خَريرٌ يُناغي أُمَّهُ السّاقِيَّة

1
قَدِمَ مِنَ الْأَزَلِ،
وَالْوِجْهَةُ الْأَبَدُ:
غَيْلَمُ الْبَراري.

2
لاحَتْ تَباشيرُ الصَّباحِ،
والْكائِناتُ أَسْعَد ما يَكون.
وَحْدَها بومَةٌ تَنْدُبُ حَظَّها.

3
نامَ الَّليْلُ،
كَمَا الْبُسْتان.
خَريرٌ يُناغي أُمَّهُ السّاقِيَّة.

4
عَلى فَنَنٍ مِنْ أَفْنانِها
قَبَّلَ عُصْفورٌ عُصْفورَة.
أَزْهَرَتْ شَجَرَةُ الَّلوز.

5
عَلى أُخْتِها السُّفْلى،
اِنْطَبَقَتِ الشَّفَةُ الْعُلْيا.
شَرَعَتا في تَقْبيلِ بَعْضِهِما.

6
سَقَطَ مِنْهُ وَجْهُهُ،
كَعامودِ ضَوْءٍ
سَقَطَ غِطاءُ مِصْباحِه.

7
قَبْلَ أَنْ تَسْقُطَ،
وَحيدَةً كانَتْ تَبْكي.
تُفّاحَةُ الْمَعْنى.

8
كَما الْأَوْراق،
سَقَطَتْ مِنْهُ الظِّلال.
شَجَرٌ في العراء.


الكاتب : محمد بوجبيري

  

بتاريخ : 08/10/2021

أخبار مرتبطة

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بمرور سبع سنوات على

يقول بورخيس: “إن الفرق بين المؤلف والقارئ هو أن الكاتب يكتب ما يستطيع كتابته، بينما يقرأ القارئ ما يشاء”. فالكتابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *