في احتفاء بعبد الكريم بناني .. إشادة وتنويه بخصاله الفكرية والإنسانية ومساهمته القيمة في المجال الجمعوي

نظمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أول أمس الأربعاء بالرباط، حفلا تكريميا كبيرا احتفاء بعبد الكريم بناني رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، وذلك في إطار فعاليات الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
وعرف هذا الحفل التكريمي الذي حضره المحتفى به، حضور عدد كبير من الفعاليات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والجمعوية، التي قدمت من مختلف جهات المملكة للمشاركة في الاحتفاء بعبد الكريم بناني، الرجل الذي «شكل تجربة متفردة في ثقافة التطوع بالمملكة».

 

أجمعت المداخلات التي تم تقديمها في إطار هذا الحفل على التنويه بالخصال الفكرية والإنسانية المتميزة للسيد عبد الكريم بناني، وكذا بمساهماته القيمة في المجال الجمعوي على المستوى الوطني، وخدمة مدينة الرباط وتراثها على وجه الخصوص.
وأعرب بناني، في كلمة بالمناسبة، عن عميق تأثره بهذه المبادرة الكريمة التي تقف وراءها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية التي تشكل «معلمة ثقافية رائدة»، متوجها بالشكر لمختلف المتدخلين من الأصدقاء الأصفياء الذين اقتسم معهم المبادئ والقيم والنبيلة، على الشهادات النبيلة التي قدموها في حقه، والتي «تعطيني شحنة لأستمر في عملي».
وقال بناني إنه كان محظوظا بأن ولد في المغرب «الوطن الرحيب المعطاء»، مضيفا أن «الله أكرمني بخدمة ملكين عظيمين هما جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله»، وهي الخدمة التي «كانت لي باختصار مدرسة تعلمت فيها شروط الحياة».
من جانبه، قال مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران، إن عبد الكريم بناني «الابن البار لمدينة الرباط، اجتمع فيه ما تفرق في غيره من حسن خلق وحب للخير»، مبرزا أن الرجل «عمل بجدية، من خلال جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، لتبقى الرباط محافظة على عراقة تاريخها وعلى رونقها وبعدها الثقافي الغني، وجامعة بين أصالة التاريخ وحداثة المدن الذكية».
وأبرز الفران في هذا الصدد، أن بناني ظل حاضرا ومشاركا في كل ما يتعلق بتفعيل البرنامج المندمج للتنمية الحضرية للرباط مدينة الأنوار عاصمة الثقافة المغربية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، منوها في الوقت ذاته بالرجل الذي يعد «الذاكرة الحية لمدينة الرباط» و»أيقونتها الجميلة والمتفردة».
وقال الفران إن احتضان المكتبة الوطنية للمملكة لهذا الحفل التكريمي يكتسي دلالة خاصة باعتبارها تمثل الذاكرة المغربية عبر العصور ليس فقط من خلال ما تحتويه من كتب، وإنما من خلال رجالاتها الذين عرفوا بالعطاء بمحبة بشكل لا توازيه سوى مقامات أهل التصوف الذي يعد عبد الكريم بناني سليل دوحته وفرع شجرته الرباطية.
