عودة قوية لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط

أنشطة متنوعة ومتجددة وعروض سينمائية راقية تعيد ألق المهرجان وتوهجه

 

 

تتواصل فعاليات الدورة 28 لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، المنظم الى غاية 17 من يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتقديم عروض سينمائية وندوات فكرية وورشات تكوينية لفائدة أربعة مدارس سينمائية بالمغرب، وذلك بعدما كانت فعاليات هذا الحدث السينمائي المتوسطي قد جرى افتتاحها مساء يوم الجمعة ثالث مارس الجاري، بقاعة مسرح إسبانيول.
وتميز حفل افتتاح المهرجان ، الذي تنظمه مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وعمالة تطوان ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة تطوان والمركز السينمائي المغربي ووكالة تنمية الأقاليم الشمالية وشركاء آخرين، بتكريم كل من المخرج المغربي حسن بنجلون والمخرج الإيطالي دانييلي فيكاري.
وبالمناسبة ، أشار رئيس المهرجان، أحمد حسني، إلى أن المهرجان يعود بقوة هذه السنة ببرنامج غني ومتنوع، بشكل يجمع بين التكوين ودعم الصناعة السينمائية، مبرزا القيمة الفنية الفريدة لهذه التظاهرة الدولية التي تساهم، منذ سنوات، في إثراء النقاش السينمائي بحوض المتوسط.
وتابع الحسني أن برنامج هذه الدورة، التي تحل تركيا ضيف شرف عليها، تتضمن مجموعة من الأنشطة، من بينها الفقرة الجديدة “محترفات تطوان”، والتي ترتكز على 3 محاور، تتمثل في مسابقة أحسن سيناريو، وأيام الصناعة السينمائية، ومحترف تكويني لطلبة مدارس السينما.
وفي سياق متصل قال الكاتب العام لمهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط محمد الهاني، أن الحضور الكثيف وإهتمام مسؤولي المدينة بهذا الحدث السينمائي يؤكد أن هذه التظاهرة السينمائية تستحق أن نلتف حولها ونجعلها ترتاد أفاقا جديدة وغنية خاصة في هذه اللحظة الإنسانية التي نجتازها والتي تتسم بقدر كبير من الارتباك، إذ يخترقها العديد من الحروب والكوارث الطبيعي، مبرزا، أنه في هذه اللحظات يتدخل الفن ليمنحنا بعض من التوازن ويجعلنا نحافظ على قدرتنا وحقنا في الحلم.
وأضاف الهاني أن السينما مظهر رئيسي من مظاهر الحداثة ولها إرتباط وثيق بالتحضر، إذ لا يمكننا أن نتصور مدينة بدون قاعات للسينما وبدون مهرجانات ننتظرها بشغف وتجعلنا أكثر إقبالا على الحياة.
مشددا في ختام كلمته أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط ليس ترفا بل هو ضرورة، ولحسن تظاهرتنا فإن مؤسسات الدولة والمجالس المنتخبة في هذه العهدة الجديدة مقتنعة بفكرة المهرجان وتصاحب القائمين عليه بكل مسؤولية، لان المهرجان هو مهرجان مدينة تطوان ومهرجان جهة الشمال ومهرجان الجمهور الذي يتابع فعالياته بشغف واهتمام دائمين.
من جانبه أبرز رئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري في كلمة له بالمناسبة، أنه مباشرة بعدما أنيطت به بالمكتب المسير لجماعة تطوان تدبير الشأن العام المحلي لجماعة تطوان، شرع في إنجاز برنامج عمل الجماعة للفترة الانتدابية الحالية 2021-2027 ، إذ بعد التدقيق في مقومات ومؤهلات المدينة وموقعها في محيطها الجهوي، تم الرهان على الفعل الثقافي، الذي يشكل عنصر قوة للمدينة وركيزتها الأساسية لاحداث قفزة تنموية حقيقية، وهو ما تجسد فعليا من خلال دعم الجماعة الكلي للانشطة الفنية والثقافية، والتي أعادت الوجه الحضاري المشرق للمدينة.
