بيدرو سانشيز في الطريق إلى خلافة نفسه على رأس الحكومة الإسبانية

قطع زعيم الحزب الاشتراكي العمالي، بيدرو سانشيز، خطوة مهمة في الطريق إلى تشكيل تحالف حكومي يعيده إلى رئاسة الحكومة الإسبانية، لولاية ثانية، وذلك بعد أن تمكن من التوصل إلى اتفاق مع حزب «سومر»، الذي تتزعمه يولاندا دياز، وزيرة العمل والنائبة الثانية للرئيس في حكومة تصريف الأعمال.
وفي هذا الإطار، أكد بيان مشترك للحزبين أن بيدرو سانشيز ويولاندا دياز وضعا اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاق حكومي، كنتيجة للمفاوضات التي انطلقت بين الطرفين، منذ نهاية شهر يوليوز الماضي. ويتوقع أن تتم المصادقة رسميا على الاتفاق الموقع بين الحزبين، والذي سيشكل برنامج عمل مشترك لحكومة تقدمية، يشمل العديد من النقاط، على الصعيد الاقتصادي، الاجتماعي والبيئي، والتي يتوقع أن تؤطر البرنامج الحكومي للولاية القادمة.
ومن بين النقاط التي تم التوافق حولها، تخفيض ساعات العمل إلى 37،5 ساعة في الأسبوع دون المساس بالأجر، مكافحة البطالة في صفوف الشباب، سياسة للسكن تمكن ذوي الدخل المحدود من امتلاك مسكن، واتخاذ تدابير للحد من تلوث المناخ، وغيرها.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد الاتفاق بين الحزبين السعي لتعزيز القنوات الدبلوماسية التي تتيح التقدم نحو السلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل وفلسطين، ودعم إقامة دولة فلسطينية، ودعم أوكرانيا في الحرب الدائرة بينها وبين روسيا.
ولم يتطرق الاتفاق بين الحزبين، كما كان متوقعا، للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مما يؤكد أن القرار الذي سبق وأعلن عنه سانشيز بدعم مبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية تحت السيادة المغربية، هو قرار نهائي ولا رجعة فيه، عكس ما كانت تأمل الجزائر وصنيعتها البوليساريو.
ويبقى أمام بيدرو سانشيز، بعد الاتفاق مع حزب «سومر»، التوصل إلى اتفاق مماثل مع حزب «جونتس» الكطالاني، الذي حصل على 7 مقاعد في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بالإضافة إلى مجموعة «بيلدو» الباسكية.
ويصر الحزب الكطالاني على منح عفو عام عن مسؤولي محاولة الانفصال الفاشلة سنة 2017، وهو الموضوع الذي يتوقع أن يكون في صلب المفاوضات بين الطرفين.
وكانت مصادر إسبانية رجحت توصل الطرفين إلى توافق حول هذه النقطة، عبر صيغة توافقية قدمها بيدرو سانشيز، مما سيمهد لضمانه الحصول على أغلبية مطلقة داخل مجلس النواب، وبالتالي تشكيل الحكومة.


الكاتب : عزيز الساطوري

  

بتاريخ : 27/10/2023