ضرورة تأهيل المدن المغربية لمواكبة عملية تنظيم الكان والمونديال

تفصلنا عن مونديال القارة الإفريقية قرابة سنة ونصف، و عن مونديال العالم سبع سنوات، والتظاهرتان تفرضان معا التحضير لهما بشكل عاجل بل وانطلاقا من اليوم.
في هذا السياق، الجميع يعلم أن العمل، على مستوى البنيات الرياضية التحتية، انطلق منذ فترة طويلة والملاعب الكروية جاهزة لا ينقص بعضها سوى ترميمات وإصلاحات جزئية لن يشكل إنجازها مشكلا كبيرا لدى القيمين على شؤونها، كما أن البنية الطرقية والفنادق وأنظمة الاتصال تعتبر قيمة إضافية لملفي “الكان”والمونديال”. وأكيد العمل لن يتوقف عند هذا الحد، والدولة المغربية بكل أجهزتها ومؤسساتها، ستواصل الاشتغال على كل صغيرة وكبيرة من أجل ترتيب كل الأمور المرتبطة بتنظيم هاتين التظاهرتين الكرويتين الهامتين، و الأمر يحتاج حتما انخراط كل مكونات المجتمع في المساهمة بكل الإمكانيات في إنجاح التنظيم الكروي القادم والمغرب قادر على رفع التحدي وتأكيد أن الثقة التي وضعها فيه العالم كانت في محلها.
المعول في هذا الإطار، على المدن المغربية أن تنخرط بدورها في عملية إنجاح هاتين التظاهرتين الرياضيتين، وذلك عبر مؤسساتها المنتخبة،التي من المفروض أن تضع مجالسها الجهوية و الإقليمية والحضرية والقروية، برامج استثنائية تتضمن مشاريع تنموية تليق بمغرب 2025 و2030، وتخصص ميزانيات خاصة بالحدثين، تهم إنجاز شبكات طرقية في المستوى الجيد،الارتقاء بمستوى الفنادق وتحديثها، إعادة النظر في مشاريع النظافة والتزيين وتقوية مجالات التشوير وتنظيم النقل والرفع من جودة الخدمات،وتحسين مجالات الصحة والطب وخلق مستشفيات ومصحات جديدة،وفتح الباب أمام الطاقات الشابة في التوظيف ومنحها فرصة الانخراط في هذا المشروع الوطني.
بعد الإعلان عن فوز المغرب بثقة إفريقيا في احتضان “كان” 2025،وثقة العالم في تنظيم مونديال 2030، أصبح من المفروض على المؤسسات والهيئات المنتخبة في مختلف مناطق المغرب وتحديدا في المدن المحتضنة لمباريات البطولتين القارية والعالمية، ومعها المدن القريبة منها، أن تتحرك وأن تولي الموضوع أهميته بشكل قوي،ولما لا العمل على برمجة دورات استثنائية لمجالسها المنتخبة يتركز جدول أعمالها على نقطة وحيدة تتعلق بالاستعداد للكان وللمونديال؟
بدوره، أصبح من اللازم أن يقف الإعلام الرياضي المغربي،بشقيه العمومي والخاص، وقفة خاصة ومستعجلة وعاقلة أيضا،لإعادة النظر في طريقة اشتغاله،ولدراسة السبل الكفيلة بأن تجعل منه قطبا قادرا على مرافقة عملية تنظيم هذين الحدثين الرياضيين الهامين،حتى تصبح المواكبة الإعلامية قادرة على رسم حضورها بشكل مهني متطور وفعال،عبر إعادة هيكلته.
لن يختلف اثنان،في هذا السياق، حول ما تشهده بلادنا في الفترة الحالية من نهضة كروية متميزة،انطلقت مع تألق المنتخب الوطني في مونديال قطر 2022،وبروز باقي المنتخبات الوطنية في كل فئاتها العمرية والسيدات أيضا بشكل لافت، الأمر الذي يفرض وجود إعلام رياضي من المفروض أن يشتغل على الرفع من أداءه والرقي بمنتوجه من أجل أن يكون في مستوى الحدث.
والمأمول هنا، أن يلتئم الجسم الإعلامي الوطني،بشقيه العمومي والخاص،وبكل تمثيلياته، ويضع اليد على اليد للانخراط بشكل عملي متطور في عملية إنجاح مهمة تنظيم الكان والمونديال.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 11/10/2023