الجنون وقرر أن يرتكب جريمة يحكم بها بالإعدام ٠
ممرضة مصحة السجن أكدت أن جيمس كان قنبلة موقوتة توشك على الانفجار ، لا يكلم أحدا في السجن لم يكن يتحدث إلى أقرانه وكان صمته مروعا، السجن المشدد تؤكد آن أن أصحابه شديدي الغضب مسلوبي الحرية وجيمس لم يرد نظام السجن ولوائحه لذلك كان يريد أن يعيش بحي الإعدام لأن نزلائه يعيشون حياة سهلة يتوفرون عل الهاتف ويحصلون على الزيارات العائلية ، ولوائحهم بسيطة فرق كبير بين السجن المشدد وجناح الإعدام ٠ وهو الأمر الاشبه من الانتقال من الأحياء العشوائية إلى حي الأثرياء، لهم اسرتهم وأجهزة تلفاز خاصة بهم وتعاملهم مختلف كما أن لهم ممرضهم الخاص وتؤكد آن أن صمت أحياء الإعدام يمكن أن تسمع فيه رنة الإبرة وبالتالي فجيمس كان يبحث عن مكانا امنا يقضي فيه بقية عمره


الكاتب : مصطفى الناسي

  

بتاريخ : 11/04/2023