تأجيل موكب الشموع بمدينة سلا تضامنا مع ضحايا الزلزال

لن تعيش مدينة سلا، وخاصة المدينة العتيقة، على إيقاع احتفالات موكب الشموع الذي تحييه الزاوية الحسونية في 11 ربيع الأول من كل سنة هجرية احتفاء بذكرى خير الآنام محمد( ص).
وقد أصدرت» الزاوية الحسونية» بلاغا نتوفر على نسخة منه، تعلن من خلاله عن تأجيل تنظيم موكب الشموع وكل ما يحيط به من تظاهرات فنية وثقافية هذه السنة تضامنا مع ضحيا الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وخلف الكثير من الضحايا في الأرواح والخسائر المادية الجسيمة.
ويطلق سكان مدينة سلا على موكب الشموع  “دور الشمع”، ذلك لأنه يتميز بحضور الشمع والشموع .
وتتميز  شموع الموكب باختلاف ألوانها (الأحمر، الأخضر، الأصفر والأبيض)كما تتميز بتنوع أحجامها، والغريب أن وزن بعضها قد يصل إلى 50كلغ.
وتحضر في صناعة شموع الموكب مهارة الصناع التقليديين، والتراث المغربي والإسلامي في العمارة، ذلك أن الهياكل الخشبية التي يسكب عليها الشمع المذاب تكون على شكل أبواب مقرنصة، وصوامع، وقبب المساجد.
ولإبراز الهدف الديني من موكب الشموع بمدينة سلا، فإن الصناع  يزخرفون الهياكل ببعض الكتابات مثل «بركة محمد» “الله”   .
وتخرج الشموع في موكبها مباشرة بعد صلاة عصر يوم 10من ربيع الأول، وتكون انطلاقة الموكب الذي يتقدمه نقيب» الزاوية الحسونية» بلباسه التقليدي المتميز، من السوق الكبير، حيث توجد دار صانع الشموع ويرافق ذلك الأمداح النبوية والموسيقى، وقرع الطبول، وليجوب الموكب الذي يجذب آلاف السكان والسياح  شوارع مدينة سلا، إلى أن ينتهي به المطاف في ساحة الشهداء ثم بعدها إلى دار الشرفاء، وتمتد الاحتفالات مدة أسبوع كامل.
وتتميز الاحتفالات بـ» رقصة الشمعة»التي تقام ليلا تحت نغمات الموسيقى الأندلسية والأمداح النبوية.
وأدخل هذا الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف إلى المغرب ،- الملك  أحمد المنصور الذهبي السعدي – بعد أن تابعه في تركيا وخاصة في مدينة إسطنبول.
وعرفت مدينة سلا أول موكب للشموع لها، سنة  986 هـ، ولتتوارثه الأجيال إلى يومنا هذا محافظة على تيمته وطقوسه.
ومن هذه الطقوس أن الشموع يحتفظ بها معلقة بضريح الولي الصالح «عبد الله بن حسون « لمدة 11 شهرا، وليتم نقلها إلى دار صانع الشموع «عائلة بلكبير»شهرا قبل حلول الذكرى الموالية، لتعاد زخرفتها وتزيينها.
يذكر أن عملية إعداد شموع الموكب وزخرفتها تعاقب عليها مجموعة من العائلات بمدينة سلا 🙁 المير الحسيني والمرنيسي ).


الكاتب : عبد المجيد النبسي 

  

بتاريخ : 28/09/2023