من جهته، أكد رئيس جمعية أبي رقراق، نور الدين اشماعو، أن بناني «رجل نادر ومن طينة فريدة نذر حياته ليكون للمجتمع المدني صوت مسموع بالمملكة»، حيث جعل جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، التي يرأسها، فضاء مفتوحا للمبادرات القوية على المستوى المحلي والوطني والدولي.
ونوه اشماعو في كلمة تليت بالنيابة بتنظيم هذا الحفل التكريمي ببناني «القامة متعددة الاهتمامات والمعارف والفنون»، مضيفا أنه مما يبعث على البهجة هو تنظيم هذا الحفل التكريم له تزامنا مع الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
وبعدما أشار إلى اضطلاع بناني بالعمل الجمعوي وفي الآن نفسه بمهام وظيفية سامية تعكس الثقة المولوية السامية التي وضعها فيه جلالة المغفور له الحسن الثاني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قال اشماعو إنه «يسعدنا ان نستضيفكم (السيد بناني) ضيف الشرف الأول لتظاهرة سلا عاصمة المجتمع المدني التي ستنطلق فعالياتها في ماي 2023».
من جانبه، نوه الأستاذ الجامعي والوزير الأسبق محمد الإدريسي العلمي المشيشي، بمبادرة تكريم بناني باعتبارها تشكل «التفاتة كريمة ونبيلة إلى شخصية وطنية فذة يجمع الكل على تميزها ومكانتها الرفيعة»، مبرزا الخصال الفكرية والإنسانية للمتحفى به «ابن الرباط، مدينة الأنوار، وشخصية الحوار الهادئ والأمانة والمسؤولية»، وكلها خصال جلبت له الاحترام والتقدير من طرف الجميع.
وقال العلمي المشيشي إن أبرز دليل على تفرد بناني هو «الثقة المولوية السامية التي خصه بها جلالة المغفور له الحسن الثاني الذي كلفه بمهام سامية متعددة، وهي الثقة التي استمرت إلى يومنا الحالي مع صاحب الجلالة الملك محمد السادس».
وبعدما أبرز اهتمام المحتفى به في إطار عمله الجمعوي بالأطر الشابة والطلبة، وتمسكه الشديد بأصالة وثقافة وتقاليد مدينة الرباط، وكذا عنايته بالموسيقى التراثية، أكد العلمي المشيشي، أن عطاء الرجل سيبقى حاضرا لمدة طويلة في ذاكرة المدينة وذاكرة سكانها ومحبيها.
وتعاقب على منصة مدرج المكتبة الوطنية للمملكة المغربية عدد آخر من المتدخلين الذين قدموا شهادات تحتفي بمناقب عبد الكريم بناني، وبأدواره على رأس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة ورابطة الجمعيات الجهوية.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس الوطني لجمعية فاس سايس، عمر المراكشي، إن المحتفى به قدم خدمات جليلة للوطن ولتنميته اقتصاديا واجتماعيا، وهو «رجل دولة صادق وصدوق كرس حياته في خدمة العرش العلوي، كما أنه جمعوي بلا حدود يسري التطوع في عروقه».

