حوار مع التلميذة فاطمة الزهراء أمنصاك، الفائزة بالمسابقة الوطنية في اللغات والثقافة

على هامش مراسم إعلان النتائج وتوزيع الجوائز على المتفوقين في المسابقة الوطنية في اللغات والثقافة النسخة الثانية والمنظمة تحت شعار : «اللغة والثقافة مدخل لتعزيز مدرسة المواطنة وذلك أيام 26 و 27 ماي 2021 بأكادير، أجرى مراسل الجريدة حوارا مع التلميذة فاطمة الزهراء أمنصاك (المديرية الإقليمية تارودانت) الفائزة بالرتبة الأولى وطنيا سلك ثانوي تأهيلي

 

من هي التلميذة فاطمة الزهراء امنصاك ؟

فاطمة الزهراء امنصاك أدرس بالثانوية التأهيلية ابن سليمان الروداني بتارودانت، المستوى الثانية باكالوريا علوم رياضية «أ» خيار فرنسية من مواليد مدينة الرباط يوم 16/08/2003. قضيت أول أيام نعومة أظافري بمدينة العرائش، لأنتقل بعد سنة إلى المدينة التي أقطن بها حاليا، والتي ترعرعت بين جدران سورها إلى الآن. أخدتني بين أحضانها لأقضي طوال مساري الدراسي، مرورا من الابتدائي والإعدادي بمؤسسة طارق الخاصة وصولا إلى آخر المحطات الاستشهادية بثانوية ابن سليمان الروداني. من أب وأم أكن لهما أعظم الاحترام والتقدير، وللتربية التي قدموها والأبواب التي فتحوها والفرص التي أتاحوها لي. شخصان من حرفين فقط لكنهما يحملان في طياتهما الكثير من الحب والمشقة و الحنان والعناء… من أجل بلوغ أعلى المراتب و الحمد لله .

 أكيد أن فاطمة الزهراء امنصاك بذلت مجهودا للظفر بهذا اللقب .ماهي أهم محطات هذا الاستعداد؟

صحيح أن المسابقة كانت وطنية، إلا أن اخباري بها لم يكن إلا في اليوم السابق لإجرائها، وبما أننا في أوج مرحلة الاستعدادات للامتحان الوطني، فإنني اعتبرتها مجرد مشاركة وفرصة لأطور روح المسابقة والمنافسة والفضول التي تعم أرجاء نفسي، لكن الاستعداد إليها لم يأخذ من وقتي الكثير. الثقافة العامة والدراسة من أجل التنوير لا من أجل الامتحانات هو مفتاح النجاح في مسابقات من هذا القبيل….

 كيف مرت أجواء المنافسة؟

بالنسبة للمسابقة، كانت ذات طابع خاص خلال هذه النسخة، النسخة الثانية على خلاف سابقتها. في إطار الاحترام التام للتدابير الاحترازية ضد جائحة كوفيد 19، تمت هذه الأخيرة رقميا عن بعد عبر تطبيق *teams*، حيث احتضن مركز «سوس العالمة» بخصوص مديرية تارودانت المرحلتين معا، جهويا ووطنيا، المسابقة، والتي كانت عبر أحد حواسب المركز. شريطة أن يكون الأستاذ المشرف في خلفية الكاميرا، حاضر جنب المتسابق مخافة السقوط في حالة غش أو مساعدة خارج نطاق ما هو تقني، فضلا عن تشغيل الميكرو والكاميرا إجبارا حتى تراقب لجنة التحكيم، الحاضرة قبالة المتسابق عبر الشاشة، مراسم الإجراء.
كانت المسابقة بعنوان «الثقافة واللغات» وهذا ما يدل على أنها حملت بين اسطرها أسئلة بـ 3 لغات مختلفة: عربية ، فرنسية ، إنجليزية. كانت المرحلة الأولى على المستوى الجهوي مكونة من 50 سؤالا مقسمة بين اللغات الثلاث + انشاء فرنسي حول موضوع حجاجي تدافع فيه عن رأيك حول موضوع معين. في حين أن المرحلة الثانية على المستوى الوطني كانت تحمل 70 سؤالا + انشاء فرنسي مشابه للسابق، غير أنها طبعا، كانت بصعوبة أكثر من المرحلة الجهوية. تدور الأسئلة حول شتى المواضيع، بدءا بالثقافة العامة، من كتّاب وملوك وحروب ورسوم و بنايات وعلوم (فيزياء / كمياء / علوم الحياة والأرض….) مرورا بما يتعلق بالقواعد العامة والصرف والتراكيب والنحو إلى جانب كل ما يتعلق بالمقرر لكل المسار الدراسي منذ الابتدائي…

مدى مساهمة الآباء في تحقيق هذا الإنجاز؟

صحيح أن فضل النجاح في هذه المسابقة تركيبة من مساهمة العديد من الأطراف. بدءا بالأستاذ المشرف والذي كان حاضرا أثناء إجراء المسابقة «استاذ عزمي». أشكر لجنة التحكيم والتي كانت، على خلاف التصورات المسبقة، في إنصات تام لكل المتسابقين. فسرعان ما ينسج القلق والخوف قناعه على محيا أحد المتسابقين، إلا وتسارع أحد أفراد اللجنة من أجل طمأنته. وأخيرا، تتسابقُ الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشكر الذي لا يستحقه إلّا والدي، أمي وأبي إلى جانب أختي وأخي، فلولا جهودهم ودعمهم المادي والمعنوي، لما كان للنجاح أي وصول ولما كان للرفعة أي صدى.

 ما هي الرسالة الموجهة للتلميذات والتلاميذ بهذه المناسبة؟

وأخيرا، أود تقديم رسالة سريعة لكل من يغمره الفضول، أن لا تضيع فرص المشاركة في المسابقات بشتى أنواعها. فهي تجارب تملأ بكل فخر وتعال، صفحات مسار حياتك. أضيف كذلك إلى ضرورة جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات طيلة فترة حياتك، وأن لا تبقى رهين امتحان أو مسابقة معينة، وإنما أن تفرض نفسك في مجمع ما بما تحتضنه من ثقافة عامة وشاملة حول مختلف المواضيع. اللهم إلا من أجل المعلومة باستمرار هواية لن تفقد أبدا شرارتها في هاوية قلبي.


بتاريخ : 03/06/2021

أخبار مرتبطة

  أمام توسع النقاش والجدال حول واقع تدريس اللغة الأمازيغية، بادرت «جمعية أمغار للثقافة والتنمية»، بخنيفرة مساء السبت 20 أبريل

  أكد البروفيسور روبرت كوهن، الخبير الدولي في اللقاحات، أن كل دواء له آثار جانبية غير مرغوب فيها التي يمكن

  تحرّكت السلطات المحلية بعمالة مقاطعة عين الشق منذ أسابيع مجنّدة عناصرها في محاولة للقضاء علي ظاهرة انتشار الكلاب الضالة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *