عرفت ردهات المعهد العالي للإعلاميات وتقنيات التجارة والتسيير بمدينة برشيد في الفترة المتدة ما بين 10 و 13 غشت الماضي، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان برشيد لعشاق المسرح المنظم من طرف جمعية عشاق المسرح للإبداع والتنمية، تحت شعار «المسرح رافعة أساسية للتنمية «.
وقد شمل برنامج هاته الدورة عروضا مسرحية وورشات تكوينية ولوحات موسيقية بالشارع ، وأنشطة ثقافية تتكون من ندوات وتقديم كتابين لكل من الكاتبين عثمان سجيد و صلاح الدين نفتاحي فضلا عن سهرات فنية وتكريمات ..
و للمزيد من التفاصيل حول هاته الايام الثقافية الفنية التي أنارت فضاء برشيد خلال هاته الأيام الحارة من شهر غشت، اتصلت الجريدة بعثمان سجيد بصفته مدير المهرجان قصد طرح اسئلة حول مدى أهمية هذا المهرجان بالنسبة للساكنة ومدى ضرورته ثقافيا لإخراج هاته المدينة من شبه تهميش اشعاعي وثقافي وحول أهم ما ميز هذا الملتقى..
و صرح عثمان سجيد لمنبرنا بأن مهرجان برشيد لعشاق المسرح هو مهرجان مسرحي تقيمه جمعية عشاق المسرح للإبداع والتنمية سنويا، و أكد على كون برنامج هذا العام كان متنوعا وتبارت خلاله خمسة مسرحيات في مسابقة المهرجان فضلا عن تقديم عرضين شرفيين، والمسرحيات هي كالتالي: «شجرة التوث» لفرقة سطار وود بن احمد، و «شهقة روح» و «فراغ ممتلئ» و «موسيقى الشارع» و مسرحية «الجرعة» و «المركد» ثم «الرواسيات «…أما بالنسبة لندوة المهرجان فقد كانت حول تيمة «من فن المسرح إلى معترك الحياة «.
علاوة على ذلك، تضمن البرنامج مجموعة من الورشات المسرحية متوجهة لأبناء المدينة وتم توقيع مجموعة من الكتب : «موجز تاريخ المسرح « لعثمان ساجد و «رواية الكتاب». واسترسل سجيد قائلا، بأن أنشطة هاته السنة، تميزت بتكريم مجموعة من الفنانين من بينهم زهور السليماني، التي تم إطلاق الدورة الثانية على إسمها وكذا الفنان المسرحي والسينمائي حميد مورشيد.
و شدد سجيد على أن الأساس من هاته الدورة التي جاءت بعد جائحة كورونا وآثارها على نفسية المواطنين، وبالأخص مدينة برشيد التي تعرف خصاصا في هذا الميدان، هو من جهة تفعيل المسرح كمنتوج مغربي، و ثقافيا تقريب الثقافة للمغاربة ونشر الوعي المسرحي لدى ساكنة برشيد، وربح جمهور مسرحي.
وعبر مدير المهرجان عن أسفه من كون مدينة كبرشيد، تنعدم فيها الثقافة ولاتحتوي على مركبات ثقافية . وأشار إلى كونهم، كمنظمين، صادفتهم مجموعة من الصعوبات في ما يخص الدعم سواء المادي أو حتى التنظيمي الإداري خاصة من بعض المسؤولين، مع العلم ، يضيف دائما مدير المهرجان، أن هاته الدورة كانت متميزة وعرفت حضور جمهور مسرحي مهتم ، مما زاد من تحفيزهم على تنظيم الدورة الثالثة التي يطمحون أن تكون أنجح وأرقى من سابقتيها .
بالنسبة لعثمان سجيد ،مثل هاته التظاهرات هي ضرورية وأساسية لجميع المجتمعات والفن هو رسالة نبيلة ، كما أن أنه يحسن الذوق لدى الساكنة، و مدينة برشيد هي مدينة نائية أو مهمشة و هذا النوع من الفنون والتظاهرات ناذرة، وبالتالي فأعضاء جمعية عشاق المسرح للإبداع والتنمية، يضربون عصفورين بحجرة واحدة: الترفيه والتثقيف، والتوجه لكل شرائح ساكنة المنطقة ، الأبناء كما الآباء و ذلك من خلال الأنشطة الموازية للمهرجان كالعروض المسرحية واللوحات الموسيقية و كذا الندوات الفكرية والورشات التكوينة لمن يهمه هذا الشق من الثقافة ، أمافي الأيام الأخرى من السنة، وبغض النظر عن أيام «مهرجان برشيد للمسرح»، تسعى الجمعية للمساهمة في تأطير أبناء المنطقة من خلال الورشات في المسرح والموسيقى وتم تسجيل 40 منخرطا في السنة السابقة من أبناء مدينة برشيد و يتم تأطيرهم في مجال المسرح والموسيقى .
وللإشارة فمدير «مهرجان عشاق المسرح عثمان ساجد» هو طالب في السنة الثالثة من شعبة علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، مربي و فاعل ثقافي وسياسي وجمعوي في مدينة برشيد، وقد صدرله أول مؤلف تحت عنوان «موجز تاريخ المسرح»، تم تقديمه خلال الدورة الثانية من»مهرجان عشاق المسرح» ، هذا المؤلف الذي قال عنه الباحث و الأديب المغربي نور الدين الخاديري، بأنه « ثمرة سنوات من الممارسة الركحية التي جعلت الكاتب عثمان سجيد يصبح منشغلا أكثر بفن المسرح وقضاياه، ولعلّه أدرك أهمية الأثر المكتوب في ترسيخ مبادئ وقواعد ومدارس هذا الفن من حيث تاريخه وأعلامه وأسسه، الأمر الذي دفع الكاتب للاشتغال على الكتابة وتزويد الباحثين والمبتدئين والناشئة المتطلعة والشغوفة بفن المسرح بعُدّة معرفية تيّسر لهم ولوج هذا الفن وممارسته».