قضية حجز أقمصة نهضة بركان في الجزائر بين إعلامهم وإعلامنا

 

طلب زملاء صحفيون من الإمارات والسعودية ومصر من زملائهم المغاربة الإدلاء بالرأي في قضية حجز أقمصة نهضة بركان في الجزائروالتي نتج عنها عدم إقامة مباراة ذهاب نصف نهائي كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم والتي كانت مبرمجة مساء الأحد الماضي بين اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان المغربي، واتفقوا على أنهم تفادوا الاتصال بأي زميل من الجزائر بسبب ” التعصب المبالغ فيه” وغياب لغة احترام الآخر في مقاربة الإعلام الجزائري للموضوع.
في كثير من المقاربات الصحفية العربية والإفريقية لقضية حجز الفريق المغربي في مطار الهواري بومدين الجزائري وحجز القميص البركاني تحت مبرر حمله للخريطة المغربية، ركزت القراءات على أن الإعلام الرياضي الجزائري تناول الموضوع بعصبية مبالغ فيها، مستعملا أسلوبا ” منحطا” من حيث استعمال عبارات تتضمن كثير من السب والقذف والشتائم ومعها توزيع الاتهامات تجاه شخصيات رسمية مغربية، ومنها تهم جنائية خطيرة، بعيدا عن معالجة الموضوع وفقا لقواعد المهنة بشكلها الاحترافي النبيل.
وتابع العالم كيف لجأ الإعلام الجزائري الرسمي عبر كل قنواته التلفزية والإذاعية، إلى القفز على كل أخلاقيات مهنة الصحافة مستعمل أساليب سخيفة لا تمت بأية صلة لشرف مهنة الصحافة، وبعيدة كل البعدعن كل أدوار الصحافة الرياضية وأهميتهاالبالغة في حياة المجتمعات، والتي من المفروض أن تكون لها مساهمات هامة في بناء رأي عام واعي ومتحضر.
وقف المتتبعون على أن الإعلام الجزائري زاغ عن السكة المفروض أن تسير عليها المعالجة الصحفية بمهنية وبأخلاق وشرف، عبر ﻧﺸﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ومن خلالها كل اﻟﻘﻴﻢ والمبادئ اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ وتشجيع الحفاظ عليها.
الإعلام الجزائري عبر كل قنواته ومحلليه تجاهل أن الإعلام أضحى اليوم أحد أهم أقطاب التنشئة و التوعية الاجتماعية وله دور مهم في توجيه سلوكيات وتصرفات أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب.
ومن المؤسف حقا أن يزيغ الإعلام الجزائري عن سكته وأن يتحول إلى أداة طيعة في خدمة نظام متحكم جائر، وأن يساهم بدوره في نقل حقد النظام إلى المنافسات الرياضية.
في مقابل ذلك، نوه متتبعون لقضية حجز أقمصة الفريق البركاني في الجزائر،بمستوى المعالجة الإعلامية المغربية الراقية المفعمة بروح المهنية والأخلاق.
ففي هذا الإطار، لم يسجل على إعلامنا الرياضي الوطني أي خروج عن النص، وظلت كل المقاربات والقراءات للموضوع مرتبطة ومؤسسة على أخلاقيات المهنة بعيدا عن أي تجريح أو أي أسلوب يحط من كرامة الآخر، وظل الإعلام المغربي يعتمد على رؤية مهنية بمعالجة قانونية تحترم الرسمي والقانوني التنظيمي بعيدا عن أية مزايدات فارغة.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 25/04/2024