دلالات إعلان جلالة الملك عن التحاق المغرب بالترشيح الإيبيري لتنظيم مونديال 2030

 

بمجرد إعلان جلالة الملك، محمد السادس، بالعاصمة الرواندية كيغالي، عن انضمام المغرب إلى الترشيح الاسباني البرتغالي من أجل تنظيم مونديال 2030، عاد المغرب ليحتل صدارة الأحداث العالمية، وصار من جديد حديث الكل، بعد أقل من ثلاثة أشهر على الإنجاز الرائع واللافت الذي بصم عليه المنتخب الوطني في مونديال قطر، وما خلفه من تعاطف كبير من مختلف دول المعمور.
إن منح جلالة الملك حق الإعلان عن هذا الترشح الثلاثي، له أكثر من رمزية، فهو يزكي أهمية المملكة كنقطة ربط واتصال بين قارتين، وكذا دورها الريادي والاستراتيجي على المستوى الإقليمي، وأهميتها كأحد عوامل استقرار المنطقة، والأدوار الريادية التي ما فتئت بلادنا تضطلع بها على كافة المستويات.
إن منح جلالة الملك هذا الشرف، رغم أن الخبر كان متوفرا لدى السلطات الإسبانية والبرتغالية، تأكيد على عمق الروابط الحضارية التي تجمع هذه البلدان الثلاثة، التي ارتبطت بكثير من الأواصر، وخلقت فيما بينها كثيرا من نقط الالتقاء، رغم الاختلاف في الدين واللغة، لكنها ترتبط بمصير مشترك.
إن جلالة الملك، وهو يعلن انضمام المغرب إلى الملف الإيبيري، فيه العديد من الرسائل والدلالات، لعل أبرزها أن المغرب يركز على القضايا الاستراتيجية، وينأى بنفسه عن الهوامش والتفاصيل الصغيرة، التي تفرق أكثر ما تجمع.
وعندما اعتبر أن في رسالته الملكية السامية، التي تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى بمناسبة تسلم جائزة التميز لسنة 2022 من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، والتي منحت لجلالته، أن هذا الترشيح المشترك، يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، وسيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي.
وأضاف جلالته أن هذا الترشيح سيجسد أيضا أسمى معاني الالتئام حول أفضل ما لدى هذا الجانب أو ذاك، وينتصب شاهدا على تضافر جهود العبقرية والإبداع وتكامل الخبرات والإمكانات.
واعتبرت العديد من التقارير الإعلامية أن هذا الملف بات أقوى بانضمام المغرب، حيث قالت صحيفة (أبولا) البرتغالية إن ترشح المغرب بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، أعطى زخما وقوة لهذا الملف، واصفة هذا الترشح الثلاثي بـ «الأقوى من بين المترشحين».
وأشادت الصحيفة بالدور الذي يتمتع به المغرب إقليميا، الأمر الذي سيزيد لا محالة – بشكل كبير- من فرص نجاح هذا الملف، مسجلة أن القرب الجغرافي والتكامل الاقتصادي والسياسي بين البلدان الثلاثة أكسب هذا الملف المشترك نقاط قوة وعزز حظوظه للظفر بشرف تنظيم هذا الموعد الكروي العالمي.
ومن جانبها، قالت قناة «سي إن إن» الإخبارية إن «هذا الترشيح المشترك، يعد سابقة في تاريخ كرة القدم، فيما اعتبرت مجلة «ذي أتلتيك» أن القرب بين المغرب وإسبانيا، على وجه الخصوص، يجعل الشراكة لاستضافة مونديال 2030 مسألة أكثر عملية.
وتفاعلت العديد من وسائل الإعلام العالمية مع هذا الحدث بكثير من الإيجابية، لأنه يحمل الكثير من الدلالات الإنسانية، ويجسد القيم الرياضية، وينتصر لتلاقح الحضارات وتقارب الشعوب، لأن الرياضة بشكل عام تجمع ولا تفرق، وهذا للأسف لا يجد له مكانا بين بعض جيراننا، الذين خرجوا عن الإجماع، وباتوا صوتا نشازا يزعج ولا يطرب.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 17/03/2023