وأكد رئيس جماعة تطوان أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط لحظة فارقة في الحياة السينمائية بالمغرب، لان بلادنا كانت لا تتوفر سوى على مهرجان السينما الافريقية بخريبكة، قبل أن تتعمم المهرجانات السينمائية على الصعيد الوطني، كالمهرجان الدولي للسينما بمراكش زالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة والمهرجان الدولي لفيلم المرأن بسلا ومهرجان أكادير للسينما والهجرة والمهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس…
وأضاف السيد البكوري أن تطوان شكلت على مدى عقود الريادة الوطنية في إشاعة الثقافة السينمائية محليا ووطنيا ودوليا، حيث ساهم هذا الفعل السينمائي في إبراز الوجه المشرق للحضارة المغربية، مما يضع على كاهل مسؤولي المهرجان أعباء مضاعفة للحفاظ على استمرارية المهرجان وتميزه.
وأشار السيد مصطفى البكوري أن 27 دورة مرت بكل تفاصيلها وصعابها المتعددة، ولكن نضالية المشرفين على المهرجانساهمت في بقائه حيا، ليبقى هذا المهرجان جزءا من موروث المدينة ، والحفاظ على استمراريته ليس مسؤولية المشرفين عليه فقط، بل مسؤوليتنا جميعا، كل من موقعه، الشيء الذي يدفعني كرئيس لجماعة تطوان توجيه نداء صادق لكل الفاعلين الاقتصاديين بالمدينة للعمل على دعمه ماديا ومعنويا.
وختم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن إختيار سينما البحر الأبيض المتوسط كأسم لمهرجان تطوانساهم بشكل قوي في إبراز الانتماء المتوسطي للمغرب، بعد أن كان مغيبا، وتجسد بشكل أقوى في عهد جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، والتي تغيرت في عهد جلالته معالم الواجهة المتوسطية لبلدنا نتيجة الاستثمارات الضخمة التي رصدت للمنطقة.
كما تم خلال حفل الافتتاح، الذي حضره على الخصوص الكاتب العام لعمالة إقليم تطوان ورئيس جماعة تطوان مصطفى البكوري ونائبه أنس اليملاحي، عرض شريط “ملكات” للمخرجة المغربية ياسمين بنكيران، والذي يعتبر فيلما نسائيا 100 في المائة.
وجرى بالمناسبة تقديم أعضاء لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة، والتي يترأسها المخرج التركي زكي دميركوبوز، وتتشكل من الممثلة الإسبانية آنا إكوبالزيطا، والمخرجة وكاتبة السيناريو المصرية هالة خليل، والناقدة السينمائية والكاتبة الفرنسية ندى الأزهري، وأستاذ تاريخ الفنون البصرية الإيطالي فاليريو كاراندو.
وتكريما لروح الكاتب والسيناريست والناقد مصطفى المسناوي الذي وافته المنية سنة 2015، أطلقت إدارة المهرجان اسمه على لجنة النقد، وتتشكل في هذه الدورة من كل من السيدة صفاء الليثي الناقدة المصرية، والسيدة لورديس بلاسيوس الناقدة ورئيسة جمعية الكتاب السينمائيين بالأندلس الإسبانية، والسيد أحمد بوغابة الناقد السينمائي والسيناريست المغربي.
أما لجنة تحكيم فقرة محترفات مهرجان تطوان، فتتكون من المنتج والمدير السابق للمركز السينمائي المغربي صارم الفاسي الفهري، والمخرجة والممثلة ليديا زيميرمان، والمنتجة والسيناريست ياسمينة نيني فوكون، والممثل ومدير التصوير جلال الزاكي.
