تفاصيل زيارة لجنة الصداقة البرلمانية للشيلى واستهداف برلمانية اتحادية

عبد الرحيم شهيد يؤكد أن الاستهداف بعقلية التغول ويحمل راشيد الطالبي العلمي المسؤولية

 زيارة ناجحة حققت كل أهدافها بلقاءات على أعلى مستوى

 

 

اختار الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية الرد بشكل مسؤول، من خلال رئيس الفريق عبد الرحيم شهيد، على القضية المفتعلة عقب زيارة لجنة رسمية للشيلي، وما تبعها من افتعال وبهتان موجه بحربائية مقيتة لضرب الحزب، والحقيقة أن الاستهداف يخفي في ثناياه تطاولا على المعارضة ومحاولة تبخسيها لأنها ترأس لجنة الصداقة المغربية الشيلية في شخص البرلمانية الاتحادية عائشة الكرجي، والتي بصفتها البرلمانية ترأس اللجنة وهو ما يسري على جميع الأعضاء . وقد قدم عبد الرحيم شهيد العديد من التوضيحات والمعطيات بخصوص ما تم الترويج له حول الزيارة التي تمت إلى الشيلي من طرف وفد برلماني ترأسته النائبة البرلمانية عائشة الكرجي، عضو الفريق، في إطار مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الشيلية، وهي ناشطة على مستوى مغاربة العالم، وأوضح شهيد، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية نظمها الفريق، الثلاثاء، بمناسبة اختتام الدورة البرلمانية، أن الأمر يتعلق بزيارة وفد برلماني إلى الشيلي في إطار الشعب البرلمانية، وبالتالي فإن بعض وسائل الإعلام روجت لمغالطات حول الظروف التي رافقت هذه الزيارة. واستغرب شهيد من تصريح رئيس مجلس النواب، بخصوص عدم ارتياحه للزيارة والظروف والأجواء التي رافقتها، مشيرا إلى أنه منذ ذلك الوقت انتشرت الأخبار وتداولت بشكل غريب، وتم الترويج لمعطيات حول تكلفة الرحلة وحصول مناوشات وخصومات وغيرها من الأمور، وأكد شهيد أن وجود نائبة برلمانية من الفريق الاشتراكي داخل المجموعة لا يعطيها الصفة الحزبية أو صفة الفريق، بل هي مجموعة صداقة لمجلس النواب، مضيفا أنه لابد من الحديث هنا عن المسؤوليات والتغول، بحيث سيكون صعبا أن تتعرض مجموعة صداقة تترأسها المعارضة لكل هذا التغول والاضطهاد، واعتبر شهيد أن هناك تقاليد وأعراف واضحة، وإذا كان لرئيس مجلس النواب ملاحظات على اللجنة، كان عليه أن يستدعي هذه الأخيرة وأعضاءها لمناقشة كل هذه الأمور بطريقة مؤسساتية، وليس الخروج بتصريح صحفي أمام الصحافة الذي يصبح قابلا لأي تأويل في ما بعد، وأوضح شهيد، «أننا سنقوم بإعداد تقرير ومراسلة رئيس مجلس النواب ليقدم الحقيقة أمام الجميع، ضد كل الشائعات والمغالطات». معتبرا أن هناك مبالغات ومزايدات في إلقاء المسؤولية على نائبة برلمانية تنتمي إلى الفريق الاشتراكي، مشددا على أن المسؤولية ينبغي أن يتحملها رئيس مجلس النواب. وسجل شهيد بأن كل ما تعرضت له النائبة البرلمانية غير مقبول لأنه يدخل في خانة التغول والمزايدات، بل إن النائبة كانت تمارس مهامها وأدوارها فقط. مشيرا إلى أن وجود نائبة رئيس مجلس النواب داخل المجموعة لا يعطيها أي صفة. وخلص إلى أن الذهاب إلى مهمة في الخارج لابد أن يكون له إعداد كبير بين مجلس النواب والفرق البرلمانية حتى تتمكن من ممارسة أدوارها وتجنب كل ما يمكن أن يحدث بشكل لا يؤثر على العمل. ..
وكان وفد برلماني مغربي ضم أعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية المغربية الشيلية، قد قام بزيارة لجمهورية الشيلي خلال الفترة ما بين 29 ماي وفاتح يونيو 2023، وهو الوفد الذي ضم كلا من عائشة الكرجي رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية المذكورة، عن الفريق الاشتراكي- المعارضة الاتحادية، وفاتن الغالي عن فريق التجمع الوطني للأحرار، وخديجة الزومي عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، وسكينة لحموش عن الفريق الحركي، وسعيد الزيدي عن فريق التقدم والاشتراكية، وهند بناني الرطل عن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية. وجاءت هذه الزيارة بناء على دعوة من