لطيفة لبصيرتهدهد «كوفيد الصغير» بدون قفازات

عن المركز الثقافي للكتاب، صدرت للكاتبة والأكاديمة المغربية لطيفة لبصير ، مجموعة قصصية جديدة موسومة بـ»كوفيد الصغير».
تتضمن المجموعة خمس عشرة حبكة، هي: إيماءة، فادارأتم فيها، لالة ميمونة، العجزة لا يحلمون، سبع موجات، عزاء، عزلة لودفيغ دويتش، أجنحة الخفاش، حين تضحك النوارس، كل أشباح العالم، هادئة، كوفيد الصغير، ثم زارني أبوحيان التوحيدي، شجرة عارية ولقاح.
يمثل «كوفيد الصغير» عالما كبيرا تجلت معالمه في بناء تخييلي يشد الأنفاس، ويستحضر الكثير من الشخصيات التاريخية والفلسفية والفنية، لتقتحم الحياة اليومية وتصبح عوالم  لا تمحى من ذاكرة القارئ.
عن المجموعة ، كتبت القاصة سلوى ياسين:
«حين بدأتُ بقراءة مجموعة «كوفيد الصغير» للكاتبة المغربية لطيفة لبصير،جذَبتني هذه الجملة «هذا الفيروس الذي صنعه الإنس بمعية الجن»، وشعرت كما لو أنها «مانفستو»للأيام التي نعيشها، وربما لأيامٍ كثيرةٍ قادمة،تذكرت أنني أقرأ هذه القصص المتفردة ونحن ما زلنا تحت رحمة «دلتا»الفتاة الطائشة التي أَنجبها كوفيد الصغير، والذي سيصير وحشاً عملاقاً كلما توغلنا داخل القصص ،وهذا يعني أن الوباء حين كان يفرك يديه كي ينقض على الآلاف، كانت الكاتبة توثق بحكاياتها الأليفة والمتوحشة في آن واحد بشجاعةٍ سرديةٍ هائلة غير آبهةٍ بالتغيير المستمر للأحداث و الأخبار عن هذا الوباء المرعب،ظلت تؤرخ سردياً بقدرتها المعهودة الواثقة والهادئة على تحويل الآني المتداول إلى تحفة فنية،تلك رباطةُ جأشٍ نادراً ما تحدث..
تَتتابع المحكيات مُجدفةً في خليج الغموض و الإثارة التي أَشهرها «كوفيد الصغير»في وجه العلماء و الأخصائيين و الأطباء،متسلحةً بقناعة راسخة مفادها أن هذا العالم من دون الخيال،مجرد مجرة تائهة.
ولأن الكتابة ستظل على الدوام فِعل «مقاومة»، بالإمكان اعتبار المجموعة القصصية «كوفيد الصغير نوعاً من الوقوف في وجه هذا العالم القاتم،حيث تظهر فيه هذه القصص مثل ضوءٍ في نهاية النفق،قصصٌ ينز منها الأمل نحو القارئ.
برعت الكاتبة في القفز على الفوضى والغموض العارم الذي يحكم العالم تحت الوباء،لتجعل من سردياتها المحكمة و المفعمة بالكثير من الإلتماعات الفنية،تأريخاً جمالياً ضد وباء النسيان الذي يَطبع عصر «التراند» الذي نعيشه».
الشاعر والناقد عبد الإله المويسي، اعتبر أن المجموعة القصصية الأخيرة للطيفة لبصير « سرد مكتوب بخلفية نسقية واعية جدا تشتغل بها لطيفة لبصير منذ سنوات.
تشتغل بها «مختبريا» في منجزها العلمي، وعلى وجه الخصوص في مجال الكتابة «السيرية» التي أغنت بها الخزانة النقدية العربية ببحوثها ودراساتها الكثيرة، ثم من خلال ريبرتوارها الإبداعي القصصي الذي يمتد لعقود من الزمن فتحته على أعمق الأسئلة الشاغلة.
تشتغل لبصير بحس دقيق على أسئلة الأطروحة «النسوانية» في بعدها المجتمعي والنفساني والمعرفي الثقافي. كما تشتغل لبصير نسقيا بين النقد والإبداع والكتابة المقالية الصحفية ضمن أفق واضح المعالم توظف له مقروءاتها الغزيرة في علم النفس والفلسفة والنقد الأدبي، وتوظف له مقروءاتها أيضا في النصوص الإبداعية السردية العالمية.
تأتي هذه المجموعة لتبلور نفس الأطروحة النسقية عند لبصير، وهذه المرة محكومة «بالوعي الآني» وعي أملته ثقافيا جائحة كوفيد بضغطها الذي مارسته بقوة على المبدع العربي بإعزاله نفسيا واجتماعيا وفكريا».


بتاريخ : 08/10/2021

أخبار مرتبطة

  تشكل القراءة التاريخية لتجارب بعض الأعلام المؤسسة للفعل السياسي و الدبلوماسي في المغرب المستقل، لحظة فكرية يتم من خلالها

لحظة شعرية بمسيم كوني، احتضنها فضاء بيت المعتمد بن عباد بأغمات، ضمن احتفاء دار الشعر بمراكش بمرور سبع سنوات على

يقول بورخيس: “إن الفرق بين المؤلف والقارئ هو أن الكاتب يكتب ما يستطيع كتابته، بينما يقرأ القارئ ما يشاء”. فالكتابة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *