ثنائية استثنائية بجذور تاريخية وروحية وآفاق جيوسياسية.. السنغال: جلالة الملك قائد الدولة الوحيد من خارج المنطقة، الذي تمت دعوته لحضور حفل التنصيب

اختارت السنغال أن يكون ملك المغرب قائد الدولة الوحيد من خارج المنطقة، الذي تمت دعوته لحضور حفل تنصيب الرئيس السنغالي المنتخب، يكون هذا الاختيار البروتوكولي بحمولة استراتيجية لا يمكن اغفالها بل إنه عنوان للموقع الذي يحتله المغرب وملكه في الواقع الراهن واستشرافات المستقبل السينغالي.
وهو اشارة الي استمرارية تتجاوز الامتحانات الديموقراطية في بلاد عرفت انتخابات شاقة سبقتها أزمة سياسية واجتماعية حادة.
والدعوة ترجمها المغرب ببعثة ديبلوماسية يقودها رئيس الحكومة عزيز اخنوش استقبلها استقبل الرئيس السينغالي الجديد يوم الثلاثاء بديامينياديو قرب دكار وجرى هذا الاستقبال، الذي حضره وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، على هامش حفل أداء اليمين الدستورية ومراسم التنصيب .
وخلال هذا الاستقبال، نقل الوفد المغربي تهاني صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الرئيس السينغالي، بمناسبة تنصيبه، وكذا متمنيات جلالته بالازدهار والتقدم للشعب السينغالي.
وتم هذا الاستقبال بحضور سفير صاحب الجلالة بدكار، حسن الناصري. الدعوة تجديد التعبير عن» عمق أواصر الأخوة والتضامن والتقدير التي تربط بين المغرب والسينغال« كما ورد في تغطية وكالة النقاد المغربية الرسمية لاماب.
وهي تدل مرة أخرى «على عمق الشراكة الاستثنائية ومتعددة الأبعاد القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية السينغال في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والروحية».
الحديث عن هاته العلاقات تتجاوز القاموس المتداول عادة في القانون والعلاقات الدوليين، حيث لا يمكن اغفال الابعاد التاريخية والروحية والثقافية في بناد هذا الثنائية الاستنثائية المغربية السينغالية. ويمكن أن تكون موضع درس في العلوم السياسية والاستراتيجية. من حيث الاستدامة والتطور في الوقت ذاته.
وهي «عُمْلة» اسراتيجية في التداول الجيوسياسي في غرب افريقيا، يمكن ان نعتبر بأن وجهيها المغرب والسينغال يشكلان محور الاستقرار في المنطقة، وعصب التوازن فيها.
ولعل التعبير الادق في عن ذلك وهوما قاله الباحث السينغالي لباحث السنغالي ماسامبا غاي، من كون المملكة »تعد ملاذا روحيا مرجعيا للسنغال ولغرب إفريقيا عامة»..
ما قاله الخبراء من السنغال: القوة المرجعية

