رئة ثالثة

أحفر
وأحفر
أين الضوء الذي يقودني إليك
إلى صوت الله في المحارة
إلى انمحاء الأثر في العبارة
إلى رعشة الومضة
حين تنفتح السماوات السبع
بين راحتي درويش

أنا الآن أكنس الأنقاض
بعد أن تفحمت رئتي
أطرد الهواء المثقل بالغبار والحرائق
أرمم وجه المرآة
أعيد تركيب الشظايا في دمي
فينبت لي جناحان من زجاج

أنا الطائر الذي ضيع السرب
فعاد إلى عشه
الجناحان
رجاءٌ معلق بالهواء
والريش،
رَحْلُ المسافر
فكيف يزهر الغناء
من لحاء الشجر؟

لا أحلق
ألقي نظرة
نظرتين
ثلاثا
ثم أطوي جناحي
كباقي السرب.

أركض
أركض
كأن الريح تسبقني بخطوة
كأن النايات تعزف لحني
فمنْ زوّجَ الريح زورقا من قصب؟

قلبي يا أ الله
عبق الطين في كف آدم
سبحة بين أصابع المسيح
سجادة على جبين محمد
قلبي يا أ الله
آية من آياتك
فكيف لا أجد له أمّا
ولا متشابهات

أركض ويسبقني أثري
تضيع غابات ظلك
أحترق
ويبقى أثري
على وجه الدخان

أركض بلا قدمين
منذ انتعلتُ العدم
تمسك الريح لهاثي
ويداك تمسكان رقبة الريح
فيخرج ما يشبه الغناء
من
رئة ثالثة


الكاتب : حفيظة الفارسي

  

بتاريخ : 10/12/2021