وتضم لائحة الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية شريط “ظلمة” للمخرج الصربي دوشان ميليش، و”علم” للمخرج الفلسطيني فراس خوري، و”أسماك حمراء” للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي، و”نزوح” للمخرجة السورية سؤدد كعدان”، و”رامونا” للمخرجة الإسبانية أندريا بانيي، و”مكان آمن” للمخرج الكرواتي جوراج ليروتيتش، و’القرنفل” للمخرج التركي بكير بلبل و”السد” للمخرج اللبناني علي شري، و”صيف في بجعد” للمخرج المغربي عمر مول الدويرة، و”شتنبر” للمخرجة الإيطالية جوليا لويس ستيكروالت، و”عند الدخول” للمخرج الإسباني خوان سباستيان فاسكيز أليخاندرو روخاس، و”بركة العروس” للمخرج اللبناني باسم بريش.
أما الأفلام المندرجة ضمن فقرة خفقة قلب فهي “حمى البحر الأبيض المتوسط” للمخرجة الفلسطينية مها حاج، و”جزيرة الغفران” للمخرج التونسي رضا باهي، و”الجبال الثمانية” لشارلوت فاندرميرش وفيلكس فات كروينينجن من بلجيكا، و”الحدائق المعلقة” للمخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي، و”أسوء العناصر” لرومان جيري وليز أكوكا من فرنسا، و”أهلي” لرشيد زم (فرنسا)، وملكات لياسمين بنكيران (المغرب).
كما يتضمن برنامج المهرجان، الذي ستتواصل فعالياته إلى العاشر من مارس الجاري، ندوة بعنوان ”الرقمي، الإيتيقي، الجمالي”، وستعقد مائدتان مستديرتان، الأولى بعنوان ”السينما المغربية اليوم: إمكانات ومفارقات”، والثانية في موضوع ”جون لوك كوادر، صدى البحر الأبيض المتوسط”، وذلك بمشاركة مهنيين من مختلف بلدان حوض المتوسط.
وسيتم الاحتفاء بثلة من نجوم السينما ضيوف المهرجان، ويتعلق الأمر بالممثلة المصرية غادة عادل، والممثلة التركية فيلدان اتاسيفير، والمخرجة الإسبانية جوديت كوليل.
للإشارة ستنظم في إطار فعاليات هذه الدورة ”أيام تطوان للصناعة السينمائية”، التي تشكل لقاء مباشرا مع حاملي المشاريع المشاركة مع ثلة من الموزعين والمنتجين ينتمون إلى بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، كما سيتخللها عروض (Panel) حول الإنتاج المشترك وسوق الأفلام العالمية وفرص الإنتاج المشترك والتعاون بين شطري البحر الأبيض المتوسط.
وتحت برمجة توقيع كتاب عن فيلم ”أحداث بلا دلالة ” للمخرج مصطفى الدرقاوي، بحضوره إلى جانب مؤلفة الكتاب الكاتبة ليا مورين والناقد والإعلامي أحمد بوغابة.
يذكر أن اللقاء التكويني “Talents en Court” بين 3 و 6 مارس سيستفيد منه 12 طالبا وطالبة منتسبين إلى معاهد السينما بالمغرب حول تحليل الفيلمين القصيرين “Hors-saison” خارج الموسم” و “Pour que rien ne change” “حتى لا يتغير أي شيء” بحضور مخرجهما “فرانسيسكو أرتيلي” ومدير مهرجان كورسيكا السينمائي بفرنسا أليكس فيراري، كما ستختتم الورشة بعرض حول السينما التونسية من تقديم طارق بن شعبان.
وعلى هامش فعاليات مهرجان تطوان السينمائي، ستعرف هذه الدورة تنظيم أربعة عروض سينمائية لأفلام مغربية متنوعة لفائدة نزلاء السجن المحلي بتطوان (الأحداث والسجينات والسجناء) وكذا السجناء الاسبان. وستنظم ورشة في “إدارة الممثل” يؤطرها الأستاذ والمخرج المسرحي محمد برادة وعلى هامشها وبشراكة مع مندوبية وزارة الصحة ستنظم حملة للتبرع بالدم.


الكاتب : مكتب تطوان/ جواد الكلخة. ع المالك الحطري.

  

بتاريخ : 06/03/2023