شغف القراءة غريزي عند الطفل، على وزارتي الثقافة والتعليم تعهده بالاهتمام

 

بتنظيم من السفارة السويدية بالمغرب، احتضنت قاعة مراكش يوم الأحد 9 فبراير الجاري بمعرض الكتاب ، مائدة مستديرة حول «أدب الطفل و طرق خلق شغف القراءة»، قامت بتسييرها الأردنية المقيمة بالسويد، منى هنينغ، مديرة «دار المنى» للنشر، و حضرها كل من سفيرالسويد، نيكلاس كيبون الذي يقوم بجهود كبيرة لتعزيز أهمية القراءة بالنسبة للطفل، حسب تقديم منى هنينغ ، وآن ماري كورلينغ الكاتبة السويدية المتخصصة في أدب الطفل، ثم عن المغرب كل من أمينة العلوي الهاشمي مؤسسة أول دار نشر مغربية متخصصة في أدب الطفل، ورشيدة الروقي رئيسة شبكة القراءة بالمغرب.
وقد استعرض المتدخلون، كل من زاوية اشتغاله، تجاربه مع القراءة والأطفال فضلا عن طرق تلقينها وتحبيبها لهاته الشريحة المجتمعية التي تعتبر رمزا للمستقبل ودعما للثقافة في السنوات المقبلة.
رشيدة الروقي، اعتبرت أن «كيفية الحفاظ على شغف القراءة عند الطفل ولمدة طويلة» هو أيضا موضوع تساؤل، على اعتبار أن الطفل يحمل أساسا هذا الشغف ويولد به، وبالنسبة لشبكة القراءة فقد ارتأت، كاسلوب، أن تنظم ورشات تخرج بها عن المألوف، بفضاءات بعيدة عن أجواء القسم الدراسي، لتصبح القراءة بمثابة حرية شخصية في ذهن الطفل.
فكرة شغف القراءة الغريزي لدى الأطفال، أكدتها ، أيضا، أن ماري كورلينغ، من خلال تقاسمها تجربتها ، باستعراض صور للأطفال تعكس الدراسة التي قامت بها بين شريحة من الأطفال، حيث أن هؤلاء ، على اختلاف أعمارهم، من الرضع إلى الأكبر سنا، أبرزوا اهتمامهم ، سواء بالألوان أو بالحروف أو بالصوت، و قد وقفت ، حسب شهادتها، على أثرالنبرات الصوتية عليهم أثناء قراءة أقاربهم البالغين للقصص، ومدى أهميتها بالنسبة إليهم في توطيد علاقتهم بهم..أو عند إحساسهم بتملك كتاب معين..
أمينة العلوي الهاشمي ، انطلقت في تحليلها من تجربتها في تلقين شغف القراءة لحفيدتها، لتبرهن عن نجاعة بعض الطرق البيداغوجية لتحفيز الطفل على القراءة و تحبيبه لها، من خلال الإلقاء بصوت عال لتفاصيل الحكاية ، قبل أن تركز بصفتها أيضا ناشرة لكتب الطفل، على ضرورة جودة الكتاب والطباعة لكي يقبل الطفل على الكتاب، وعلى البيداغوجيا المرافقة لعملية القراءة التي تحمس الطفل وتفتح خياله ثم على ضرورة توفر الثمن المناسب، الذي يمكن الآباء من اقتنائه.
اللقاء يكتسب أهميته من كونه يفتح الباب للعمل ولشراكات ما بين المغاربة وبين المهتمين بأدب الطفل بالسويد، بالرغم من كون عدد كبيرمن المتدخلين والحاضرين لم يفتهم الإشارة، خلال مداخلاتهم، بأنه عكس السويد، فإن المغرب لا يتوفر في هذا الإطار، على دعم من طرف الوزارتين المعنيتين سواء وزارة التعليم أو الثقافة، وعبروا عن متمنياتهم بأن يصل «شغفهم بتلقين شغف القراءة للطفل، إلى المسؤولين».


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 20/02/2020