شهادات

بدوره، أبرز فوزي بريطل، العضو المؤسس لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة وعضو مكتبها التنفيذي، أن بناني «رجل استثنائي» يجمع بين الأصالة والحداثة والتجذر في قيم التضامن والتسامح والالتزام والجدية ونكران الذات.
من جهتها، أبرزت مديرة معهد كونفوشيوس التابع لجامعة محمد الخامس بالرباط، كريمة اليتربي، أن هذا الحفل يشكل «لبنة من لبنات ثقافة الاعتراف»، معتبرة أن الاحتفال بالرباط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي يقتضي من بين ما يقتضيه الاحتفاء بالسيد بناني «الرجل رباطي النشأة مغربي الروح، صاحب الاستقامة النادرة والتواضع الجم»، وبعمله الجمعوي الذي يتسم بالعطاء فاعل والجهد مميز والثمرة الملموسة.
ونوه فاعلون سياسيون ودبلوماسيون وإعلاميون ممن حضروا حفل تكريم عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، الذي نظمته اليوم الأربعاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، بالخصال الفكرية والإنسانية التي يتحلى بها المحتفى به، الذي يعد «رجل دولة» قدم خدمات جليلة لبلده من باب العمل التطوعي.
وأبرز هؤلاء الفاعلون في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المناسبة، الجهود المتميزة التي بذلها ويبذلها السيد بناني سواء من خلال ترؤسه لجميعة رباط الفتح للتنمية المستديمة، أو من خلال الوظائف السامية التي عهد له بها في ظل عهد جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، منوهين على الخصوص بحسه الوطني العالي وإبداعه الثقافي الغني، وعطائه التضامني المتميز.
وقال الكاتب والصحفي عبد الحميد اجماهري، إن عبد الكريم بناني «يتميز بوطنيته العميقة، وانشغاله الكبير بالهوية الوطنية، وبالفكر والثقافة»، مضيفا أن «ما يثيرني شخصيا فيه هو سعة علمه وفهمه العميق لمهام المثقف ومهام الثقافة»، كما أنه «مناضل ثقافي» ذو حضور مستمر ومنتج في هذا المجال.
كما أشار اجماهري إلى أن عبد الكريم بناني «شخصية وطنية ذات أخلاق عالية، ولا يتردد في النصح وفي التفاعل مع القراء»، مبرزا أن «التعرف عليه هو أمر يسعدني، فأنا من القراء المخلصين لكل ما يكتب في المجال الإعلامي في المغرب».
من جانبه، قال رئيس الجامعة المفتوحة للداخلة، إدريس الكراوي، إن المحتفى به «من الوطنيين البررة، ومن رجالات الدولة، الذين بصموا على معالم كبيرة للمغرب الحديث، على صعيد هذا الجيل، الذي استطاع بصفة مبكرة تأسيس اللبنات الأولى لمجتمع مدني يواكب التحولات النوعية التي تعرفها المملكة خصوصا في قضايا التنمية المستدامة والتنمية البشرية والاقتصاد التضامني».
واستحضر الكراوي ما يتميز به المحتفى به من «حضور بارز في كل المحطات الرئيسية التي مرت بها المملكة، سواء في مجال العمل الاجتماعي والتضامني، أو على صعيد بناء التنمية البشرية المستدامة، التي كان سباقا لها»، وكذا دوره في تأطير الشباب على صعيد منتدى الشباب المغربي في الألفية الثالثة، و»جعل الشباب في خدمة التنمية المستدامة، وكذا جعل القضية الوطنية في صلب تحركات المجتمع المدني».
وخلص الكراوي إلى أن عبد الكريم بناني «يعتبر مدرسة في حد ذاته، وسيكون بكل تأكيد مصدر إلهام لأجيال كثيرة في المستقبل».
من جانبه، قال الإعلامي والكاتب محمد الصديق معنينو، إن عبد الكريم بناني «كان رجل ثقة للملك الراحل الحسن الثاني، وهو رجل ثقة الآن لجلالة الملك محمد السادس».
وأضاف أن المحتفى به يعد فاعلا جمعويا حقيقيا بالنظر للعطاء الكبير لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة التي يترأسها، وماقدمته في مجال التنمية المستديمة والثقافة.
من جهته، أعرب السفير الفلسطيني بالمغرب، جمال الشوبكي، عن سعادته الكبيرة بحضور الحفل التكريمي لعبد الكريم بناني، باعتباره «رجلا ذا هامة كبيرة، ومفكرا وشاعرا وأديبا».
وأضاف السفير الفلسطيني بالرباط أن «الأستاذ عبد الكريم بناني يستحق كل الاحترام والتقدير، فهو الرجل المعطاء الذي يتوفر على الكثير من المواهب، في الشعر والأدب والموسيقى».
من جانبه، قال مصطفى الجوهري، نائب رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، إن عبد الكريم بناني «يعتبر شخصية رباطية ومغربية، تتميز بالوفاء والعطاء اللامحدود، والروح الإنسانية والإخلاص».
وأضاف أن المحتفى به أعطى الكثير لمدينة الرباط وللمغرب عامة، معتبرا أنه «إنسان يتميز بالتواضع والعطاء الإنساني، ورجل دولة ذو هوية وطنية ومجتمعية».
كما أبرز أن المهام الإدارية التي يتقلدها عبد الكريم بناني لا تصرفه عن العمل الثقافي والاجتماعي، بحكم أنه شارك منذ شبابه الأول في تأسيس مجموعة من الجمعيات، خصوصا جمعية رباط الفتح التي خدمها كثيرا واعتبرها المهتمون بالشأن الجمعوي قوة اقتراحية أعطت الكثير ومازالت.
وتميز هذا الحفل بتقديم شريط فيديو قصير يعرض لبعض المحطات في حياة عبد الكريم بناني وبعض من الشهادات في حقه. كما تميز بإلقاء قصيدتين تحتفيان به، وتستحضران خصاله ومناقبه العديدة.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - و.م.ع

  

بتاريخ : 27/01/2023