أكد المدير العام للمركز الإفريقي للذكاء الاستراتيجي، عبد اللطيف حيدرة، اليوم الثلاثاء، أن دعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لحضور مراسم تنصيب الرئيس السنغالي المنتخب باسيرو ديوماي فاي، تعكس تميز العلاقات العريقة ومتعددة الأبعاد القائمة بين المغرب والسنغال.
وقال الخبير السنغالي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرباط ودكار تجمعهما علاقات متينة وعريقة جدا من المنتظر أن تتعزز بشكل أكبر مع الرئيس السنغالي الجديد.
وأكد حيدرة أن «متانة العلاقات بين المغرب والسنغال متجذرة في ثقافة وتقليد البلدين».
كد الباحث في العلوم السياسية، الشرقاوي الروداني، أن دعوة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى حضور مراسم تنصيب الرئيس المنتخب للسنغال، باسيرو ديوماي فاي، تمثل إشارة قوية من الرئيس السنغالي الجديد على متانة وتميز العلاقات العريقة بين البلدين.
ومن السنغال دوما اعتبر الباحث ماسامبا غاي أن دعوة الملك محمد السادس تعكس متانة أواصر الصداقة والأخوة العريقة القائمة بين السنغال والمغرب.
وقال غاي، الخبير في العلاقات بين المغرب وإفريقيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدعوة لحضور حفل التنصيب تشهد على قوة التعاون ومتانة أواصر الصداقة والأخوة القائمة بين السينغال والمغرب، والمتسمة بالاستدامة.
وأضاف أن الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية القوية، والروحية على وجه الخصوص، «متينة وتتخطى الزمن والحكومات والرجال».
وأكد الباحث السنغالي أن المملكة المغربية تعد ملاذا روحيا مرجعيا للسنغال ولغرب إفريقيا عامة، وقوة اقتصادية تبذل كل ما في وسعها لتقاسم فرصها التنموية مع باقي دول القارة.
ومن جهته أكد المدير الإقليمي ل»معهد تمبكتو» الذي يوجد مقره بدكار الباحث السنغالي، بكاري سامبي، أن الدعوة تعد «دليلا ملموسا على الطبيعة الاستثنائية» للعلاقات القائمة بين السنغال والمغرب.
وأوضح الباحث السنغالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العلاقات المغربية السنغالية «تتميز باستدامة تتحدى الزمن ورجال السياسة».
وأشار سامبي، إلى أن استدامة محور دكار – الرباط «أضحت مهيكلة للتوازنات الإقليمية والسلام والاستقرار بالنظر إلى تقارب وجهات النظر والوعي التام برهانات دبلوماسية بناءة على الدوام يتقاسمها بلدانا». وأوضح في هذا الصدد، أن العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال تأخذ بعدا جديدا في ظل المبادرات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وخاصة المبادرة الأطلسية لتعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي التي تأتي في سياق يتميز بمشروع أنبوب الغاز المغرب – نيجيريا، وكذا مع أفق انضمام السنغال إلى المجموعة الاستراتيجية للدول المنتجة للبترول والغاز».
وأضاف أنه علاوة على الأخوة الطبيعية التي تجمع بين البلدين، فإن المغرب أضحى شريكا استراتيجيا قويا، سيما في ظل الإمكانيات الهائلة التي يتيحها باعتبار موقعه كملتقى بين القارات.
وخلص سامبي إلى أن الروابط بين المغرب والسنغال «تكرست على الدوام ضمن الاستمرارية ووفق طابع مستدام وذلك بفضل تجذرها التاريخي، وسيما بعدها الإنساني».
خبراء من المغرب: نفس الأفق

قال الباحث في الشؤون الإفريقية، الموساوي العجلاوي، إن الدعوة رسالة واضحة على أن العلاقات بين البلدين تستشرف آفاقا أكبر في المستقبل.
وأبرز العجلاوي فأن دعوة جلالة الملك لحضور حفل التنصيب، تأكيد على متانة وقوة العلاقات التاريخية بين البلدين والتي تمتد على مدى 10 قرون، وكذا عمق أواصر الأخوة والتضامن التي كانت دائما تربط بين المغرب والسينغال.
كما أبرز الباحث أن البلدين يجمعهما المشترك الديني والروحي والثقافي واللغوي، وكذا النظرة نحو المستقبل، مبرزا عمق الشراكة المتفردة التي تجمع بين المغرب والسينغال والتي تهم مجالات متعددة.
و من جهته قال الباحث في العلوم السياسية، الشرقاوي الروداني، إن هذه الدعوة، التي تأتي في سياق سياسي جديد، »تعبر ليس فقط عن التقدير والاحترام الذي يكنه الرئيس السنغالي الجديد لجلالة الملك، بل أيضا عن الروابط المتينة والدائمة التي تجمع بين المغرب والسنغال«، مضيفا أن العلاقات بين البلدين لم تعرف أي فتور منذ حصولهما على الاستقلال رغم مرور الزمن والتغييرات السياسية والمؤسساتية.
وأضاف أن هذا السلوك السياسي الهام يعكس أيضا اعتراف مجموع النخبة السياسية في السنغال بالدور متعدد الأبعاد الذي يضطلع به جلالة الملك في تعزيز العلاقات بين البلدين، وفي التناغم المثالي الذي يسود العلاقات بين البلدين.
وبحسب الباحث في العلوم السياسة، فإن هذه العلاقات الثنائية المتميزة كانت موسومة على الدوام بقيم ومبادئ الوحدة الإفريقية، مما يدل على الالتزام المشترك للمغرب والسنغال اتجاه الوحدة والتضامن الإفريقيين.
وبعدما أبرز الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للعلاقات بين البلدين كما تشهد على ذلك عدد الزيارات التي قام بها جلالته إلى هذا البلد الإفريقي، أكد الروداني أن هذه الأخوة كانت دائما محركا وقاطرة لإعطاء دفعة جديدة لهذه الروابط العريقة المتجذرة في التاريخ.
واستحضر، في هذا الصدد، الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2016 إلى الأمة، من العاصمة السنغالية دكار، بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين للمسيرة الخضراء، معتبرا أن الأمر يتعلق هنا بمبادرة «قوية من حيث الرمزية والقيم وتعكس مدى التفاهم بين الشعبين المغربي والسنغالي وعمق العلاقات الثنائية التاريخية».


بتاريخ : 04/04/2024