سفالة الحكومة بوجهين

حين قدمت السينما المصرية صناعاتها كمشاريع تجارية وتيمات إبداعية جعلتها تحتكم لشباك التذاكر . فمنها من يذهب إلى سلة المهملات بعد أسبوع من العرض ومنها من يحقق نجاحا مشهودا ويكتشف نجوما تصير كواكب وأقمارا فيما بعد .وقد تنال حب جمهور يتعدى الحدود وتحظى جوائز تقديرية في محافل عربية دولية .
أما صناعة التلفزيون في رمضان عندنا في المغرب ،فتقدم نفسها كأبشع وأقبح وجه للحكومة وبرنامجها السنوي. يأتي ذلك بكل أسف بهدف الرفع من مستوى الثقافة والفن بالبلد وجعله منافسا . والسفالة الحكومية هنا في تقديرنا تتمثل في الضحك على الجماهير مرتين . الأولى في تدبير الشأن بالعدالة الاجتماعية المعلن عنها في الخطابات الرسمية . والثانية على شاشة التلفزيون وبنفس السفالة . أي ظهور الوجه حكومي الثاني الأشد قبحا لإضحاك الناس بعضهم من بعضهم وعلى بعض قبيل آذان الإفطار وبعده .
وبهذا المعنى تترسخ الزبونية في اقتناص الفرص في المشهد الإعلامي الرمضاني يستأسد الإشهار وتسود فوضى السوق الاستهلاكي للصورة . فلا احتكام لشباك التذاكر لدراما رمضان ولا إبداع ولا هم يحزنون .ليس لأن سلة القمامة هو مكانها الطبيعي بعد انتهاء العرض المحدود في الزمان والمكان . بل لأن هدر المال العام بات مكسبا ومصدر غنى للبعض . كما أن بيع المسخ والشوهة وكلام الدرب ولغة الشماكرية ولغو المقاهي وحديث الزنقة مقابل تمرير صفقات مشبوهة لفائدة شركات تلفزية وهمية تنشط بالمواسم بات عرفا حميدا . ومنه تقتات وتستخدم كليشيهات معطوبة وتجارب مستهلكة مكرورة وأشباه كومبارس تحت شعار كوميديا رمضان .
إلا كان التلفزيون يشفق على فئة من الممثلين الموسميين ويتصدق عليهم من مال الشعب من رمضان لرمضان وهذا ليس عيبا ! لكن فليعتبرهم موظفين أشباح ،من غير ما يظهر سحناتهم ويحرروا بتفاهاتهم عيشة المغاربة بعد كل إفطار رمضاني !!
بمعنى آخر الحكومة إذا كان هدف الحكومة أن تضحك المغاربة مع كوميديا الشارع خارج أي لمسة إبداع كل رمضان .فإن النتيجة كارثية . لا أحد يضحك من المشاهدين .أما الذي يضحك هو الذي يعد الأغلفة ويحظى بالصفقات بالعملة الصعبة ويمسك الشيكات من أموال الضرائب على حساب تهافت القطيع . وكل رمضان السخافات تجمعنا..ملحوظة غاية في الأهمية . لا أشاهد برامج رمضان . أكتفي باستقراء ما يدون على السوشل ميديا .


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 19/03/2024