رئيس المجموعة بين البرلمانية الشيلي – المغرب بمجلس النواب الشيلي، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية والشؤون بين البرلمانية، والاندماج اللاتينوأمريكي بمجلس النواب الشيلي، وتخللها عقد عدة لقاءات ومحادثات مع أعضاء الحكومة الشيلية بحضور سفيرة جلالة الملك بسانتياغو. واجتمع الوفد البرلماني المغربي بكل من وزير الثقافة ووزير الأمانة العامة للحكومة والعلاقات مع البرلمان في دولة الشيلي، وكذا نائب وزير الخارجية والشؤون الاجتماعية ووزير الطاقة، ثم مع رئيس مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب الشيلي، كما اجتمع أعضاء الوفد بنظرائهم عن مجموعة الصداقة بين البرلمانية.
وخلال اليوم الأول من الزيارة استُقبل أعضاء الوفد البرلماني المغربي من طرفJaime de Aguirre Hoffa، وزير الثقافات والفنون والتراث، وتزامن هذا اللقاء مع اليوم الوطني للاحتفال بالتراث بجمهورية الشيلي، والذكرى الخمسينية للانقلاب العسكري، وفي نفس الوقت قام الوفد بزيارة تفقدية رفقة الوزير وفريق عمله لمقر الوزارة باعتبار هذه البناية معلمة تاريخية بالعاصمة سانتياغو. وحظي أعضاء الوفد باستقبال من طرف Elizalde Álvaro، وزير الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية في رحاب القصر الرئاسي التاريخي La Moneda، والذي رحب بالوفد المغربي وأشاد بتفرد التجربة المغربية على مختلف الأصعدة، بحكم تتبعه عن قرب للمنجزات التي تحققت في المملكة، وخلال هذا اللقاء نوه الوزير الشيلي بمجهودات المغرب في مجال حقوق الإنسان، واعتبر أن المملكة تمثل نموذجا في هذا المجال استنادا إلى تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة. وعقد أعضاء الوفد أيضا لقاء مع Alex Wetzing، نائب وزير الخارجية الشيلي، بحضور مدير الشؤون الإفريقية والشرق الأوسط بوزارة الخارجية الشيلية، وتمحورت المحادثات حول التأكيد على الدور المحوري للدبلوماسية البرلمانية في استكمال وترسيخ مكاسب الدبلوماسية الحكومية، مع الإشارة للدور الذي يلعبه المغرب في منطقة إفريقيا والعالم العربي في حفظ ونشر السلام في المنطقة.
وخلال هذا اللقاء تم التأكيد على ضرورة الدفع بالعلاقات الشيلية المغربية نحو مستويات أعلى للتعاون، مع الإشارة إلى كونها في أوجها منذ فترة طويلة، وأشاد الطرفان بالعمل الحثيث والدؤوب الذي تقوم به سفارة المملكة المغربية بالشيلي من خلال التواصل الدائم مع كل مؤسسات الدولة الشيلية وتثبيت العلاقات القوية بين البلدين، كما عبرت رئيسة الوفد عائشة الكرجي عن عميق شكرها لنائب وزير الخارجية على دعم بلاده للوحدة الترابية للمملكة. وشارك أعضاء الوفد في محادثات مع Giorgio Jackson، وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، الذي قدم عرضا عن أدوار هذه الوزارة في مجال الأسرة والتنمية الاجتماعية وحماية الطفولة، كما قدمت النائبة خديجة الزومي، بصفتها نائبة لرئيس مجلس النواب، نبذة عن المنجزات التي تحققت بالمملكة المغربية في مجال الأسرة والتنمية الاجتماعية بفضل توجيهات جلالة الملك محمد السادس، من خلال إطلاق ورش تعميم الحماية الاجتماعية وتقوية ركائز الدولة الاجتماعية.
وعقب ذلك، اجتمع أعضاء الوفد البرلماني المغربي مع نائبة وزير الطاقة، حيث قدم لها أعضاء الوفد معطيات عما يزخر به المغرب من مقومات جعلت الانتقال الطاقي ورشا هاما في أفق تحقيق الاكتفاء الذاتي وبلوغ طموح تصدير الطاقة النظيفة، بما في ذلك مشاريع الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين الأخضر، مع الإجماع على أن التعاون بين البلدين ينبغي أن يشمل المجال الطاقي نظرا لإمكانيات التكامل بين البلدين.
