رحيل المناضل السياسي والفاعل الحقوقي أحمد حرزني

توفي صباح أمس المناضل الحقوقي أحمد حرزني، الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان والسفير المتجول، بعد معاناة من مرض عضال في السنوات الأخيرة، ووافته المنية بالمستشفى العسكري بالرباط.
ولد احمد حرزني سنة 1948 بكرسيف، وفي 31 ماي 2007، عينه الملك محمد السادس رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان خلفا للمرحوم إدريس بنزكري، معتقل سياسي سابقا قضى أكثر من 12 سنة في الاعتقال من مؤسسي تنظيم «لنخدم الشعب».
وفي شهادته أمام «هيئة الإنصاف والمصالحة» قال:» أنا لست ضحية أنا مناضل عارض ويعارض وسيعارض جميع أشكال الظلم والاستغلال والاستكبار، وكذلك جميع أشكال المسكنة لأن أبوي وإخوتي وخاصة أخوي الإثنين الذين يكبرانني سنا. محمد رحمه الله وعبد الله الحاضر معنا، وأساتذتي المغاربة والأجانب، كل هؤلاء علموني أن أعز ما يطلب للنفس وللغير هو الكرامة ومع ذلك فإني لم أولد معارضا».
يقول المرحوم في إحدى الاستجوابات الصحفية:»أنا محتاج للتأكيد على أنني مناضل من أجل التغيير.. مناضل من أجل تحسين ظروف عيش المواطنين.. ولا أخفيك أن الوسيلة الفضلى أو المثلى لتحقيق التغيير هي عن طريق التغيير السياسي لكنه ليس هو المنتهى، بل المدخل الأكبر والأمثل للتغيير هو المدخل السياسي. ونفس في الوقت، أحاول ألا أسجن نفسي في المسائل المثلى، لما يتبين لي بأن الأمثل بعيد التحقيق، أقبل أن أخفض من انتظاراتي وطلباتي.. المهم هو أن يبقى المرء على السكة.. ولما تبين لي أن المدخل السياسي ليس في المتناول، أخذت في البحث عن مداخل أخرى لتحقيق الرهان السياسي بناء على مبدأ(الحد الأدنى).
كان حرزني عضوا بالمجلس الأعلى للتعليم، قبل أن يعين كاتبا عاما له في نونبر 2006.
ويهدف هذا المجلس إلى بعث دينامية في الإصلاح التربوي والسهر على الرقي بالتعليم المغربي.
حصل حرزني على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع والأنثربولوجيا من جامعة كنتاكي بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على دبلوم الدراسات المعمقة في علم الاجتماع من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
اشتغل كمدرس بالإعدادية في بداية السبعينات، قبل أن يبدأ مساره المهني كعالم اجتماع متخصص في شؤون العالم القروي، حيث عمل كباحث ثم كمدير للبحث في المعهد الوطني للبحث الزراعي بسطات. كما درس وألقى محاضرات بجامعة الأخوين بإفران (1995-1996).
تقلد حرزني مهام مستشار وطني ودولي في القضايا المتعلقة بالفلاحة والتنمية القروية وتدبير الموارد الطبيعية والبيئية والمقاربة التشاركية والتكوين المهني. كما كان عضوا مشاركا في وحدات التكوين والبحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط – أكدال.
وبالإضافة إلى كونه كان عضوا باللجنة الإدارية والتنفيذية التابعة للمجموعة الدولية للعمل الجماعي وحقوق الملكية، كان أيضا عضوا بالشبكة المغاربية للخبراء في العلوم الاجتماعية، والمنتدى المغاربي للدراسات السوسيولوجية، واللجنة العلمية لمعالجة نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى. كما كان عضوا باللجنة العلمية «لتقرير 50 سنة من التنمية البشرية في المغرب».
علاوة على ذلك، تقلد حرزني منصب الكاتب الوطني لجمعية «نداء المواطنة» ومنسق المرصد الوطني للانتقال الديمقراطي ومؤسس المجموعة الوطنية للبحث حول الديمقراطية المحلية.
وفضلا عن كونه مديرا لمجلة «المزارع المغربي»، أصدر حرزني عددا من المقالات التحليلية والكتب من بينها: «قراءة في السيرة السياسية لماركس» و «اليسار، الإسلام والديمقراطية» و«Un Maroc décanté».
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم قيادة الحزب وقواعده في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى عائلة الفقيد راجين من العلي القدير أن يتغمد القيد بواسع رحمته ويلهم الأسرة والعائلة الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون


بتاريخ : 15/11/2023