وخلال اليوم الثاني قام أعضاء وفد مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب – الشيلي، بزيارة لمقر الكونغرس الشيلي بمدينة فالبارايسو، حيث استُقبل الوفد من طرف Juan Antonio Coloma، رئيس مجلس الشيوخ الشيلي، وقد تمحور هذا اللقاء حول أهمية التواصل والعلاقات الإنسانية المكثفة في توطيد العلاقات المتميزة وذات الزخم الكبير بين البلدين، مع تبادل الخبرات في المواضيع ذات الراهنية التي تستوجب تنسيقا أكبر في مجال التشريعات والرقابة، كموضوع الأمن والدولة الاجتماعية والإصلاح الضريبي.
وحظي أعضاء الوفد باستقبال من طرف Vlado Mirosevic، رئيس مجلس النواب الشيلي، الذي أشاد بمستوى العلاقات الثنائية مع المغرب، مبديا إعجابه بالإرث الحضاري المغربي والإشعاع الثقافي والعلمي للمملكة، مؤكدا تتبعه عن كثب للتجربة المغربية، والتقدم الذي حققته بلادنا في مجال المساواة بين الجنسين والنقلة النوعية في مجال الطاقة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، مرورا بالإصلاحات المنجزة في قضايا المرأة وجبر الضرر من خلال تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة.
وأكدت النائبة عائشة الكرجي، رئيسة مجموعة الصداقة، أن الشيلي تعد مرجعا في منطقة أمريكا الجنوبية وفي العالم، مثلما هو الشأن بالنسبة للمغرب الذي يعتبر مرجعا على الصعيدين الإفريقي والدولي.
واجتمع أعضاء الوفد البرلماني المغربي بنظرائهم عن مجموعة الصداقة بين البرلمانية الشيلي – المغرب برئاسة Jaime Naranjo، حيث تناقش الطرفان، في إطار مأدبة غداء على شرف الوفد المغربي، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنسيق التعاون البرلماني بين البلدين في مختلف المجالات، كما عقد أعضاء الوفد لقاء مع Tomás de Rementeria، رئيس لجنة العلاقات الخارجية والشؤون بين البرلمانية والاندماج اللاتينوأمريكي وأعضاء لجنة الخارجية، وهو اللقاء الذي تميز بمداخلات إيجابية في حق المغرب منوهين بمساهمة المملكة، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، إبان جائحة كورونا ودعمهم للمناطق المنكوبة بدولة الشيلي.
وفي نفس السياق، عقد أعضاء المجموعة لقاء مع María Francisca Bello، رئيسة لجنة المرأة والمساواة بين الجنسين، وتقاسم الحاضرون خلاله تجارب البلدين في مواضيع تهم قضايا المرأة، كما اطلع الجانب الشيلي على أهم الإصلاحات التي قام بها المغرب في المجال السياسي والاجتماعي في عهد جلالة الملك محمد السادس. وخلال اليوم الثالث من الزيارة قام الوفد بزيارة متحف الذاكرة، حيث استُقبل من لدن مديرة المتحف ومسؤولة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، وفي الفترة المسائية توجه الوفد صوب مدينة فالباراييسو، حيث كان في استقبالهم أعضاء لجنة الصداقة المغربية الشيلية بمجلس الشيوخ وخُصص لهم استقبال رسمي وعشاء عمل بمقر المجلس، وبحضور عدد من المستشارين وممثلة عن الحكومة الشيلية. وشمل برنامج الزيارة حضور مراسم تقديم الحصيلة السنوية من طرف رئيس جمهورية الشيليGabriel Boric يوم فاتح يونيو 2023، واختتمت فعالياتها في اليوم نفسه بحفل عشاء بمقر السفارة المغربية بسانتياغو، بحضور بعض أعضاء مجموعة الصداقة والسيدة القنصل الشرفي المغربي بالعاصمة الشيلية وبعض الشخصيات السياسية من الشيلي. ولتزامن زيارة عمل الوفد مع الذكرى الأربعين للانقلاب العسكري بالشيلي، وباعتبار رمزية هذا اليوم في الكفاح من أجل الديمقراطية بالشيلي، قامت رئيسة مجموعة الصداقة النائبة عائشة الكرجي، بزيارة ود إلى عضو مجلس الشيوخ إيزابيل ألييندي، إبنة الرئيس السابق للبلاد سالفادور أليندي. وحتى تكون بعثات البرلمان أكثر فعالية في مواكبة العلاقات الثنائية مع البرلمانات الصديقة اقترح ضبط بروتوكول ومساطر العمل بشكل أدق خاصة في ما يتعلق بتقرير البعثة (من المسؤول عنه، من يصوغه، إلى من يتم توجيهه، كيف يستفاد من مخرجاته ويحقق التراكم)، وبخصوص الدور المنوط برئيس وباقي أعضاء الوفد من برلمانيين وإداريين تفادياً لأي إحراج للسيدات والسادة النواب،خصوصا عندما يكون عضو مجموعة الصداقة نائب رئيس مجلس النواب.


الكاتب : محمد الطالبي - الرباط

  

بتاريخ : 27/07/2023